عادة ما يجتذب موسم الحج حوالي مليوني شخصًا من كافة دول العالم، إلا أن فيروس كورونا المسُتجد الذي يواصل فتكه بكافة نواحي الحياة، تسبب في تقليص عدد زوار بيت الله الحرام، هذا العام، بسبب مخاوف انتشار عدوى الفيروس التاجي.

وزارة الحج والعمرة السعودية، أعلنت أن إقامة الحج هذا العام ستكون بأعداد محدودة جدًا للراغبين من شتى الجنسيات بالمملكة، فتقرر في وقت سابق تحديد عدد حجاج بيت الله إلى 1000 شخص، إلا أن الوزارة صرحت أمس الثلاثاء، أن العدد لن يتجاوز 10 آلاف حاج 70% منهم من الأجانب.

تقليل عدد الحجاج هذا العام، تسبب في خسائر اقتصادية كبيرة، داخل شركات السياحة في مصر، وبين المُشرفين على بعثات الحج.

خسائر شركات السياحة

باسل السيسي، نائب رئيس غرفة الشركات السياحية، يقول إن إلغاء موسم الحج هذا العام كان إجراء متوقع، وتسبب في خسارة الشركات السياحية لمليارات الجنيهات، خاصة مع وقف حركة الطيران بشكل كُلي لعدة أشهر.

ويؤكد السيسي، أنه من المتوقع أن تُغلق 70% من شركات السياحة خلال الفترة المُقبلة، خاصة في ظل عدم استرداد قيمة تأشيرات العمرة المُلغاة.

و يقول ياسر سلطان عضو غرفة الشركات السياحية، إن شركات السياحة تكبدت أكبر خسائر اقتصادية لها منذ نشأتها حتى الآن، بسبب إلغاء الحج والعمرة، حيث تم تسريح عدد من العمال بها، بسبب تراكم الديون في ظل توقف العمل، خاصًة الشركات العاملة بالسياحة الدينية.

ويؤكد أحمد البكري، صاحب شركة سياحية تعمل في مجال الحج والعمرة، أن خسائر قطاع الشركات السياحية كبيرة، خاصة بعد إلغاء الحج والعمرة، وقدرت خسائره بـ2 مليار جنيه تقريبًا، ما زاد الوضع سوء هو توقف حركة الطيران بشكل كلي.

ووفقًا لتقرير سياحي أعده عدد من الخبراء والمستثمرين في قطاع السياحة، فإن شركات السياحة في مصر وعددها 3 آلاف شركة تواجه أزمة تعتبر الأكبر في تاريخها حيث ستتسبب في إغلاق أغلبها خلال الفترة المقبلة بسبب إلغاء موسم العمرة وكذا الحج، وانتشار فيروس كورونا المستجد داخل البلاد.

مشرفي الحج 

إسلام عبد الفتاح، من الجيزة، عضو جمعية أهلية، يقول إنه كان يتم اختياره كأحد المشرفين على حج الجمعيات، نظرًا للاستيفائه للشروط المطلوبة، إلا ان قرار منع الحج  سبب له حالة من الحزن الشديد.

ويضيف “عبدالفتاح”، أن موسم الحج كان يعود عليه وعلى المشرفين مثله بالخير، إذ حُرموا من المكاسب المعنوية والهدايا التي تُقدم لهم نضير مساعدة الحجاج.

محمد ياسر جاويش، أحد المشرفين على الحج، والمعين من قبل وزارة التضامن الاجتماعي، يقول إن المؤسسة تتعاقد وتحجز الفنادق والانتقالات الداخلية والخارجية لحجاج الجمعيات الأهلية الذين يتم اختيارهم، عن طريق اختبارات الكترونية وشفوية سواء إداريًا أو من ممثلي الجعيات حسب الشروط، ويدفعون 10% في أول مرة من إجمالي مصاريف الحج.

ويضيف “جاويش”، من سبق له الإشراف لمدة 3 سنوات يدفع المبلغ كاملًا، وكل مشرف له مجموعة من 45 الى 50 حاج وحاجة، وأنه يشعر بالغربة لأنه كان يتواجد في ذلك الوقت في السعودية، لأداء مناسك الحج، لكنه اليوم يشاهدها في التلفيزيون كغريب.

بحسب تقديرات اقتصادية لموقع قناة “العربية”، تتجاوز إيرادات الحج والعمرة 40 مليار ريال سنويًا، تُمثل نحو 4% من الناتج المحلي، ووفقًا لوكالة “رويترز” فإن إيرادات الحج تبلغ نحو 12 مليار دولار سنويًا.

 الحج الافتراضي

في 2009 ظهر الحج الافتراضي، بعد تفشي فيروس إنفلونزا الخنازير، في رحلة افتراضية من تصميم شبكة “إسلام أون لاين”، لتُتيح للأشخاص التعرف على مناسك الحج كاملة.

ووفقًا لتقرير “وول ستريت جورنال”، فإن عددًا من المصممين طوروا الحج البديل ليصبح بديل علمي للحج العادي، بما لا يتعارض مع جائحة فيروس كورونا المستجد.