بعدما تُوج الإنجليزي جوردان هندرسون، قائد فريق ليفربول، بجائزة لاعب العام من رابطة النقاد الرياضيين بإنجلترا، على حساب نجم مانشستر سيتي المتوهج كيفين دي بروين، سادت حالة من السخط من قبل أغلب الجماهير الإنجليزية، كما خلفت مفاجأة استبعاد النجم المصري محمد صلاح هداف ليفربول بطل المسابقة، من الـ 15 اختيار كاملين علامات استفهام كبيرة، بيد أن الفرعون كان أكثر تأثيرًا من هندرسون نفسه الفائز بالجائزة هذا الموسم.
الغريب أن صلاح لم يحصل على أصوت من قبل صحفي كرة القدم الإنجليزية، رغم الموسم الجيد الذي قدمه هدّاف الفريق بتسجيل 19 هدفًا في 33 مباراة لعبها، فيما حصل 15 لاعبًا على صوت واحد على الأقل وشهدت القائمة كثير المفاجآت أثارت استغراب الأغلبية في بلاد الضباب.
فهل يستحق النجم المصري ذلك؟ أم هناك تعمد ضده؟ وأسئلة كثيرة تركتها تلك النتيجة المحبطة لهداف الليفر الأول بالبريميرليج هذ الموسم، الذي قادهم للقب التاريخي الغائب منذ 3 عقود كاملة عن خزائن الفريق الأحمر العريق.
معايير جائزة النقاد
بعد الهجوم التي تعرضت له رابطة النقاد الإنجليزية بسبب تلك النتائج، قررت نشر مقطع فيديو لكاري براون، رئيسة الرابطة، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، تشرح وتبرر فيه أسباب اختيار قائد “الريدز” لهذه الجائزة، وأهم معاييرها التي أخذت في الاعتبار.
وقالت براون: “أتفهم سبب إحباط مشجعي مانشستر سيتي لفوز هندرسون بالجائزة على حساب دي بروين، وأنا أرى أن البلجيكي هو أحد أفضل اللاعبين في خط الوسط بالعالم، لكن تلك الجائزة لا يكون من بين معيارها الأداء والمستوى داخل الملعب فقط، ولكن الأمر يتعلق باللاعب القدوة داخل وخارج المستطيل الأخضر”.
وأضافت: “القيادة غير ملموسة وغير قابلة للقياس في كثير من الأحيان، ما لم تكن غير قابلة للنقاش، وهندرسون هو أكثر لاعبي ليفربول احترافية، وبات بمثابة أسطورة في الفريق، بينما هندرسون بات لاعب يتطلع إليه زملاؤه في الفريق على أرض الملعب، ويحاول منافسوه إيقافه دوما”.
وختمت حديثها قائلة: “معايير التصويت لأفضل لاعب من قبل النقاد، مبنية على اختيار القدوة والمثل النموذجي للاعب، وفي أحلك اللحظات التي عاشتها بلادنا، قاد جوردان باقي لاعبي الفرق الأخرى للمساعدات الخيرية لمواجهة تداعيات تفشي فيروس كورونا”.
وهو ما يوضح أن هناك معايير أخرى ساهمت في إعطائه تلك الجائزة، وربما بها تحيز وقد يصل لحد العنصرية تجاه قائد منتخب إنجلترا، وتجاهل بعض النجوم الآخرين مثل دي بروين وصلاح، اللذان قدما مستويات أفضل داخل نطاق القياس بكرة القدم والأرقام والإحصائيات طوال الموسم.
كيف استبعد صلاح؟.. السؤال الأبرز الذي دار في عقول أغلب المصريين مشجعي صلاح، وكذلك جماهير ليفربول التي ترى الفرعون هو نجمها الأبرز بالسنوات الماضية، ورغم أنه ليس أفضل مواسم صلاح، وقد لا يقارن بموسم 2017-2018 والذي توج من خلاله بتلك الجائزة رغم احتلال ليفربول للمركز الرابع حينها.
لكن تأثيره ودوره في قيادة ليفربول للقب الغائب منذ 3 عقود لا يمكن أن ينكره أحد هذا الموسم، ومن غير الجائز ألا يحصل على أي صوت وألا يتم احتسابه كواحد من أفضل 15 لاعبًا في المسابقة، ويتم اختيار جوني إيفانز مدافع ليستر سيتي أفضل منه بهذا الموسم، إنها بمثابة الكارثة.
فالملك المصري هو ثاني أكثر اللاعبين مساهمة في إحراز الأهداف في الدوري الإنجليزي هذا الموسم برصيد 29 هدفًا “سجل 9 وصنع 10″، كما كان أكثر لاعب تسديدًا للكرات في البريميرليج بمعدل 3.9 تسديدة في المباراة الواحدة، وأكثر من سجل أهدافًا لليفربول في الدوري الإنجليزي بـ 19 هدفًا محتلًا المركز الرابع في ترتيب هدافي البطولة ككل.
وتتوالى الأرقام الداعمة لموسم صلاح الجيد هذا الموسم، بكونه أكثر لاعب سجل ضد الأندية الستة الكبار في الدوري الإنجليزي هذا الموسم بـ 5 أهداف، وثالث أكثر اللاعبين إحرازًا للنقاط في الدوري الإنجليزي هذا الموسم، وكان بحاجة لهدف وحيد آخر ليصبح ثاني لاعب فقط في الدوريات الخمسة الكبرى يسجل 20 هدفًا ويصنع 10 هذا الموسم، بعد الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة، كما أنه أيضًا خامس أكثر اللاعبين صناعة للفرص في الدوري، ورابع أكثر اللاعبين تمريرًا لكرات حاسمة هذا الموسم بالدوري الأقوى بالعالم، فكيف يستبعد الفرعون من تلك القائمة بهذا الشكل المخزي؟.
هل هناك مؤامرة ضده؟
النتيجة التي جاءت مفاجئة لعدد كبير من النقاد الرياضيين في إنجلترا نفسها قبل الأوساط الرياضية العربية ومحبي صلاح حول العالم، أثارت تساؤلات بشأن ما يحدث في الكواليس وتربيطات عملية التصويت، وكيف للاعب بمستوى صلاح في الموسم ومساهماته في الفريق أن يحصل على صفر أصوات، إلا إذا كان في الأمر شيء ما؟
في الوقت نفسه الذي استبعد فيه محمد صلاح بهذه الطريقة، حصل زملائه في الفريق على كافة الأصوات، وكان من بينهم السنغالي ساديو ماني، والهولندي فان دايك، والبرازيلي أليسون، ومعهم الإنجليزيان هندرسون وأرنولد، وهو ما قد يلجأ أغلب محبيه لنظرية المؤامرة والعنصرية في تلك الاختيارات تجاه النجم العربي المصري.