قبل اجتياح فيروس كورونا المستجد للعالم أوائل العام الحالي، كان قد لعب جولة الذهاب من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا أمجد الكؤوس الأوروبية في بعض المباريات، ولعب الدور بأكمله في مباريات أخرى قبل أن تتوقف المسابقة تمامًا في شهر مارس، وكان ذلك من حسن حظ عميد الأندية الأوروبية في الفوز بالكأس ذات الأذنين ريال مدريد صاحب الـ13 بطولة.

وكان قد خسر على ملعبه في جولة الذهاب بهدفين لهدف أمام خصمه مانشستر سيتي الإنجليزي، الذي كان متأخرًا بهدف في اللقاء واستطاع قلب النتيجة في آخر المباراة لصالحه بهدفين مباغتين للملكي ومدربه الفرنسي زين الدين زيدان، وربما أبى كورونا أن يخرج الميرنجي بهذه الصورة المخجلة من بطولته المحببة فأعطى له مساحة من الوقت غيرت كل شيء في الملكي، الذي عاد أقوى واستطاع الفوز بـ10 مباريات على التوالي وحقق لقب الليجا بقلب الطاولة على غريمه التقليدي برشلونة.

فيما العكس صحيح مع فريق المدرب الإسباني الأشهر بيب جوارديولا، الذي خسر لقبيه في إنجلترا الدوري الممتاز لصالح ليفربول بعد سنوات عجاف، وكأس إنجلترا بعد أن خرج من أرسنال في نصف النهائي، وبالتالي يعيش الفريق فترة صعبة فنيًا وكذلك معنويًا بعد إحباط كبير ناله هذا الموسم لتلك الخسائر الكثيرة، فهل تلعب الساحرة المستديرة لعبتها وتقلب الأمور رأسًا على عقب وتبتسم مرة أخرى للريال المحبوب الأول للبطولة القارية العريقة؟ هذا ما سيعرف إجابته يوم الجمعة المقبل عندما يلتقيان في مباراة الإياب لثمن النهائي في إنجلترا.

معنويات وجاهزية عالية للملكي

بلا شك يدخل الريال المباراة في أفضل أحواله الفنية بع تألق كافة نجومه بعد عود الدوري الإسباني وحصده بعدة انتصارات متتالية وصلت لعشرة، مما يعني أن الجميع في حالة فنية وبدنية على أعلى مستوى مما يصعب مأمورية الستي كثيرًا، خاصة وأنه مكتمل الصفوف وبدون إصابات ومستعد بكل جدية لتلك المباراة للأخذ بالثأر من هزيمة البرنابيو.

بالإضافة إلى ذلك فعلى المستوى الفردي يشهد نجوم الريال كبنزيمة وراموس ومودريتش وإيسكو وكروس وكارفخال والحارس كورتوا، أعلى فورمه فنية وتوهج لهم خلال السنتين الماضيتين، وهو الأمر الذي سيجعل المباراة عسيرة على الفريق الإنجليزي، الذي سيجد نفسه أمام خصم مختلف تمامًا عن الذي واجهه في شهر مارس الماضي بقلب العاصمة مدريد.

السبتي في محنة فنيًا

يعيش السيتي فترة صعبة على المستوى الفني، منذ بداية الموسم الحالي وفرط في عديد النقاط، وكذلك بعد العودة من الإيقاف واصل تقديم عروض متوسطة المستوى ليست بالشكل الذي يعرفه الجميع عن الفريق السماوي بالأعوام الماضية، رغم تفوقه في أخر جولات الدوري بنتائج كبيرة ولكنها أمام خصوم متوسطة المستوى، وكان الاختبار الحقيقي أمام أرسنال في نصف نهائي كأس الاتحاد وقد خسره بثلاثة أهداف لهدف، وقدم مستوى ضعيف لا يطمئن جماهيره كثيرًا عند مواجهة عملاق مثل ريال مدريد في لقاء الإياب.

كذلك على الجانب المعنوي خسر السيتي لقبين كان بطلهم بالعام الماضي، وهما أهم لقبين في إنجلترا البريميرليج وكأس الاتحاد، ما يعني أن الجميع بالفريق محبط وفي حالة معنوية غير جيدة، وهو ما يصب كثيرًا في صالح الريال المنتشي معنويًا وأفضل بمراحل بعد فوزه بالليجا بالشكل المبهر الذي أنهاها به مؤخرًا.

غياب الجماهير 

بدون شك أن تلعب مباراة كبيرة مثل تلك في ثمن نهائي دوري الأبطال وأمام خصم عملاق مثل ريال مدريد، وبدون حضور جماهيري لعشاق فريقك في ملعب “الاتحاد” هي خسارة أخرى سيفتقدها السيتي بكل تأكيد في اللقاء، بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا الخطير بالعالم مؤخرًا، الأمر الذي يصب في صالح الريال الذي سيلعب بدون ضغوط وبأريحية أكبر من الفريق السماوي على ملعبه.

وفي حالة التعادل بنفس النتيجة سيتجه الفريقان للأشواط الإضافية، وهي التي ستكون صعبة بكل تأكيد على السيتي بدون جماهيره، وستسهل مأمورية الميرنجي أكثر في تحقيق الفوز وقلب النتيجة على منافسه والصعود لربع نهائي البطولة.

أم مواجهة خارج الحسابات؟

ربما تكون كل تلك المعايير والمعطيات السابقة والتي تصب أغلبها في صالح الريال بطل أوروبا التاريخي، بلا أي قيمة في واقع الميدان والملعب بين الفريقين، وربما تكون له قيمتها بالفعل، ولكن اعتادنا دائمًا في تلك المباريات وهذه البطولة على الإثارة وعدم الاعتماد كثيرًا على المعطيات التي تكون على الورق فقط قبل انطلاق المباراة، وذلك يدفعنا للانتظار والاستمتاع بوجبة كروية دسمة تحدد بشكل كبير هوية الصاعد لربع نهائي البطولة وربما ترسم ملامح وشكل البطل للبطولة هذا العام بكل تأكيد.