يبدو أن إدارة أرسنال، اتخذت القرار الصائب بالتعاقد مع قائدها السابق، الإسباني مايكل أرتيتا لتولي تدريب الفريق بداية هذا العام خلفًا لمواطنه أوناي إيمري الذي شهد الفريق معه نتائج ومستويات سيئة للغاية أدت لتراجع مركز الجانرز كثيرًا بجدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، ولكنّها بالقياس بما فعله أرتيتا من ثورة داخل صفوف الفريق وجدت ضالتها أخيرًا لإعادة للنادي رونقه المفقود.

فقبل فترة التوقف نجح أرتيتا رغم صعوبات كثيرةفي  إحداث تغييرًا ملموسًا بالفريق، شكلاً وأداءً ونتيجةً، ما أدى لالتفاف الجماهير حوله بعد أن انصرفت طوال الفترة الماضية لسوء أحوال ونتائج أرسنال، وبعد العودة من توقف فيروس كورونا الذي أصاب كرة القدم العالمية جميعها، استمر أرتيتا وأرسنال على نفس النهج التصاعدي، خاصة في بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي أقدم بطولات إنجلترا وأعرقها.

كما نجح في إقصاء مانشستر سيتي حامل اللقب في نصف نهائي البطولة، وتحديدًا أستاذه السابق بيب جوارديولا الذي كان يعمل معه مساعدًا بنفس الفريق، بنتيجة كبيرة وأداء مقنع، ليصعد للنهائيّ أمام تشيلسي، ويستمر في تفجير المفاجآت إذ حقق اللقب الغالي وانتقم لخسارته العام الماضي بنهائي الدوري الأوروبي أمام نفس الفريق، وأنقذ موسمه بعد ترتيبه البعيد في البريميرليج، حيث بخلاف تحقيقه اللقب، سيشارك في بطولة الدوري الأوروبي بالموسم المقبل نتيجة ذلك الفوز، وهو يعد نجاحًا كبيرًا للمدرب الشاب ولأرسنال في هذا الموسم السيء للغاية لهم.

ولذلك نستعرض في النقاط الآتية، أبرز 3 إضافات مهمة قدمها أرتيتا لفريق أرسنال ساهمت في ذلك التحول المثير بموسمه السيء إلى ناجح وفقًا لظروف كثيرة ومختلفة، وتعطي مؤشرات كثيرة بأن أرتيتا هو الرجل المناسب، لإعادة الفريق لسابق عهده مع التألق بالفترة القادمة.

كرة قدم جميلة “جوارديولا”

أول أمر قام به وظهر جليًا مع المدرب أرتيتا، هو العودة للعب كرة قدم جميلة والتي يشتهر بها أرسنال دائمًا خاصة في فترته الذهبية مع المدرب الفرنسي الشهير آرسين فينجر، وهو استمدها وتطورها أكثر طيلة فترة عمله مع جوارديولا بالسيتي، حيث معروف عن المدرب الإسباني الأصلع كرته الهجومية والممتعة بشكل متطرف نوعًا ما كرويًا، وهو ما استغله كثيرًا أرتيتا في تكوين شكل جديد ومتطور وممتع للجانرز في نسخته الجديدة معه.

ذلك الأمر فرق كثيرًا مع النادي الذي رغم تلقيه نتائج معاكسه إلا أن الجمهور بدا راضيًا عن المردود عكس الوضع تمامًا مع المدرب السابق إيمري الذي كان مهتمًا أكثر بالانضباط التكتيكي على عكس جمالية الأداء وزاد الطين بلة تردي النتائج كذلك بشكل كبير، كما أعطى الفريق شكلاً محببًا ومميزًا مرة أخرى وجذب لمتابعته أغلب جماهيره التي كانت مقاطعة لمباريات النادي طيلة الفترة الماضية، وبدأ يشعر الجميع بأن هناك شيئًا خاصًا ومميزًا يحدث داخل أرسنال.

إعادة الثقة لأغلب نجوم الفريق

أكبر أزمات إيمري مع الفريق هو هدمه لثقة أبرز نجوم الفريق بأنفسهم بسبب ميوله التكتيكية المعقدة على أغلبهم بعض الشيء، خاصة الألماني مسعود أوزيل أحد أمهر نجوم العالم والفريق، وأبعده كثيرًا عن اللعب في مباريات الفريق، الأمر الذي أدى لهجوم قطاع كبير من الجماهير ضده، وهو الأمر الذي تفاداه أرتيتا بشكل أولوي منذ قدومه، فأعاد الثقة لأوزيل وكل نجوم الفريق مرة أخرى وأشرك الكل في المباريات ثانية، حتى استعاد أغلبهم فورمته الفنية والبدنية وشكله المميز ما أدى لرفع مستوى الفريق ثانية.

تلك الجزئية تحديدًا تسببت في أرق كبير للجماهير خاصة أنها تمس أهم نجوم فريقهم، كذلك ساهمت كثيرًا في خسارة نقاط مهمة من بعض المباريات أدت لتراجع أرسنال للمركز الثامن والتاسع على جدول ترتيب المسابقة، وهو أسوأ ترتيب للجانرز على مدار سنوات طويلة من لعبه في البطولة الأقوى بالعالم، وبالتالي نجح أرتيتا في علاج أكبر نواقص المدرب السابق مع الفريق، مما أعاده للطريق الصحيح ثانية وبشكل أسرع من المتوقع.

 

السيطرة على النجوم وكسب دعم الجماهير

 

بعدما لمس كافة نجوم أرسنال كل تلك التغييرات التي قام بها أرتيتا ورغبته الحقيقة في النجاح وإعادة الفريق لمكانته السابقة، بدأ الكل يعود ثانية للالتزام والانضباط الفني والسلوكي خاصة في غرف خلع الملابس، الأمر الذي كان يؤدي لأزمات كثيرة وصداع دائم في رأس الإدارة والجماهير طيلة الفترة الماضية.

التزام الكل وسيطرة أرتيتا عليهم وعلى كل الخارجين على النص داخل قائمة أرسنال، ساهم بشكل كبير في فرض الهدوء مرة أخرى على غرفة خلع ملابس النادي اللندني العريق، ما انعكس بدوره على مستوى الفريق ونتائجه بالمباريات، فأصبح الشغل الشاغل للجميع هو العمل والجهد والتألق من أجل إعادة الفريق مع أرتيتا للمكانة التي يستحقها، بعيدًا عن المشاكل والأزمات ورفض الأغلبية لتجديد عقودهم مع الفريق لسوء أحواله وخلافه من مشاكل عكرت صفو الجانرز بالفترة الماضية.

بعد كل الإصلاحات تلك التي أحدثها أرتيتا وفي فترة قصيرة للغاية، عاد الجماهير بشكل ملحوظ لدعم ناديهم المحبب ثانية وبقوة، ما ساهم بدوره في رفع الحالة المعنوية للمدرب الشاب وكل لاعبي الفريق، وأدى لقتالهم بشدة في بطولة الكأس حتى يسعدوا تلك الجماهير ببطولة وسط هذا الموسم الكارثي، واللعب في بطولة أوروبية بدلاً من الغياب الكامل عن المشهد القاري، وقد كان بالفوز بكأس الاتحاد على حساب غريمه التقليدي بالعاصمة الإنجليزية لندن تشيلسي في النهائي المثير مساء السبت.