“مع مصر وحقها في حماية أمنها القومي، ومواجهة حرب المياه، ودعوة عاجلة إلى حل عادل لمشكلة سد النهضة”، هكذا أعرب عدد من المثقفين والحقوقيين والنشطاء اليمنيين، تضامنهم مع حق مصر في مياه نهر النيل، في بيان حمل شعار ” لا ضرر ولا ضرار”.
الأزمة الليبية
البيان الذي حمل توقيع 50 شخصية مؤثرة، تطرق إلى بعض النقاط التي تتحدث عن الأمن القومي المصري، منها القضية الليبية، مؤكدين أنهم مع أي حل وطني يُنهي الوضع القائم على الأراضي الليبية، مع الأخذ في الاعتبار التكامل بين الأمن القومي المصري والليبي في نفس الوقت.
مؤامرة مياه النيل
ودعا البيان، إلى ضرورة حل مشكلة سد النهضة مع مراعاة المصالح المشتركة للجانبين المصري والإثيوبي معًا، إذ أكد الموقعون على أحقية مصر في مياه النيل، الذي يستفيد منه 100 مليون مواطنًا مصريًا، كما أكدوا على أحقية أثيوبيا في الحصول على الكهرباء.
وأشار البيان، إلى احتمالية وجود مؤامرة على مصر فيما يخص مياه النيل، خاصة أن أزمة مياه النيل، تطرق لها البرتغاليون في القرن السادس عشر وأرادوا تحويل مصب نهر النيل إلى البحر الأحمر.
لا ضرر ولا ضرار
الكاتب الصحفي وعضو نقابة الصحفيين اليمنيين الأسبق عبد الباري طاهر، يقول إن الدافع الحقيقي وراء البيان هو حرص اليمنيين على الأمن القومي المصري وسلامة وادي النيل وأهله، وتجنب مصر والسودان توتر العلاقة مع الجار الأثيوبي.
ويضيف طاهر، أنه لابد من حل تلك الأزمة دون تضرر أي من الطرفين سواء المصري أو الاثيوبي، ولابد من التوصل إلى حل يرعى المصالح المشتركة لشعوب البلدين، كما نأمل في سلامة ليبيا وحل المشاكل فيما سلميًا دون تدخل أجنبي.
مصر في قيادة الأمة العربية
وأوضح الموقعون على البيان، أن تضامنهم مع مصر جاء من منطلق اختيار اليمنيين لمصر قائدًا للأمة العربية، لذلك ينبغي حل مشكلة مياه النيل بما يتوافق مع القوانين الدولية وحقوق الإنسان.
ورفض الموقعون على البيان، كافة أشكال الحرب المفروضة على مصر والتي تتخذ من المياه وسيلة من وسائل إلحاق الضرر بالمصالح الاستراتيجية لمصر والسودان.
وكشف الموقعون على البيان، موقفهم بضرورة مراعاة المصالح المشتركة على قاعدة لا ضرر ولا ضرار، مطالبين بضرورة تحكيم العقل في حل مشكلة مياه النيل في الاتجاه الذي يحافظ على مصالح الشعوب في البلدين، ويحافظ على العلاقات التاريخية.
استفزاز إثيوبي ودبلوماسية مصرية
فيما تؤكد الكاتبة اليمنية وأستاذ العلوم السياسية بجامعة زيورخ، إلهام مانع، أحد الموقعين على البيان، أنه من حق مصر أن تحافظ على حقها في مياه النيل، خاصة أن الأمر يتعلق بالمياه والزراعة والكهرباء، كذلك الأمر من حق إثيوبيا أن تحصل على كهرباء، لأنها تُعاني من نقص الكهرباء والذي يصل إلى 65%، لذلك استند البيان إلى شعار لا ضرر ولا ضرار.
تتابع مانع: “لا نريد الضرر لأي من الشعبين سواء المصري أو الإثيوبي، ولا نريد المزيد من الحروب أو الأزمات التي سوف تؤثر على الشعوب بالسلب في المستقبل”، معقبة: “الإعلام المصري أدائه ناقد جدًا وحاد تجاه الجانب الإثيوبي، لكن على الجانب الدبلوماسي فأرى أن مصر تتعامل مع الموقف بدبلوماسية شديدة”.
عن تصريحات المسؤولين الإثيوبيين فيما يخص سد النهضة، تقول أستاذ العلوم السياسية: “تصريحات مستفزة للغاية، وخصت بالذكر تغريده وزير الخارجية الأثيوبي التي قال فيها: النيل لنا”، معربة عن ثقتها في الدبلوماسية المصرية.
وتضيف مانع: “كنت على أمل أن تحويل القضية إلى الاتحاد الأفريقي سيساهم في حل الأزمة لكن مع الأسف لم يحدث، ولا زلت أرى أن الأمر يحتاج بشدة للضغط الخارجي ربما يساهم هذا في عدول الجانب الأثيوبي عن موقفه المشدد تجاه سد النهضة”، مشيرة إلى وجود دراسات استراتيجية وأمنية قديمة أكدت على أن المياه سوف تكون سبب المشاكل السياسية والحروب بين البلدان في المستقل وهذا ما أكدته الأيام وحدث بالفعل.
واختتمت حديثها قائلة: “لا أؤمن بالمؤامرة، ولكني أؤمن أن كل دولة تسعى للحفاظ على مصالحها، لكن من المهم أن نسعى للحفاظ على مصلحة الشعوب دون حروب أو أزمات حتى لا يؤثر هذا بالسلب على البلاد في المستقبل، وأكدت أن هناك ضرورة للعمل المشترك بين البلدين للحفاظ على حق كلا منهما”.