اعتمد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، نتيجة امتحان شهادة إتمام الثانوية العامة للعام الدراسي 2019/ 2020 ، جملة تبدو بسيطة، لكنها تحرك قلوب أكثر من نصف مليون أسرة مصرية، أدى أبنائهم امتحانات الثانوية العامة لهذا العام، وسط رعب وتوتر بسبب ما تمر به مصر والعالم أجمع جراء جائحة كورونا، بلغت النسبة العامة للنجاح 81.4%، وبلغ إجمالي عدد الطالب الأوائل على مستوى الجهورية في جميع الشعب 43 طالب وطالبة.
أحلام المتفوقين
يرد على هاتفه بصوت مرتجف تملؤه الفرحة.. “نفسي أدخل طب أسيوط .. واطلع دكتور”.. يقولها أحمد عبد الناصر، الأول على الثانوية العامة لشعبة “علمي العلوم” هذا العام، والحاصل على مجموع 410، وهو من أبناء محافظة أسيوط.
يقول “أحمد” إنه منذ صغره يحلم أن يكون طبيبًا، لخدمة المجتمع والبسطاء، والمساعدة في علاج أهل بلده، لذلك اختار الالتحاق بكلية الطب التابعة لجامعة أسيوط، مضيفاً أن مثله الأعلى في الحياة هو الدكتور مجدي يعقوب، الذي يتمنى أن يصبح في عبقريته ونبوغه وخدمته لأهل بلده.
من الشعبة الأدبية، تأتي جمانة محمد الزغبي، لتحتل المرتبة السادسة على مستوى الجمهورية بمجموع 407.5 ، وهي بنت محافظة القاهرة، رفعت جمانة سقف الطموح للكليات الأدبية حيث ترغب في الالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، لدراسة العلاقات السياسية الخارجية والداخلية لمصر، تتخذ جمانة من أخيها الأكبر مثل أعلى لدخول عالم السياسة والاقتصاد، وتنتظر التنسيق لتبدأ بتقديم رغبتها، لكنها أضافت أنه على الرغم من رغبتها بالالتحاق بكلية السياسة والاقتصاد، إلا أنها تضع خطة بديلة وهدف آخر تسعى لتحقيقه لو لم تتمكن من تحقيق رغبتها الأولى، وهو الاتحاق بكلية الإعلام، لتبدأ مشوار عمل عمل إذاعي وصحافي.
“منسي” لم يمت
رغبة تبدو جديدة على الأذن طلبها محمد أحمد فوزي، الحاصل على المركز الثالث على مستوى الجمهورية هذا العام لشعبة علمي الرياضة، بمجموع 409.5 ، وهو ابن محافظة الدقهلية، يتمنى “محمد” أن يلتحق بكليات الفنية العسكرية، ويقتضي في طموحه وأمنيته بالعقيد أركان حرب أحمد صابر المنسي، ابن محافظة الشرقية الذي اشتهر بقيادته لعدة حملات ضد الإرهابيين في شمال سيناء، حتى استشهد في موقعة “البرث” في يوليو 2017.
يشعر “أحمد” بفخر شديد وهو يتحدث عن مثله الأعلى الشهيد “منسي” ويتمنى أن ينجح في إختبارات كشف الهيئة للكليات العسكرية ليتمكن من تحقيق حلمه، إلا أنه يضع خطة بديلة وهي دراسة البترول، بالالتحاق بكلية الهندسة، لو لم ينجح في كشف هيئة الكليات العسكرية، فكلا الحلمين بالنسبة له تشبع رغباته لمستقبله.
متفوقين من قلب الماضي
ربما تبدو جميع الأحلام السابقة مشروعة وجميلة ومنطقية، شكلت معظم رغبات الأوائل هذا العام، فجميعهم يبحثوا دائمًا عن كليات القمة، إلا أنه بالتواصل مع أوائل الثانوية العامة لسنوات سابقة تبين أن “ليس كل ما يتمناه يدركه” هكذا كانت العبرة من تتبع أوائل الثانوية العامة للسنوات السابقة وبتفاوت التخصصات والمجموع، فمنذ 20 عامًا وتحديداً من بداية عام 2000 تطل علينا سمر سيد، الخامسة مكرر على مستوى الجمهورية بنسبة 95% للشعبة الأدبية هي الآن ربة منزل، تروي مآساتها في البحث عن فرصة عمل بعد حصولها على دبلومة متخصصة في اللغة الإنجليزية، عقبها حصولها على درجة الماجستير في آداب اللغة الإنجليزية، كانت تطمح في تعينها معيدة بالكلية إلا ان هذا لم يحدث.
مرت “سمر” باكتئاب شديد لعدم تحقيقها حلمها، لكن سرعان ما تخطت حزنها واندمجت في تكوين أسرتها الصغيرة فهي الأن زوجة ولديها ابن، وابنة في مراحل تعليم ابتدائي وإعدادي، تقول: “أعلم جيداً أن التعليم أمر هام، وأدفع أودلاي للتعلم دائمًا .. لكن لن أعول أبداً على مجموعهم في الثانوية العامة وعلاقته بمستقبلهم، فالأمر به قدر من الحظ أكثر منه تخطيط”.
توظيف البنت مكان الأب
مع بداية التسعينات، توزع أم شيماء الشربات على أهل منطقة إمبابة، لحصول ابنتها على الترتيب التاسع على الجمهورية في الثانوية العامة بنسبة 91% لشعبة علمي الرياضة، فرحة لا يمكن أن توصف تحاول أن تتذكرها شيماء ووالدتها، وهم يذكروا أن “شيماء” انتظرت 4 أعوام عقب تخرجها من كلية الهندسة تنتظر أن يخرج والدها على المعاش وينهي فترة خدمته وعمله، لتشغل هي منصب مهندسة داخل الإدارة التي كان يعمل بها بأحد الوزارات، فلم تتمكن من الإلتحاق بالوظيفة إلا بعد أن يخرج والدها للمعاش، فوفقاً للقانون يحق للأبن شغل وظيفة داخل الهيئة التي يعمل بها والدها، بشرط انهاء الأب لمدة الخدمة أو العمل داخل جهة العمل، حدث ذلك لشيماء بعد بحثها عن عمل طوال 4 سنوات، فشلت في الحصول على أي وظيفة مناسبة وقتها، إلا بعد خروج والدها للمعاش .
سائق تاكسي
بالرجوع قليلاً لبداية السبعينات تأتي الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية حائلاً أمام أحمد محمد فايد، الطالب الحاصل على المركز الرابع على مستوى الجمهورية بمرحلة الثانوية العامة، ومن المفترض أنه كانت تنتظره حياة باهرة ومستقبل مشرق، إلا أن ظروفه وظروف أسرته دمرت حياته، فوالده كان يعمل ضابطاً واضطر للسفر وترك الابن وهو مسؤول عن 3 بنات وأم وهو الرجل الوحيد بينهم، ترك أحمد التعليم وعمل سائق تاكسي، واستطاع أن يساعد أخوته لاستكمال تعليمهم حتى تزوجن، ثم تزوج أحمد واستكمل حياته، وهو لا يتذكر من الحياة شيء الأن سوى أنه فعل الصواب، موضحاً أنه لو عاد به الزمن للماضي، سيختار نفس الإختيار وغير نادم على ما فعل.
شكاوى رغم التفوق
على الرغم من السعادة العارمة التي يعيشها طلاب الثانوية العامة اليوم، إلا أن هناك بعض الأمور أشار لها الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، في خطابه اليوم وهو إحالة 1074 قضية وشكوى خاصة بامتحانات الثانوية العامة لهذا العام من محافظات الجمهورية، حيث تم الإبلاغ عنها من جميع القطاعات ولجان السير إلى جانب غرفة العمليات الرئيسية، وكذلك الشكاوى الواردة من خلال الإدارة العامة لخدمة المواطنين، وتم فحص القضايا والشكاوى التي تخص 1145 طالب من طلاب الصف الثالث الثانوي.
وأوضح أن أكثر القضايا والشكاوى الواردة كانت من محافظة الجيزة بإجمالي 120 مخالفة يليها محافظة المنوفية بإجمالي 94 قضية، ثم محافظة القاهرة بـ84 قضية، وكانت أكثر القضايا تتعلق بحالات الغش عبر التليفون المحمول بإجمالي 450 قضية، ثم الغش والنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بإجمالي 41 قضية، وحيازة تليفون محمول 28 قضية