لا تزال الأنباء المتعلقة، بسبب الانفجارين المتتالين اللذين هزا العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الثلاثاء، متضاربة، لضخامة أحدهما، إلى جانب الآثار المدمرة التي تركها على أحياء العاصمة.

وكان قد سمع دوي انفجار ضخم في العاصمة اللبنانية بيروت، وشوهدت الأدخنة تتصاعد بكثافة، حتى وصل الصوت الانفجار إلى قبرص.

من المقرر، أن يصدر القضاة في المحكمة الخاصة بلبنان حكمهم يوم الجمعة المقبل، في القضية التي يُحاكم فيها 4 رجال متهمين بتدبير التفجير الذي أودى في 2005 بحياة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، و21 آخرين.

انفجار بـ “تي.إن.تي”

وتحدثت تقارير عن انفجار كبير في ميناء بيروت، تبعه انفجار أضخم.

وتأكد في وقت لاحق أن ما حدث في الميناء عبارة عن انفجارين متتاليين.

ووفقاً لمصدر أمني لبناني وآخر طبي إن 10 جثث على الأقل نُقلت إلى المستشفيات في أعقاب انفجار ضخم وقع بمنطقة ميناء بيروت، بحسب تقرير لوكالة “رويترز”.

وقالت مصادر أمنية، إن انفجارين وقعا في بيروت وخلفا جرحى.

وأشارت معلومات أوليّة إلى أن الانفجار ناجم عن مادة “تي.إن.تي” شديدة الانفجار، والتي وصلت إلى المرفأ بعد فتحه بعد إغلاقه 5 أيام، بسبب فيروس كوورنا.

وذكرت تقارير أن موقع الحادث داخل مرفأ بيروت، وتحديدًا في مخزن للمفرقعات، تسبب الانفجار الهائل في أضرار بزجاج المباني في معظم أنحاء بيروت.

وقالت وكالة الأنباء اللبنانية، إن “حريقًا كبيرًا اندلع في العنبر رقم 12 بالقرب من إهراءات القمح في مرفأ بيروت، في مستودع للمفرقعات، وسمع دوي انفجارات قوية في المكان، ترددت اصداؤها في العاصمة والضواحي”، مشيرة إلى أن فرق الإطفاء هرعت إلى المكان وتعمل على إخماد النيران”.

وأعلن مدير عام الجمارك بوقت لاحق أن مادة النيترات، هي سبب الانفجار الضخم في مرفأ بيروت.

خسائر كبيرة

 

وقالت وسائل إعلام لبنانية، إن هناك إصابات وأضرار كبيرة في المنازل والسيارات في منطقة أوتوستراد الكرنتينا المحاذية للمرفأ جراء الانفجار الذي وقع.

فيما، أكد وزير الصحة اللبناني حمد حسن، أنّ هناك عددًا كبيرًا من الإصابات، موزعًا على كل المستشفيات.

من جهة أخرى، نقلت قناة “أو تي في” اللبنانية عن مصادر مقربة من حزب الله نفيه ما يتم تداوله عن ضربة إسرائيلية لأسلحة للحزب في مرفأ بيروت.

وتفقد محافظ بيروت مروان عبود، مكان وقوع الانفجار في المرفأ، كاشفًا عن فقدان الاتصال بعناصر من فوج إطفاء بيروت في مكان الحريق.

وأشار “عبود” إلى أن بيروت منكوبة، وهناك دمار كبير وما حصل غير مسبوق.

ميشال عون

وبدوره، دعا الرئيس اللبناني ميشال عون المجلس الأعلى للدفاع لاجتماع طارئ الليلة، الثلاثاء، في قصر بعبدا لبحث انفجار بيروت.

كما، أعلنت حكومة لبنان، الأربعاء، يوم حداد وطني على ضحايا الانفجار.

تفجير هيروشيما ونكازاكي

ونقل موقع حزب الكتائب عن محافظ بيروت مروان عبود، أن “ما حدث أشبه بتفجير هيروشيما ونكازاكي، مضيفاً ألي أن البلد فقدت إطفاء ولا ندري أين هم عناصره.

وتسبب الانفجار، بحسب وسائل إعلام لبنانية، في إصابة أمين عام حزب “الكتائب اللبنانية، نزار نجاريان، وحالته حرجة ويرقد في غيبوبة.

وأشار الإعلام اللبناني، أيضًا إلى إصابة إبنة رئيس الحكومة وزوجته وعدد من مستشاريه.

كما، أكد وزير الصحة اللبناني أحمد حسن، وقوع عدد كبير من الجرحى.

الصحة تعلن حصيلة الخسائر البشرية

ونقلت قناة (إل.بي.سي) التلفزيونية عن وزير الصحة اللبناني قوله إن “حجم الأضرار كبير وأعداد الإصابات مرتفعة جدا جراء الانفجار.

وقالت وزارة الصحة إن  التقديرات الأولية تكشف سقوط 30 قتيل و2500 مصاب جراء تفجيرات

وعملت قوات الأمن والجيش اللبنانيين على إبعاد الأشخاص الذين توافدوا على الميناء، تحسبًا من حدوث انفجارات أخرى في المكان.

وذكرت تقارير أن موقع الحادث داخل مرفأ بيروت، وتحديدا العنبر رقم 12، وهو مخزن للمفرقعات.

وتسبب الانفجار الهائل في أضرار بزجاج المباني في معظم أنحاء بيروت.

ووقع المئات من المصابين في كافة أنحاء العاصمة، وشمل الدمار المباني السكنية، والسيارات، والمتاجر.

ومن جهتها، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان ومصدران أمنيان، أن الانفجار وقع في منطقة الميناء التي تحتوي على مستودع للمفرقعات.

ولم يتضح بعد سبب الانفجار أو نوعية المفرقعات التي كانت بالمستودع.

وأكدت مصادر لقناة العربية الإخبارية، أن انتشار عناصر حزب الله في مرفأ بيروت بعد الانفجار.

وفي الوقت ذاته، انتشر العديد من الصور والفيديوهات للانفجار الضخم ضرب بيروت اليوم الثلاثاء، تكشف حجم الدمار الهائل الذي سببه هذا الانفجار الغامض.

أضرار بيبت سعد الحريري

كما أعلنت قناة النهار اللبنانية، أن الانفجار نجم عنه أضرار في بيت الوسط، مقرإقامة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، الذي خرج بسلام من الموقع.

وزار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الرئيس سعد الحريري، في بيت الوسط، يرافقه رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، للاطمئنان على الرئيس الحريري، بعد الحادث الأمني الذي استهدف مرفأ بيروت.

وقال حسين الوجه، المستشار الإعلامي لسعد الحريري، في تغريدة على صفحته الرسمية في موقع “تويتر”، شملت صورة الحريري وهو يتحدث على هاتفه الخاص.

ووثق مقطع فيديو الأضرار المادية التي طالت “بيت الوسط”، مقر إقامة الحريري، فيما ظهر وهو محاط بمجموعة من الرجال، يخرجون جميعا من الموقع وهم “بخير”.

سر للانفجار

ومن جانبه، قال مدير عام الجمارك في بيروت، بدري ضاهر، إن انفجار مرفأ بيروت نجم عن شحنة نيترات أمونيوم، كانت تمر عبر المرفأ.

 

وقال ضاهر وفق لوكالة الانباء اللبنانية، إن “الانفجار وقع في شحنة لمادة نيترات الأمونيوم كانت تمر عبر لبنان واحتجزت في المرفأ بسبب خلافات بين أطراف الصفقة وهم غير لبنانيين”.

وقال الوزير في تصريحات نقلتها وسائل إعلام لبنانية إن “حجم الأضرار كبير وأعداد الإصابات مرتفعة جدا”، مضيفًا أنه “أوعز إلى المستشفيات بمعالجة المصابين على نفقة الوزارة”.

فيما، أعلنت وسائل إعلام لبنانية، توفي أمين عام حزب الكتائب اللبناني، نزار نجاريان في البيت المركزي، على خلفية إصابته في الانفجار الكبير الذي هز العاصمة اللبنانية بيروت.

ومن جانبه، أكد مدير الأمن الداخلي في لبنان، أن الانفجار وقع في منطقة بمرفأ بيروت بها مواد شديدة الانفجار ، وليس متفجرات.

تضارب الأقاويل

ويعلق الخبير العسكري والاسترايتيجي إلياس فرحات، على الانفجار مشيراً  إلى أن الانفجار “جاء نتيجة عبوة كبيرة جدا تحتوي على مواد كيماوية، أو بقصف صاروخي بعيد المدى”.

وأوضح أنه في حال كان هناك مستودع لمثل هذه المادة، فلابد من أن يكون بوزارة الدفاع، وستكون إدارة الجمارك على علم بوجوده في تلك المنطقة”.

ويقول مدير معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية، سامي نادر، إن الانفجار الذي رأيناه “لا مثيل له” على الإطلاق.

ويضيف، “عاصرت انفجارات كثيرة، ولم أر مثل هذا الانفجار في حياتي، هذا شيء جديد على لبنان كليا”.

شهود عيان

شاهدة عيان، تقول إنها رأت دخانًا رماديًا كثيفًا بتصاعد بالقرب من منطقة الميناء ثم سمعت دوي انفجار وشاهدت ألسنة من النيران والدخان الأسود.

وأضافت: “كل نوافذ منطقة وسط المدينة تحطمت وهناك جرحى يسيرون بالشوارع. إنها فوضى عارمة”.

وشاهدت صحافية في وكالة فرانس برس عشرات الجرحى يصلون إلى مستشفى أوتيل ديو في الأشرفية في شرق بيروت، بينهم أطفال. وكان عدد كبير منهم مغطى بالدماء من رأسه حتى أخمص قدميه.

وفي منطقة الأشرفية، كان أشخاص كثيرون يسرعون سيرًا إلى مستشفيات.

وأمام مستشفى كليمنصو في غرب بيروت، كان عشرات الجرحى ينتظرون في الخارج إدخالهم لتلقي العلاج.

كما شوهدت سيارات متوقفة ومتروكة في وسط الشارع القريب من المرفأ، وقد لحقت بها أضرار بالغة.

وكتب أحد اللبنانيين على “تويتر” أن “حجم الصوت والهدير استمر لبضع ثوان، ولم اسمع مثله في حياتي”.

هذا وشاركت طائرات مروحية في إطفاء الحريق الناجم عن الانفجار.

ويأتي الانفجار قبيل صدور الحكم، الجمعة، في اغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان في 2005.

ردود الأفعال الدولية

وتوالت ردود الافعال عن الحادث، إذ قدم الرئيس عبد الفتاح السيسي عزائه للبنان في حادث الانفجار الضخم، قائلاً: “خالص التعازي والمواساة لأشقائنا في لبنان حكومة وشعبا، جراء حادث الانفجار الأليم الذي وقع اليوم بالعاصمة اللبنانية بيروت داعيا المولى عز وجل بالشفاء العاجل للجرحى وأن يلهم أسر الضحايا الصبر والسلوان”.

كما أعلنت وزارة الدفاع الامريكية أنها تتابع بقلق مايجري في لبنان.

ودعت وزارة الخارجية الأمريكية، رعاياها لتجنب موقع الانفجار في بيروت، وإتباع إرشادات السلطات اللبنانية.

وقدمت الخارجية الأمريكية، المساعدة للسلطات اللبنانية بأي شكل، وذلك عقب انفجار مرفأ بيروت.

ومن جهته، قال وزير الخارجية اللبناني، أيمن الصفدي، إن العاهل الأردني عبدالله الثاني، وجه له بأن يتصل بوزير خارجية لبنان، شربل وهبة، ناقلا تعازي المملكة بضحايا الانفجار المأساوي في مرفأ بيروت.

وأكد الصفدي وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء واستعداده تقديم أي مساعدة يحتاجونها، رحم الله الضحايا وأنعم على المصابين بالشفاء.

وفي الإمارات قامت بإضاءة برج خليفة تضامنا مع لبنان جراء الانفجار الضخم الذي هز مرفأ بيروت.

وعرض الرئيس القبرصي، نيكوس اناستاسيادس، اليوم الثلاثاء، المساعدة على السلطات اللبنانية.