الزجاج متناثر في كل مكان، الأرض تنضح بدماء الشهداء، السماء ملبدة بالغيوم نتيجة تصاعد أدخنة الانفجار، بيروت في حالة حداد، المنازل مدمرة، أعداد الضحايا في ازياد جرحى وقتلى الذي وصل عددهم لـ100 قتيل، و4000 جريح.

 ذلك بسبب انفجار مهيب تسببت فيه أطنان من مادة نترات نترات الأمونيوم “الشديدة العصف والتفجير” فتمت مصادرتها وحجزها في العنبر 12، وفقًا لما أعلنته مصادر أمنية في لبنان.

 مواد شديدة الانفجار

 ربيع كرم، إعلامي لبناني، زار موقع الانفجار، قال إن الجثث في كل مكان، والأنقاض تملأ شوارع بيروت التي لطالما عرفت بجمالها، الدماء تغطي الأنحاء، خراب ودمار جعلا بيروت منكوبة.

 ويضيف: بدأ الأمر بحريق، عندما ذهبت قوات الإطفاء على الفور، ليفاجئ الجميع بانفجاريين متتالين، يشبها انفجار قنبلة هيروشيما ونجازاكي، وساد الخوف والقلق أرجاء لبنان.

ويكمل “ربيع” حديثه قائلًا: عقب وقوع الانفجار، خرج مسؤولون بتصريحات أثارت غضب الشعب اللبناني، بأن سبب الانفجار هو مستودع مفرقعات، لذا ثار الجميع وطالبوا بإقالة رئيس الحكومة، مؤكدًا على أنه والكثير ممن يعملون في المجال الإعلامي يرفضون تبني تلك النظرية لما بها من خطأ.

 ضرب الاقتصاد اللبناني

 وعن الرواية التي يصدقها لأن كل الأدلة تشير إلى صحتها، قال إنها مؤامرة لضرب مرفأ بيروت، لما له من أهمية اقتصادية في لبنان، لأن انهياره يعني انهيار الاقتصاد الوطني، نطرًا لأنه المتنفس الوحيد للاقتصاد اللبناني.

 ويشير إلى أنه هناك مرفأ آخر صغير في طرابلس لكنّ ليس ذو أهمية مثل الذي دُمر بسبب الانفجار، وأنه بضرب ذلك الموقع أكد خبراء اقتصاد على أن لبنان فقدت 80% من اقتصادها، بالإضافة إلى الأزمة التي تمر بها منذ فترة طويلة.

 لا خبز اليوم في لبنان

 نور الترك، تعيش في إحدى أحياء بيروت، تقول إن الانفجار تسبب في تهشيم الزجاج الخاص بالنوافذ في الحي الذي تعيش فيه، أغلب المحال التجارية دُمرت، البيوت سقطت، وهناك ألاف المشردين في بيروت الأن.

 وتضيف: لا خبز في بيروت اليوم، فالمرفأ هو المغذي الأول للبنان بأكملها، لن 80% على الأقل من الاقتصاد موجود بين بيروت وجبل لبنان، ولأن القمح يتم استيراده عن طريق هذا المرفأ فلا يوجد خبز في بيروت اليوم.

وتكمل طالبة كلية العلوم بالجامعة اللبنانية، أن هناك أزمة مواصلات في أنحاء لبنان، وكذا مشاكل بسبب تدمير خزانات البترول الموجودة في المرفأ، ومن لم يطله الانفجار، فقد أذى أحد أصدقائه أو أفراد عائلته.

 وتختتم حديثها قائلة: بيروت رمز الجمال والنظافة أصبحت مدعاة للحزن، انهارت كليًا، والخسائر الاقتصادية سوف تلاحق الكل، الجثث في كل مكان تحت الأنقاض، ومن يبصر الشوارع يعلم ما معنى الخراب، والمستشفيات رفعت حالة الطوارئ على الرغم من عدم قدرتها على استيعاب المصابين.

نترات الأمونيوم السبب

 مدير عمليات الدفاع المدني جورج أبو موسى، يقول إن سبب الانفجار هو وجود مواد شديدة الاشتعال في مخازن المرفأ، ما يعني كارثة وإهمال، وبسؤاله عن السبب فيما آلت إليه لأمور في بيروت، ومن سيحاسب على التقصير، قال إنه لا يستطيع الجزم بتلك الشخصيات إلا بعد انتهاء التحقيقات. 

ويضيف مدير عمليات الدفاع المدني أن الانفجار سيتسبب في خسائر اقتصادية تقضي على أمل لبنان في الانتعاش الاقتصادي، الذي كانت تعتمد على مرفأ بيروت في إحداثه، خاصة عقب الأزمات الاقتصادية المتوالية التي ضربت لبنان خلال الفترة الماضية.

كما استبعد فكرة أن ما حدث كان مؤامرة مدبرة ضد لبنان، وفقًا لنظرية أن ما حدث كان مخطط له لضرب حزب الله، بسبب اختباء عدد منهم مع مجموعة من المتفجرات  والأسلحة، وأنهم ينتظرون إعلان مجلس الوزراء اللبناني، اليوم الأربعاء عقب عقد جلسة استثنائية لبحث تداعيات الانفجار.

وأكد أن طاقم الإطفاء اختفى تحت الأنقاض، وهناك جثث استخرجت لأشخاص لم تحدد هويتهم بعد.

ضحايا الجالية المصرية في لبنان

 السفير الدكتور ياسر علوي، سفير مصر في لبنان، يقول إنه تم التعرف على ضحية جديدة من الشباب المصري المقيم في بيروت، يدعى علي إسماعيل السيد شحاته عقب الإعلان عن وفاة المواطن المصري إبراهيم عبد المحسن السيد أبو قصبة، من مركز سمنود محافظة الغربية، مؤكدًا على أن البلاد في حالة يرثى لها منذ حدوث التفجير.وأضاف سفير مصر في لبنان، أنه حتى الأن لم يتم العثور على رشدي رشدي أحمد الجمل الذي بلغ أصدقائه أنه كان يتواجد بالقرب من موقع الانفجار وجاري المتابعة مع السلطات اللبنانية للبحث عنه.

وعن شحن جثامين المتوفيين لمصر، أشار “علوي” إلى أنه لا يمكن أن يتم ذلك في الوقت الحالي، مؤكدًا على أن البلاد في خراب وانهيار، والاقتصاد اللبناني هبط بصورة كبيرة، وتوقفت الإمدادات الغذائية للبان عقب تدمير المرفأ.