خيم الحزن على العاصمة اللبنانية، بيروت، وأعلنت الحكومة اللبنانية الحداد العام لمدة ثلاثة أيام على ضحايا تفجير مرفأ بيروت، الذي هز الأراضي اللبنانية، مساء أمس الثلاثاء.
كان وزير الصحة اللبناني حسن حمد، قد أعلن أن عدد المفقودين من جراء انفجار بيروت، يفوق عدد القتلى الذين تم التعرف عليهم حتى الآن، وهو 100 قتيل كما هو معلن. مشيرا إلى إن “عد الضحايا يتزايد، وهناك الكثير من الاتصالات التي تدلل على أن المفقودين أكثر من عدد الجثامين التي وصلت إلى المستشفيات“.
أضاف “حمد” أن “هناك حوالي 4 آلاف جريح، والكثير من الجرحى لا يزالون دون علاج لعدم وجود قدرة استيعابية لدى المستشفيات القريبة أو البعيدة من العاصمة، التي امتلأت بالمصابين“.
وقع انفجارين في مرفأ بيروت وأرسلت أعمدة من الأدخنة برتقالية اللون في سماء العاصمة اللبنانية، ولَم يعرف بالتحديد سبب تلك الانفجارات التي أدت إلى تهشيم نوافذ بنايات على بعد عدة أميال من المرفأ، وشكلت الحكومة اللبنانية لجنة للتحقيق لمعرفة أسباب الحادث على أن ترفع تقريرها خلال الأيام الخمس المقبلة.
ونقلت صحيفة البناء اللبنانية، اليوم الأربعاء، عن مصدر أمني قوله إن المسؤولين عن مرفأ بيروت والأجهزة المعنية بأمنه يجب أن يتحملوا مسؤولية الانفجار الذي هز لبنان وأدى إلى نتائج كارثية بالأرواح والممتلكات، داعياً إلى التحقيق فورا، والتوصل إلى نتائج محددة ومعاقبة المسئولين عن الحادث.
نترات الأمونيوم
تداولت وسائل إعلام عدة روايات عن مصدر شحنة نترات الأمونيوم التي تسببت في الكارثة بمرفأ لبنان، وفي الانفجار الرهيب الذي وصل صداه إلى جزيرة قبرص.
ورجحت أحد هذه الروايات أن تكون شحنة نترات الأمونيوم وصلت إلى مستودعات مرفأ بيروت على متن سفينة ” كانت تحمل علم مولدافا وعلى متنها 2750 طنا من نترات الأمونيوم.
تضارب التقديرات
وتضاربت التقديرات حول التفجيرات، في الوقت الذي لم تنتهي فيه لجنة التحقيق من عملها، فالتقييمات الأولية – وفقاً لمسؤولين في الاستخبارات الأميركية، أنها كانت عرضية. وقال مسؤولون أميركيون، أنه ليس ثمة أدلة على أن ما حصل في بيروت هو نتيجة هجوم، مناقضين بذلك كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وكان ترامب أشار في وقت سابق إلى أن الانفجار الهائل الذي ضرب مرفأ بيروت وأسفر عن مقتل العشرات، وإصابة الآلاف، بوصفه هجوما محتملا، وعرض تقديم العون. وقال ترامب في إيجاز صحفي في البيت الأبيض “كان هجوما مروعا فيما يبدو“.
وردا على سؤال عن تصوره للانفجار، قال ترامب إنه اجتمع مع عدد من العسكريين الأميركيين الذين يعتقدون أن الانفجار ليس “من نوع الانفجارات التي تنجم عن عملية تصنيع“. وقال للصحفيين إنه بحسب هؤلاء العسكريين، الذين لم يذكرهم بالاسم، فإن الانفجار ربما كان هجوما و”قنبلة من نوع ما“.
وقال المسؤولان إن المعلومات إلى الآن متسقة بشكل متقارب مع ما قاله المسؤولون اللبنانيون. وأضافا أن المعلومات لا تزال أولية وقد تتغير بمرور الوقت، بحسب “رويترز“.
في حين نقل موقع “سي إن إن” عن 3 مسؤولين في وزارة الدفاع قولهم إنه لا ادلة على أن ما وقع في بيروت كان من جراء هجوم.
حزب الله
رسم زعيم ميليشيا حزب الله، حسن نصر الله، في خطاب سابق، سيناريو تفجير نووي، يتوقع أن يحدث في إسرائيل، يشبه تماماً ما حدث في مرفأ بيروت، مساء الثلاثاء، وأدى إلى تفجير كارثي غير مسبوق في الشرق الأوسط، وفقاً لمقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال نصرا لله في خطاب سابق إن القنبلة النووية، التي يقصدها ستكون بإرسال صواريخ من قبل حزب الله على حاويات الأمونيا في ميناء حيفا داخل إسرائيل، مما سيؤدي إلى انفجار شبيه تماماً بالقنبلة النووية.
جلسة استثنائية
وأعلن مجلس الوزراء اللبناني، اليوم الأربعاء عن عقد جلسة استثنائية لبحث تداعيات الانفجار. أشارت صحيفة نداء الوطن، إلى أن نشاطات عدة لقوى سياسية وديبلوماسية ترتبط باستحقاق المحكمة الدولية ألغيت جراء الانفجار الذي شهدته بيروت. وتتحدث أوساط سياسية عن رغبة تيار سياسي بارز بتغيير أربعة وزراء محسوبين عليه. وتردد أن إحدى الجهات السياسية النافذة تعد لائحة بأسماء مرشحين محتملين تحسباً لتقديم أحد الوزراء استقالته..
تضامن دولي
يأتي ذلك فيما قال وزير الصحة اللبناني في تصريح إعلامي: “حضرنا بعض لوائح المساعدات وأرسلناها إلى عدد من الدول، والمستشفيات الميدانية ستكون الحل المناسب والسريع لأن مستودعاتنا تضررت.. نحن بحاجة إلى كل شيء لإسعاف المرضى والضحايا فهناك نقص حاد بكل شيء”، مشيراً إلى أن أرقام الضحايا في تصاعد.