أيام قليلة تفصلنا عن انتخابات مجلس الشيوخ، والتي تمثل استحقاقًا جديدًا تنتظره المرأة، وتسعى للحصول على مقاعد بداخله، ليصبح لهن مكانًا جديدًا في الحياة السياسية، فتنافس 91 مرشحة على 30 مقعدًا بالمقاعد الفردية في المجلس.
وتخوض النساء انتخابات الشيوخ المقبلة، في 20 دائرة على مستوى الجمهورية، من أصل 787 مرشحًا، وجاءت محافظة القاهرة بالعدد الأكبر من المرشحات بمجلس الشيوخ، بعدد 25 مرشحة، وتليها محافظة الإسكندرية في المرتبة الثانية بـ12 مرشحة، وتأتي القليوبية في المركز الثالث بعدد 9 مرشحات، ووفقًا لقانون مجلس الشيوخ، فللمرأة الحق في 30 مقعدًا، تتوزع بواقع 20 مقعدًا، ويعين رئيس الجمهورية 10 سيدات.
وتتساوى دائرتي محافظتي البحيرة، والجيزة في عدد المرشحات السيدات بإجمالي 7 لكل محافظة، وتأتي في المرتبة السادسة محافظتي الشرقية، وقنا بترشح 5 سيدات، وترشحت 4 سيدات بمحافظة الأقصر، ثم تأتي محافظة بني سويف بـ3 سيدات مرشحات، وفي محافظة المنوفية أعلنت سيدتان الترشح، وتنافس سيدة واحدة في كل من: محافظات الدقهلية، ودمياط، والإسماعلية، والسويس، وشمال سيناء، والوادي الجديد، وسوهاج.
حملات برعاية “القومي للمرأة”
وبدأت المرشحات حملات للتوعية بأهمية المشاركة في الانتخابات المقبلة، والتي جاءت برعاية المجلس القومي للمرأة، ففي مدينة سفاجا نظم فرع المجلس القومي للمرأة ندوة تحت عنوان: “صوتك لمصر بكرة”، لحث النساء للمشاركة في الانتخابات المقبلة، والتصويت وأهمية المشاركة السياسية، فضلاً عن شرح عدد المرشحات، وأهمية وجود العنصر النسائي في المجلس لتمثيل المرأة.
وفي الأقصر، نظمت السيدات مبادرة بعنوان: “صوتك حقك”، للتأكيد على أهمية مشاركة المرأة في الانتخابات والتصويت، وجابت عدة سيدات العديد من القرى التابعة للمحافظة، مع الالتزام في نفس الوقت بالإجراءات الاحترازية والوقائية، لمنع انتشار فيروس كورونا.
برامج نسائية في الانتخابات
تحت شعار: “المرأة ليها أماكن تانية غير المطبخ”، قررت الدكتورة حسناء الحسن، الترشح للانتخابات بمحافظة الجيزة، لتغير الصورة السائدة عن السيدات، فللنساء الحق في الترشح والمشاركة في الحياة السياسية، ولهن الحق أيضًا في كسر العادات والتقاليد التي تضعهن في قالب واحد، وتمنعهن من حقوقهن، مضيفة أنه في السنوات الأخيرة أصبحت نسب تصويت النساء في الانتخابات أكبر من نسب تصويت الرجال، وفقًا للأرقام الصادرة من الهيئة الوطنية للانتخابات، والتي تعكس إيمان المرأة بدورها، والذي يظهر بشكل واضح في العديد من المحافظات المصرية، وليس القاهرة فقط.
مشكلات المرأة في الأولوية في برنامج “الحسن” الانتخابي، بجانب مشكلات الطفل وكبار السن، وأيضًا ذوي الاحتياجات الخاصة، باعتبارهم من أكبر الفئات المهمشة في المجتمع، والتي تحتاج لنزع العديد من الحقوق والحصول عليها.
ومن العمل التطوعي للترشح في الانتخابات انتقلت حنان دراز، المرشحة بمحافظة المنوفية، والتي قالت إنها تعشق العمل التطوعي، وترى الترشح في الانتخابات عملاً تطوعيًا وخدميًا، أيضًا: “الترشح للانتخابات كمان عمل خدمي، لأننا بنسعى من خلاله نجيب حقوق الناس، ونسن القوانين المنصفة ليهم ولحقوقهم وطبعا حقوق الستات في المقدمة لأننا بنمثلهم”.
ترى “دراز”، أن المشكلات التي تتعلق بالعمل، والتي تواجه المرأة في أماكن العمل من أهم المشكلات التي تحتاج لحلول سريعة، ووضع وثائق لمناهضة التحرش لحماية المرأة في جميع مؤسسات العمل، بالإضافة لملف الخلافات الأسرية التي تتحول المرأة به لضحية وتضيع به العديد من حقوقها، موضحةً أن هناك قوانين صدرت في الفترة الأخيرة لصالح المرأة منها قوانين مكافحة التحرش وحماية المرأة، ولكنها لا تطبق أو تفعل بالشكال الكافي، وتحتاح للتطبيق الفعلي.
الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة، قالت إن مجلس الشيوخ يعد الغرفة الثانية لمجلس النواب، فله دور فعال في تعزيز الديمقراطية، مؤكدةً أن التعديلات الدستورية الأخيرة أنصفت المرأة بشكل كبير، وجاء تشكيل مجلس الشيوح ليثبت أن الدولة مستمرة في إنصاف المرأة، بتحديده المقاعد المخصصة للمرأة.
وتابعت رئيسة المجلس القومي للمرأة، أن عدد المرشحات لمجلس الشورى 111 سيدة منهن 91 مرشحة بالنظام الفردي و20 مرشحة بنظام القائمة، موضحًة أن تجربة المرأة في الانتخابات البرلمانية تشير لقدرتها على النجاح في خوض الانتخابات المقبلة، وقدرة الناخبات أيضا على اختيار الممثل الحقيقي لهن، فالمرأة تعمل على اقتناص أصعب الدوائر الانتخابية وسط الكثير من الرجال المرشحين لتؤكد أن الكفاءة والوصول على الأرض هما معيار النجاح.
دعاية انتخابية على وسائل التواصل
وبسبب الظروف الحالية التي تشهدها البلاد، وانتشار فيروس كورونا، تقتصر الدعاية الانتخابية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب منع التجمعات والمؤتمرات التي كانت تقام في الماضي مع أي استحقاق انتخابي، لتصبح الدعاية إلكترونية، ومع تغير أسلوب الدعاية، بدأت السيدات أيضًا بالتأقلم مع الطريقة الجديدة للترويج عن أنفسهن عبر مواقع التواصل.
سناء السعيد، مقررة لجنة المشاركة السياسية بالمجلس القومي للمرأة، قالت إن هناك اتباعًا لطرق الوقاية والإجراءات الاحترازية التي فرضتها الدولة بسبب كورونا، وتلتزم بها المرشحات، وأوضحت أن هناك طرق عدة للدعاية الانتخابية، منها تصوير مقاطع فيديو للإعلان عن البرنامج الانتخابي، بجانب رسائل توعية بأهمية المشاركة في الانتخابات والحق في التصويت.
وأضافت مقررة لجنة المشاركة السياسية بالمجلس القومي للمرأة، أن المجلس يعقد خطة متكاملة لتعزيز مشاركة المرأة في الانتخابات القادمة سواء المرأة المرشحة أو الناخبة، بالإضافة لمتابعة الانتخابات بالتنسيق مع الهيئة الوطنية للانتخابات، فضلاً عن دور غرفة العمليات بالمجلس والخط الساخن المعني باستقبال شكاوى واستفسارات السيدات من خلال فروع المجلس بالمحافظات على مدار ٢٤ ساعة خلال أيام الانتخابات.
وحدد مشروع قانون مجلس الشيوخ الذي وافق البرلمان عليه، نسبة للمرأة، وأكدت المادة الأولى من المشروع على أن يُشكل مجلس الشيوخ من 300 عضو، وُينتخب ثلثا أعضائه بالاقتراع العام السرى المباشر، ويعين رئيس الجمهورية الثلث الباقي، على أن يخصص للمرأة ما لا يقل عن 10% من إجمالى عدد المقاعد، ونص مشروع القانون على أنه يجب أن تتضمن كل قائمة انتخابية عدداً من المترشحين يساوى العدد المطلوب انتخابه فى الدائرة وعدداً من الاحتياطيين مساوياً له، ويتعين أن تتضمن كل قائمة مخصص لها 15 مقعداً ثلاثة نساء على الأقل، كما يتعين أن تتضمن كل قائمة مخصص لها 35 مقعداً سبع نساء على الأقل.
وحددت المادة السابعة من الفصل الثاني من قانون انتخابات مجلس الشيوخ، ونصت على أن يختص مجلس الشيوخ بدراسة واقتراح ما يراه كفيلًا بتوسيد دعائم الديمقراطية، ودعم السلام الاجتماعي والمقومات الأساسية للمجتمع وقيمه العليا والحقوق والحريات والواجبات العامة، وتعميق النظام الديمقراطي، وتوسيع مجالاته.