يتصاعد الغضب في لبنان في أعقاب انفجار مرفأ بيروت الذي راح ضحيته 136 قتيلا، ونحو5 آلاف مصاب، وعدد غير معلوم من المفقودين، وتشريد ثلث سكان العاصمة.
ورغم دعوات رئيس الوزراء اللبناني بتنحية الخلافات بين القوي السياسية جانبا، والتضامن في الكارثة اللبنانية، غير أن الشعب اللبناني لا يثق بالطبقة السياسية الحاكمة، ويتهمونها بالفساد والمحاصصة.
الانفجار الذي يعد الأضخم في تاريخ لبنان، جاء في وسط أزمة اقتصادية خانقة، اشترط خلالها صندوق النقد الدولي عددا من الإصلاحات من أهمها محاربة الفساد، كما يعاني لبنان من انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أدى إلى فرض الحجر لأكثر من ثلاثة أشهر على اللبنانيين.
وقعت الكارثة في ظل نقمة شعبية على كل الطبقة السياسية التي يتهمها المواطنون بالعجز، فأججت غضباً متصاعداً تجلّى عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
ولا يثق اللبنانيون بالطبقة الحاكمة من السياسيين، فهم اختبروهم على مدى سنوات كما يؤكدون. فهذه الطبقة أهملت وجود 2750 طنا من نترات الأمونيوم الخطير لسنوات بفعل الإهمال أو التواطؤ.
ورغم تشكيل الحكومة اللبنانية لجنة تحقيق مصغرة، بهدف التوصل إلى تحديد المسؤولين عن تلك الكارثة التي أدت إلى خراب واسع في المدينة، مخلفة آلاف الجرحى، ومحاسبتهم، غير أن الشارع اللبناني يطالب بالشفافية في هذه التحقيقات وإعلان نتائجها.
استمرار عملية البحث
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم الخميس، أن عدد القتلى بلغ حتى الآن 137، وأكثر من 5000 إصابة، مع استمرار البحث عن مفقودين تحت الأنقاض جراء الانفجار الذي هز بيروت، مساء الثلاثاء الماضي.
وأعلن وزير الصحة، حمد حسن، أن الاتصالات مستمرة مع الدول العربية والأوروبية لتأمين المساعدات الطبية للبنان، ويجري التنسيق لتوحيد اللوائح حسب الأولويات، مضيفا أن ما هو مطلوب اليوم إقامة المستشفيات الميدانية في مناطق العاصمة، ومنها مستشفيات عسكرية.
وأوضح أن “مجلس الوزراء أصر على فرض الإقامة الجبرية على المعنيين بملف المرفأ كدليل على محاسبة المسؤولين، وكإشارة إلى أن القانون سيكون له الصوت الغالب في هذا الموضوع“.
تضامن مع الشعب اللبناني
تعبيراً عن التضامن مع الشعب اللبناني، تواصل دول العالم ارسال المساعدات الطبية للبنان، بعد الانفجار الضخم الذي هز الأراضي اللبنانية مساء أمس الأول الثلاثاء.
وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم لخميس، إلى العاصمة اللبنانية بيروت، وتزامناً مع وصوله، غرد الرئيس عبر تويتر معلناً تأكيده على التضامن الفرنسي مع الجرح اللبناني وكتب بالعربية: “لبنان ليس وحيداً“.
وتمثل زيارة ماكرون، تضامن مع الشعب اللبناني، وستشكل دعماً معنوياً كبيراً للبنانيين الذين شعروا مؤخراً أنهم متروكون لمصيرهم. وفي مقابل هذا التضامن الذي عبّر عنه الرئيس الفرنسي في تغريده له، فهو يرغب في توجيه رسالة حازمة إلى ممثلي الطبقة السياسية في لبنان مفادها أن لا مفرّ من تطبيق الإصلاحات، وعلى رأسها مكافحة الفساد.
ومن جهته، أكد الدكتور ياسر علوي، سفير مصر لدى لبنان، إن الجسر الجوي الذي ستطلقه مصر لمساعدة لبنان يتضمن 4 مراحل، موضحًا أن الأولى عبارة عن المساعدات الطبية، إذ سترسل اليوم 9 أطنان من المساعدات، أما المرحلة الثانية فستكون مساعدات طبية وغذائية أهم ما فيها الدقيق، خاصةً أن بيروت تعرضت لخسائر ضخمة على مستوى صوامع تخزين القمح، أما المرحلة الثالثة فستتضمن الطواقم الطبية، والمرحلة الرابعة ستشهد الإسهام في مواد إعادة الإعمار.
كما أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز توجيها عاجلا بشأن الانفجار الذي وقع في العاصمة اللبنانية بيروت.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن الملك سلمان أصدر توجيهات لتقديم العون والمساعدة للشعب اللبناني إثر الانفجار الذي حدث في مرفأ بيروت.
وقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة، مساعدات إنسانية عاجلة للمتأثرين من انفجار مرفأ بيروت في لبنان، تتضمن أدوية ومعدات الطبية، إضافة إلى مواد ضرورية أخرى. وأمر نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بإرسال رحلة مساعدات طارئة إلى بيروت، بعد الانفجار المميت. وأمر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أيضا، بإرسال مساعدات إلى لبنان، حيث تنطلق من الجزائر 4 طائرات محملة بأطقم من الأطباء والجراحين ورجال الحماية المدنية، والمواد الطبية والصيدلانية، والمواد الغذائية، والخيام والأغطية، وغيرها.