الغيرة فلفل أو شطة الحب، ستات بتشوفها دليل المحبة، ورجالة كمان، بس الغيرة بتحرق، والغيرة نار، بتحرق مين اللي بيغير ولا اللي بيتغار عليه؟

وقبل ما تشوف الحريق شابك في مين، نسأل هو أصلًا ليه في غيرة؟

لو قلنا إن الموضوع قديم وبعيد، حاجة شابكة من الطفولة، نفسيات مهزوزة وتربية متعبية نقص وعقد، الناس هتقول ايه الكلام دا، آه فعلا الحكاية منبتة من زمان.

واحنا بنربي البنات قاصين منهم الثقة فيهم، شاكين فى كل تصرف، ممشين ورا كل واحدة مخبر، السؤال يتسأل والشك بينط من عنين اللي بيسأل، فى التربية دا البنات بتلملم حكايات الغدر والخيانة، الخيبة اللي بتشيلها ست لما جوزها ربنا فتحها عليه، فراح شاف واحدة تانية.

بقي ظهور الست التانية مرتبط بأن الراجل ينجح، أو وضعه يتحسن، لبسه أو شكله، أي حاجة تميز الراجل وراها كسرة نفس لست، ست ما تعرفش يعني أيه ثقة بالنفس، ولا تعرف مفهوم للأمان المنزلي.

الغيرة بتطلع من مكانها كمكون فى وصفة الحب، وتدخل فى حاجات كتير، غيرة من زميل أو زميلة، غيرة من صاحبة، كل أشكال من احساس النقص اللي بيحولنا الغيران لشخص متضايق من غيره لأنه عنده حاجة بتميزه.

ميراث الخيبة معشش فى الدماغ، وكل ست بتحس بالغيرة بيكون وقودها حكايات للصاحبات والجارات وشخصيات مجهولة رجالاتهم تخلوا عنهم.

في فيلم البعض يذهب للمأذون مرتين مرفت أمين كانت عاملة دور زوجة مبالغة في غيرتها، ورغم أن جوزها كان فعلا مش بيعمل علاقات، لكن حِدة الغيرة قلت لما هو فعلا عرف ست تانية.

الغيرة فى الغالب طارحة من نفوس مهزوزة، ومش متطمنة، ستات أروحها مهروسة بين كفي رحى إحساس النقص والأنانية، والغيرة بتطرح نكد، ستات بتلاحق رجالتها، تفتش فى التليفون وتشتم وتلعن أي ست تقرب منه، ولأنها مهزوزة من جواها، خايفة، لانة كل الخيبة اللي سمعتها فى الحكايات ومترجمها فى أنانية وامتلاك.

الرجالة اللي الغيرة طاغية عليهم ‘حساس الملكية عندهم عالي، وبرضه مهزوزين، إيه اللي يخلي راجل يتجنن لما يعرف إن حبيبته أو مراته بتكلم راجل تاني، هو من جواه مش حاسس إنه مالي عنيها، طول الوقت إحساس داخلي بالنقص بيحركه، وكأنها أول ما أي راجل يكلمها هتسيبه، وهتقارن بينهم، والمقارنة مش في صالحه.

وبين الغيرة والغيرة علاقات بتنتهي

آه الحب فيه جزء امتلاك، والملكية دي اللي بتخلينا طول الوقت خايفين إنه يجي شخص يخطف الحاجة بتاعتنا، واللي بنترجمه في غيرة، الستات واخدة نصيب الأسد فى المشاعر الحلوة والسلبية، ويمكن علشان كدا من الأول بنتكلم عن الغيرة عند الستات اللي بتحول حياة حبيبها أو جوزها لجحيم، والتراحم والمودة بيتقلبوا لتفتيش وخناقات مع كل حاجة، مش هتلاقي ست واثقة فى نفسها وعندها احساس بالأمان بتغير بالشكل المدمر، ولا هتلاقي راجل واثق في نفسه بيغير.

حتي الغيرة بره العلاقات العاطفية، يمكن هي شكل مخفف من الحسد، لكنه مؤشر ضعف وثقة مهزوزة فى النفس، ايه اللي يخلي حد يغير من حد؟ ببساطة هو شايفه معاه حاجة أو وصل لمكانة الغيران ما يقدرش يوصلها، هو ما حاولش، مهارته ما تسعدوش، أو حتي إن دا مش رزقه.

الغيران من صاحب أو زميل أو أخ ما بيحاولش يطور من نفسه، وحتي بيحاول يطلع مشاعره السلبية، بيحوشها فى روحه، وبيعمل منها سحابة سودا تعميه عن الرؤية بعد شوية.

الغيرة باب النقصان، وصحيح إننا بنتربي فى مجتمع بيدي كل الحقوق للذكر بس لنوعه مش فعله، فهتلاقي غيرة الرجالة مرتبطة بالبدايات، وقليل لما تلاقيها تستمر بعد الجواز، لكن الست الخايفة واللي مش مطمنة هتعمل ايه؟

بعض الرجالة  رغم إنها بتعاني من كوارث الغيرة لكنهم بيستمتعوا باستمرار نارها، حالة من اللامبالاة، بيلاقي مراته تغير من اي حاجة فما يحولش يطمنها، ولا يأكد حبه، ولا حتي ينفي وجود علاقة مع ست تانية، يمكن إهمال منه، أو مبسوط بحالة الغيرة، لكن النار لما بتشبط ما بتخليش، وفى الغالب الحياة بتتحول لجحيم وغالبية العلاقات بالشكل دا بتنتهي سايبه وراها جروح وتشوهات لكل افراد العيلة أهمهم الأطفال.

بعض مننا كستات متصالح مع فكرة الجواري، هتلاقي الست تلوم على راجلها إنه مش بيغير عليها، ما هو الغيرة تأكيد الاهتمام من وجهة نظرها، وبرضه هتلاقي رجالة زعلانين إن الست مش غيرانه عليه، وتلاقي كل طرف بيحاول يبدأ شرارة الغيرة ولو حتي بتلفيق حكايات.

الغيرة منبتها الخوف ووقودها الشك، لكن الحب أساسه أمان وثقة، والناس اللي بتقول الغيرة دليل الحب، ناس غلطانة، فاهمة الحب انه بيع وشرا، حالة ملكية ما تسمحش للطرف التاني إنه يُطل علي الدنيا ولا يشوف النوع التاني وإلا كدا يبقي أخل بشروط الاتفاق.

الحاجات الحلوة اللي بتدوب وتتحول لرماد بنار الغيرة، والعلاقات اللي بتنتهي من هوس ست أو راجل عندهم انعدام ثقة فى نفسهم وفي الشريك، الحاجات دي بتصعب علي، بحزن على كل حكاية كانت لها بداية مبهجة، قصة حب طالة من العيون، ضمت طرفين واحد خايف من الفقد، مهزوز بيترجم خوفه لمخالب يغرسها فى روحي اللي قدامه وحتي لو طالعها مش فارقة ما هو أصله بيحبه، وحتي اللي بيدعموا فكرة إن الغيرة شطة الحب وفلفله، افتكروا كويس إن البهارات لما بتزيد بتضيع طعم الاكل، وتفسد الطبخة.

قبل ما تنتهي العلاقة لو لقيتها غيرانة بزيادة طمنها بالمحبة، وادعم ثقتها ونجاحها، الغيرة مش دليل محبة الغيرة خوف ونقصان.