يُعرف الدين لغة، بأنه اسم لجميع ما يُتدين به وجمعه أديان، واصطلاحًا، هو جملة من الإدراكات والاعتقادات والأفعال الحاصلة للنفس من جراء حبها لله، وعبادتها إياه، وطاعتها لأوامره.

عرفت الإنسانية، العديد من الديانات المُختلفة، على مر العصور، والتي تنقسم إلى 3 أقسام هي ديانات التوحيد، والديانات الشرقية، والديانات الطبيعية، وتختلف جميعها في الأفكار والمُعتقدات، فبعضها يعتمد على المعتقدات والبعض الآخر على الواقع، وبعضها يُركز على الخبرة الدينية الذاتية، وغيرها تعتقد أنها من الديانات العالمية وأنها هي الصحيحة والمُلزمة لكل البشر.

في السطور التالية، نرصد أغرب الديانات التي اعتنقها البشر، والمعتقدات التي يؤمنون بها، ووضعهم في البلاد التي يعيشون فيها.

 

ينتظر الرائيليون عودة كائن فضائي يطلقون عليه اسم “ألوهايم”، وأنه سوف ينزل بحلول عام 2025م لتخليص أتباعه من الأرض

الرائيلية

تأسست الرائيلية، على مبدأ ارتباط البشر بالكائنات الفضائية، بقيادة الصحفي المتخصص في رياضة سباق السيارات كلود فوريلون في باريس بفرنسا عام 1974.

تُعتبر أكبر ديانة كائنات فضائية في العالم، فقد التقى مؤسسها بالمخلوقات الفضائية عام 1974، وكشفوا له عن سرهم، وفي العام 1975 عادوا مجددًا واصطحبوه معهم إلى كوكبهم، ثم عادوا به مجددًا إلى الأرض، طالبين منه نشر كلماتهم بين البشر، وفقًا لما قاله كلود فوريلون.

الرائيلية

يؤمن الرائيليون، أن البشر جاءوا عن طريق الاستنساخ، حيث جاءت الكائنات الفضائية وخلقت الأرض، ويعتبرونه أساس العقيدة،ويعتقدون أن الاستنساخ البشري هو البديل عن نظرية دارون للنشوء وعقيدة الخلق في بعض الديانات، ويتطلعون إلى استنساخ شخص بالغ دون المرور بعملية النمو الطبيعية، ومن ثم يتم نقل الذاكرة مباشرة لهذا الشخص المستنسخ.

ينتظرون عودة كائن فضائي يطلقون عليه اسم “ألوهايم”، وأنه سوف ينزل بحلول عام 2025م لتخليص أتباعه من الأرض.

يبلغ عدد أتباع الرائيلية، نحو 55 ألف شخص في العالم، وفي عام 1995م منحتهم حكومة ولاية كيبيك الكندية ضمانات لممارسة طقوسهم الدينية.

 

بعض شباب السامريين يتحولون لليهودية حتى يستطيعون الزواج

الديانة السامرية

السامري، هو مصطلح عبري مشتق من كلمة شامري أي “المُحافظ” على الديانة السامرية، لا يزيد عدد أفراد الطائفة السامرية عن 800 شخصًا يُقيم معظمهم في قرية كريات لوزة السامرية على جبل جرزيم قرب مدينة نابلس بالضفة الغربية، والبقية في منطقة حولون، قرب تل أبيب في إسرائيل.

ويعتبرون أنفسهم فلسطينيين، وكانوا ممثلين في المجلس التشريعي الفلسطيني في عهد ياسر عرفات، كما أنهم يتمتعون بالجنسية الإسرائيلية رغم إقامة معظمهم في الضفة الغربية.

الديانة السامرية

بحسب صحيفة “الإيكونوميست”،فإن أصل السامريين يعود إلى إبراهيم عليه السلام، ولكن قيام البابليين بأسر اليهود عقد الأوضاع فالسامريون يقولون إنه بعد عودة اليهود من الأسر نسوا عاداتهم السابقة.

يوجد معبدهم القديم على قمة جبل جرزيم القريب من نابلس، والذي يعتبره السامريون أكثر قدسية من القدس، ويقدسون جبل جرزيم باعتباره مكانًا شهد العديد من أعمال الأنبياء من نوح وإبراهيم ويعقوب وموسى وغيرهم.

وتقول صحيفة “الإيكونوميست”، إن بعض شباب السامريين يتحولون لليهودية حتى يستطيعون الزواج، ولحل هذه المشكلة تم إقناع أوكرانيات بالتحول إلى السامرية ثم السفر إلى أماكن تركز الطائفة قرب نابلس وحولون للزواج.

ترتكز الديانة السامرية على خمسة أركان أساسية هي وحدانية الله الواحد الأحد، ونبوءة موسى بن عمران كليم الله ورسوله، والتوراة “أسفار موسى الخمسة وهي التكوين والخروج واللاويين والعدد والتثنية”، وقُدسية جبل جرزيم قبلة السامريين، واليوم الآخر وهو يوم الحساب والعقاب، وكل سامري لا يؤمن بالأركان الخمسة هذه، لا يعتبر سامريًا.

الدُرزية

ينكر الدروز جميع الأنبياء والرسل ويطلقون عليهم “الأبالسة”

الدُرزية

تُعد من أقدم الديانات في الشرق الأوسط وأغربها، وتتواجد في سوريا والأردن وفلسطين ولبنان، ويُعتقد بأنها مُنشقة من المذهب الشيعي ومن الطائفة الإسماعيلية على وجه الخصوص.

تستمد الدرزية، تعاليمها من أفلاطون وأرسطو وسقراط، بجانب الحاكم بأمر الله وأخناتون وحمزو بن علي بن أحمد، فتجمع بين ديانات عديدة مثل المسيحية واليهودية والهندوسية،ويشهد أتباع الديانة الدرزية بأن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، كما يؤمنون باليوم الآخر والقضاء والقدر والقرآن الكريم، وهو ما جعل عدد من العلماء المسلمين يعتبرون أتباع الديانة الدرزية من المسلمين.

ينكر الدروز، جميع الأنبياء والرسل، ويطلقون عليهم “الأبالسة”، ويعتقدون بأن مؤسس مذهبهم وداعيتهم حمزة الزوزني هو المسيح، ويؤمنون بتناسخ الأرواح،  وينكرون أمر الجنة والنار، وجميع الأوامر والأحكام الإسلامية، يقولون في الصحابة أقوالاً منكرة ويتهمونهم بالفحش.

من أغرب معتقداتهم أنّ الحاكم بأمر الله أرسل إليهم خمسة أنبياء وهم حمزة وإسماعيل ومحمد الكلمة وأبو الخير وبهاء، ويبغضون جميع الديانات الأخرى على وجه الخصوص المسلمين، فيستبيحون دماءهم وأموالهم، ولهم مصحفٌ خاصٌ بهم يسمى “المنفرد بذاته”.

من أهمّ كتبهم كتاب “النقض الخفي”، الذي نقض فيه زعيمهم حمزة، الدين الإسلامي وجميع أحكامه، وكتاب “أضواء في مسلك التوحيد”، عندهم رسائل تسمى “رسائل الحكمة” ويعتقدون بقدسيتها وهي مئةٌ وأحد عشر رسالة.

ديانة الويكا

الويكا

الويكا، هي أشهر ديانة وثنية جديدة، أعلن عنها سنة 1954 على يد جرلد غاردنر وهي الآن موجودة في العديد من دول العالم، ادعى جاردنر، أن الويكا هي استمرار لديانة السحر التي استمرت بالسِر لمئات السنين، رجوعاً إلى الوثنية ما قبل المسيحية في أوروبا، لهذا فان الويكا تسمى أحياناً بالديانة القديمة.

وهي دين غير هرمي ويمكن لأي شخص اعتناق الويكا، دون الحاجة لأي إثبات على الانتماء إلى مؤسسة دينية لها.

تُعطي ديانة الويكا، مكانة رمزية هامة للعناصر الخمسة، للتصنيفات الفلسفية والعلمية القديمة، التي تعود لأرسطو، وهي النار، والهواء، والماء، والأرض، والأثير “الروح”، الذي يوحّد العناصر الأربعة السابقة، ويعتبره أهل الديانة بمثابة الجوهر المقدّس الذي يوحّد كل شيء.

 

بعض أعضاء ديانة مصاصي الدماء يتمثلون بمصاصي الدماء من ناحية الملابس والتصرفات فقط وبعضهم يشُرب دماء البشر أو الحيوانات

مصاصي الدماء

رغم التشكيك في كونها ديانة، ووصفها بأنها أقرب إلى الطائفة، إلا أن اتباع هذه الديانة يُشددون على أنهم يتبعون معتقدات واحدة، كما أنهم يملكون كنيسة توصف بأنها معبد مصاصي الدماء.

يؤمن أتباعها، بأن مصاص الدماء هو النموذج المتطور للبشر، وأن قيمة الفرد هي أهم وأكثر قيمة من المجموعات أو القبائل وحتى الأمم.

هدفهم هو محاربة كل ما يحد من حرية الفرد، وبذلك يمنحون الأعضاء القوة الكافية للسيطرة على حياتهم، وبعض الأعضاء يتمثلون بمصاصي الدماء من ناحية الملابس والتصرفات فقط، لكن هناك فئة تقوم بشُرب دماء البشر أو الحيوانات.

ديانة أمة الرب

 

يعتبر أهل ديانة أمة الرب أن العرق الأبيض يمثل الشيطان، والشيطان يجب أن يقتل

أمة الرب

ديانة أفريقية أميركية، تأسست عام 1979 على يد هولون ميتشل في ميامي، والذي غيّر اسمه لاحقاً ليصبح “ياوي”، أي الرب، هدفهم هو العودة إلى أفريقيا التي هي “أرض الميعاد”، ووفقًا حديث مسجل لياوي، فإن القُدس بدعة، وأن الأرض المقدسة هي أي مكان يختاره هو.

تتشابه أمة الرب، مع الحركات الصهيونية كثيراً من ناحية التعصب، ويعتبرون أنهم هم “بنو صهيون” هذا العالم، وأن جميع البشرية أدنى مرتبة منهم، وواجهوا دعوات قضائية عديدة في أميركا؛ بسبب عنصريتهم؛ إذ يعتبرون العرق الأبيض يمثل الشيطان، والشيطان يجب أن يقتل.

حركة الأمير فيليب

تؤمن قبائل فانواتو، في جنوب المحيط الهادئ، بأن الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث الثاني هو الإله

حركة الأمير فيليب

تؤمن قبائل فانواتو، في جنوب المحيط الهادئ، بأن الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث الثاني هو الإله، ويؤمنون بأنه ينحدر من أصولهم، وأن روحه هي روح من أرواح أجدادهم.

ووفقًا لروايتهم، فإن فيليب هو ابن روح الجبل، الذي وُلد ببشرة بيضاء؛ ليُسافر خارج البلاد ويتزوج أقوى امرأة في العالم.

بدأت تلك الديانة عام 1950، وأصبحت أكثر انتشاراً عام 1974، بعد قيام الأمير بزيارة للقبائل، وتمكن السكان من مراقبته عن بعد، والتأكد أنه هو فعلاً ابن روح الجبل.

الديانة السيخية

يرفض السيخية الرهبنة والتعدد في الزواج ولا توجد طبقية لديهم ويُحرمون لحم البقر

السيخية

نشأت ديانة السيخ، في إقليم البنجاب الواقع في باكستان والهند وكانت الديانتان الرئيسيتان في المنطقة الهندوسية والإسلام، أطلقها غورو ناناك في القرن السادس عشر وكانت تعاليمه متميزة عن الإسلام والهندوسية.

يرى أتباع السيخية، أن إطلاق الشعر به مسحة روحية، ورمزًا للبساطة والقداسة والقوة، ويشير إلى القبول بما خلقه الله، ويعتبرونه رمزًا للعضوية في الجماعة كما أن السيخي لا يحني رأسه لغورو وبالتالي لا يحنيها لحلاق، وتحمل العمامة عندهم اسم داستار.

يرى السيخ، أن الإله واحد وهو بدون شكل أو جنس ولكل شخص القدرة على الاتصال مباشرة بالإله فهو داخل كل شخص والجميع سواسية أمام الله والحياة الطيبة تكون بالالتزام بالأمانة والعطف داخل المجتمع.

والتابع لهذه الديانة يجب أن يلتزم بثلاثة أمور وهي “نام جبنا” أي أن الله في العقل دائمًا، و”كيرت كارنا” أي الالتزام بالأمانة دائمًا، و”فاد شاكنا” أي اقتسام الرزق مع الآخرين، كما أن عليه الابتعاد عن الشرور الخمسة وهي الشهوة والطمع والتعلق بهذا العالم والغضب والغرور.

ويرفض السيخ، الرهبنة، والتعدد في الزواج، ولا توجد طبقية لديهم، ويُحرمون لحم البقر، ومن أعيادهم عيد ميلاد غورو ناناك وعيد بيساكي “رأس السنة السيخية” الذي يوافق 15 أبريل من كل عام.