انتظر جمهور النادي الأهلي، على مدار الأشهر الماضية، منذ اجتياح فيروس كورونا المستجد للبلاد وتوقف النشاط الرياضي كاملاً، وما صاحبه من حدوث تغييرات وتطوير كبير في قناة الفريق الرسمية، مع طاقم فني مغاير تمامًا وثورة شاملة داخل القناة للظهور بحلة جديدة ومختلفة عن سابقتها، وبشكل مُشرف ومرضي أكثر لكافة الجماهير الحمراء.
ومع الوعود المتكررة بقرب الافتتاح الثاني والجديد لقناة الأهلي، والذي تأجل أكثر من مرة، فرح الجمهور، أخيرًا بعودة القناة للافتتاح ثانية بالتزامن مع عودة النشاط الكروي بمصر ودخول الأهلي عدة مباريات ودية قبل استكمال الدوري المتوقف بمواجهة صعبة أمام إنبي مساء غد الأحد، في أولى لقاءاته بعد العودة من التوقف.
وبعد يوم الافتتاح الجيد والذي جذب انتباه ونال رضا قطاع كبير من الجماهير الحمراء لقناته الجديدة، توقع الكثيرون تقديم شكل مغاير وبرامج ممتعة ووجبة إعلامية وفنية دسمة لنادي القرن الأفريقي، ولكن لم تكتمل الفرحة كثيرًا مع ظهور كافة البرامج والشكل الجديد للقناة وبعد فترة أسبوع واحد من الافتتاح بدأت النبرة تختلف والإعجاب يقل وصولاً لمرحلة الانتقادات، لعدم ظهور الشكل الجديد بالصورة المنتظرة بالقياس لحجم التوقعات المرتفع الذي رسم في مخيلة كافة جماهير المارد الأحمر.
لذلك نستعرض في العوامل الآتية أبرز سلبيات الإطلالة الجديدة لقناة الأهلي، والتي أحبطت جماهير المارد الأحمر،إذ ظهرت أغلب تلك النقاط في تعليقات أكثرهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، بل وعلى الحساب الرسمي للنادي عبر المنصات المختلفة.
مجاملات ومحسوبية
كما هي العادة منذ مجيء مجلس محمود الخطيب الحالي بالانتخابات الأخيرة، تلاحقه تهمة تسديد الفواتير الانتخابية والمُجاملة لبعض الرموز والشخصيات التي ساندته بشدة في الانتخابات، وذلك بتقلدها مناصب في النادي أو قناته الرسمية، سواء إداريين أو مشرفين أو إعلاميين عليها، وهي الأزمة التي استمرت مع الظهور الجديد لقناة النادي الفضائية، فكان الانتقاد الأبرز هو المحسوبية لبعض النجوم أصحاب الخطيب والمقربين منه ومن مجلسه مثل مصطفى عبده البعيد لفترة طويلة عن الساحة لمرضه، وكذلك أسامة حسني زوج ابنة الخطيب والذي توسع دوره على حساب نجوم أهم رغم عدم نجاحه طوال الفترة الماضية بالقناة.
كذلك استبعاد إسلام الشاطر، الوجه الأميز بالقناة خلال الفترة الأخيرة، وخاصة كمقدم للبرنامج الأساسي بالقناة والاستوديو التحليلي للمباريات، والتعاقد بشكل عشوائي قبل أيام قليلة فقط من الافتتاح مع أيمن شوقي نجم الفريق السابق في التسعينات كمقدم برامج وليس محللاً، وهو الدور الذي لم يقدمه مطلقًا من قبل وظهر بشكل متواضع أغضب جماهير الأهلي.
كذلك المجاملات بشكل عام في اختيار المراسلين بالقناة، وأغلبهم من الفتيات أقارب مسؤولين بالنادي أو مدعومين من قبل أشخاص مقربة من مجلس الإدارة أو صحفيين منتفعين على حساب المهنية والمعايير الإعلامية التي بقيت في أدراج المكاتب فقط أمام المجاملات والمحسوبية في قناة النادي الأكبر أفريقيًا، كذلك الإتيان بإيهاب الخطيب مديرًا للقناة واستبعاد وجوه صحفية كبيرة وإعلامية قديرة من المشهد تمامًا، وهو جاء بفريقه واستبعد من الصورة من لا يتوافق معه واستبدلهم برجال الثقة وليس الكفاءة.
خريطة برامج ضعيفة
فوجئ أغلب الجمهور الأهلاوي، بالتعاقد مع أسماء إعلامية وبرامج ليس لها علاقة بالكرة أساٍسًا ودخيلة على الأهلي كذلك، ووجوه عديدة كانت تعمل في برامج على قنوات منوعات وأخبار وفن وخلافه، مثل كريم كوجاك ونهاوند سري، وهي وجوه تفتقد “الحس الرياضي” من أساسه، وبرامج ثقيلة الظل كثيرًا على جمهور الأهلي العاشق لكرة القدم ومحتواها فقط ويرغب بمشاهدته دومًا على قناته باعتبارها المنبر الأساسي لفريقه.
ولم تخلق فكرة مبدعة أو جديدة عن الذي سبق من برامج بالحلة الجديدة لقناة الفريق الأحمر، وسط نمطية وتقليدية بحتة لم تشعر المشاهد بأي تغيير طرأ عليها بل زاد الطين بلة ببرامج غريبة ليس لها علاقة بمضمون وطلبات الجماهير الأساسية والمتعلقة دومًا بكرة القدم فقط لا غير وربما برامج في وقت آخر لباقي اللعبات بالنادي، كما تم الحفاظ على أبرز برامج الفترة القديمة وأشهرها كملك وكتابة والبرنامج الرئيسي اليومي ما يعني ضعف الخارطة الجديدة وعدم تقديمها لأي إضافة أو تنوع ملموس بالحلة الجديدة، بل عبرت عن فقر فكري كبير ونمطية غير مقبولة بعام 2020 وفي هذا العصر.
تطوير مُعدات واستديو جديد
لعل التطوير الأبرز الذي لامسه جمهور الأهلي في الشكل الجديد للقناة، هو التطوير الملحوظ في المعدات والكاميرات والصورة الجيدة والأفضل تقنيًا عن الفترة الماضية ولو أن الاختلافات لا تبدو كبيرة للغاية ولكنها لوحظت بشكل ما، كما أن الاستديو الرئيسي الجديد لفت أنظار الجماهير وأشادوا به، ولعل التطور الأبرز كان في المعدات والصورة الأفضل عبر الشاشة وكذلك الاستوديو الجديد، وهي أمور خاصة بالشركة المالكة “استادات” وإمكاناتها الكبيرة بعيدًا عن الجانب الفني المتواضع لمحتوى القناة.
سخط جماهيري
كل تلك العوامل والأمور الماضية أدت لحالة من السخط الجماهيري على الحلة الجديدة، لاسيما وأنه صاحبها حملة من التوقعات المرتفعة من قبل الجميع في الأهلي بعض مجلس الإدارة والإعلاميين والنجوم المنتمية للقلعة الحمراء، سواء العاملين بالقناة أو خارجها، الأمر الذي أدى بعد فترة قصيرة فقط من الظهور الجديد لانتقادات عديدة وعدم رضا من الجماهير عن أداء القناة الجديد.
وظهر ذلك جليًا في تعليقات وتدوينات أغلب الجماهير الحمراء عبر فيسبوك وتويتر، على حساب الأهلي الرسمي وحساب القناة، وكذلك عند أغلب الصحفيين العاملين بها أو المنتمين للنادي الأهلي ولديهم قاعدة جماهيرية كبيرة عبر تلك المنصات، الأمر الذي قوبل بهدوء شديد من قبل مجلس الإدارة، مطالبين بالصبر وبعض الوقت في تلميحات بعضهم غير الرسمية حتى لا يكون قرار الحكم على الحلة الجديدة لقناة الأهلي الرسمية متسرعًا ويفتقد للمصداقية والمنطق.