ثلاثة عشر عامًا، مرت على إعلان الأمم المتحدة، بشأن حقوق الشعوب الأصلية البالغ عددهم 370 مليون نسمة يعيشون في 70 بلد، ويتحدثون أكثر من 7 آلاف لغة، وكفلت الأمم المتحدة حقوقهم في ثرواتهم الطبيعية وإدارتها، واحترام ثقافاتهم، والحفاظ على قيمهم التُراثية والمعرفية، ولا يزال السكان الأصليون يتعرضون للنهب والطمس الثقافي، في كل مكان من هذا العالم.

اليوم العالمي للسُكان الأصليين

في ديسمبر 1994، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الاحتفال باليوم العالمي للشعوب الأصلية في 9 أغسطس من كل عام، لتخليد ذكرى أول اجتماع لفريق عمل الأمم المتحدة المعني بالسكان الأصليين التابع للجنة الفرعية لدعم وحماية حقوق الإنسان عام 1982.

ويهدف الاحتفال، بهذا اليوم إلى ضمان وجود نهج متماسك لتحقيق الغايات الواردة فى إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية، بما في ذلك من خلال تحسين الدعم للدول الأعضاء والشعوب الأصلية.

تستمر معاناة الشعوب الأصلية، وحرمانهم من حقوقهم الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، في ظل عنصرية ممتدة منذ قرون طويلة، يتقاسمون واقعًا مرًا من انتزاع أراضيهم، وإنكار ثقافاتهم، بل واستعبادهم في بعض المناطق، يعيشون منفيون في أراضيهم، غرباء في أوطانهم.

كولمبوس

السكان الأصليون لأمريكا

تعرض السكان الأصليين لأمريكا، لقرون من الاضطهاد من قِبل السلطات المتعاقبة، منذ وصول “كولومبوس”، الذي خلف تاريخًا من القتل والنهب، عن طريق القتل بالسلاح والأمراض البيولوجية التي دسها المستعمرون البيض في أغطية أعطوها للسكان الأصليين، ثم تركوهم فريسة للأمراض التي نُقلت إليهم، أو خطط القضاء عليهم بتجريدهم من أرضهم وأنماط حياتهم وثقافاتهم ودياناتهم، بالتهجير ومحاولات الدمج القسري داخل المجتمع الأمريكي، بإلحاقهم بالطبع أدنى طبقات هذا المجتمع..

اقرأ المزيد

أهوار العراق

أهوار العراق

قارب “جلجامش”، المصنوع من قصب البردي، والذي خلدته الآثار السومرية، بتصميمه التراثي هو نفس الزورق الذي لا يزال سكان الأهوار، السكان الأصليين لجنوب العراق، والذين يطلق عليهم اسم “المعدان”، يستخدمونه حتى اليوم ويسمونه “المشحوف”، كما أن بيوتهم المبنية من القصب، والمتناثرة على سطح مسطحات الأهوار، كأعمال فنية من البردي، في مشهد جمالي يندر أن تراه عين، هي ذاتها البيوت التي سجلتها منحوتات السومريين منذ ما يقرب من 6 آلاف عام.

تاريخ، حاولت السلطات العراقية، طمسه، بعد الانتفاضة العراقية في الجنوب عام 1991، عقابًا لسكان الأهوار على التمرد ضد نظام صدام واحتضان الثوار، حيث كانت الأهوار دائمًا ملجئًا للثوار، وقاعدة لانطلاق الانتفاضات الشعبية، فجففت السلطة مسطحاتهم المائية وأحرقت بيوتهم، وهجرتهم، ليعودوا عام 2003، يشيدون بيوت القصب، ويرعون جواميسهم الوديعة، عادوا ولكن لا يزال هناك ما يهدد وجودهم..

اقرأ المزيد

أمازيغ الجزائر

أمازيغ الجزائر

كان عام 1980 منطلقًا لتحويل الصراع الثقافي الأمازيغي، إلى حركة احتجاجية واسعة، بعد اندلاع مظاهرات طلابية ما لبثت أن تحولت إلى مظاهرات شعبية، فيما عرف بـ”الربيع الأمازيغي”، احتجاجًا على منع السلطات الجزائرية، الكاتب مولود معمري المفكر الأمازيغي، من إلقاء محاضرة بعنوان “الشعر القبائلي القديم” في جامعة تيزي وزو، وحفل موسيقي لفرقة “أمازيغن إيمولا”، ورغم أن  السلطات الجزائرية قمعت الاحتجاجات بوحشية شديدة، لكنها كانت محطة محورية في تاريخ نضال أمازيغ الجزائر، السكان الأصليين للبلاد، ضد الإقصاء الثقافي، وسياسات التهميش، هذا النضال الممتد حتى الآن..

اقرأ المزيد

أقزام الكونغو

أقزام الكونغو

الـ “بيغميون” أقدم شعوب الكونغو، وسكانها الأصليين، والذين عاشوا لآلاف السنيين، داخل غاباتهم الاستوائية، على الصيد وجمع الثمار، محافظين على ثقافاتهم وطقوسهم، وأرواحهم اللينة، باتوا يعانون الآن أهوال، لا تضاهيها إلا عصور العبودية.

“عصور العبودية”، ليس تعبيرًا مجازيًا، إنها الحقيقة التي يحياها أقزام الكونغو، بعد أن سلبتهم الحكومة غاباتهم وأصبحوا يعيشون في مناطق بالقرب من قبائل “البانتو”، الأطول قامة، والذين استعبدوهم للعمل في بيوتهم، مقابل الطعام، فيما يسمى “عبيد البيت”، وهم يقضون كل يوم على ما تبقى لـ “البيغميين” من غابات، بل ولا يسمحون لهم بولوجها إلا بإذن من رجال البانتو..

اقرأ المزيد