“لبنان في القلب” لم تكن مجرد مقولة عابرة انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة أو “هاشتاج” فقط للدعم المعنوي للشعب اللبناني الشقيق، ولكنه حقيقة أثبتها العالم الذي انتفض جراء ما حدث لبيروت، وتسابقت دول العالم لدعمها، وهرول مسؤولي العالم إلى أرضها بين الدعم والتفقد والمساعدة محاولين التقليل من قسوة المشهد الذي انتفض له قلب العالم.

ودعا المشاركون في المؤتمر الدولي لمساعدة ودعم لبنان، بناء على من رئيس الجمهورية الفرنسية وأمين عام الأمم المتحدة، إلى ضرورة إجراء تحقيق محايد وموثوق ومستقل بشأن انفجار مرفأ بيروت، كما اتفقوا على تسليم المساعدات مباشرة للشعب اللبناني.

البيان الختامي للمؤتمر أكد “المجتمع الدولي وأصدقاء لبنان لن يخذلوا الشعب اللبناني”. وقرّرت الدول والمنظمات الدولية المشاركة “العمل لمساعدة بيروت والشعب اللبناني على تجاوز نتائج المأساة. واتفقوا على حشد موارد مهمة في الأيام والأسابيع المقبلة بهدف تلبية الاحتياجات الفورية لبيروت والشعب اللبانى على أكمل وجه”.

حدد البيان “وفقا لتقييم  الأمم المتحدة حاجات واضحة بصورة خاصة في القطاع الطبي والصحي، في المجال التربوي، في القطاع الغذائي وعلى صعيد إعادة التأهيل المُدنية، وهذه المحاور سوف تحظى بالأولوية ضمن برامج المساعدات الدولية الطارئة”.  على أن تكون المساعدات “سريعة وكافية ومتناسبة مع احتياجات الشعب اللبناني ومنسّقة تحت قيادة الأمم المتحدة، وأن تسلّم مباشرة للشعب اللبناني، بأعلى درجات الفعالية والشفافية”.

كما عبر الشركاء عن استعدادهم “لدعم النهوض الاقتصادي والمالي للبنان، ممّا يستدعي، في إطار استراتيجية لتحقيق الاستقرار، التزام السلطات اللبنانية بالقيام سريعا بالإجراءات والإصلاحات التي يتوقّعها الشعب اللبناني”. وقالت الرئاسة الفرنسية: باريس تلقت تعهدات بقيمة 253 مليون يورو لمساعدة لبنان على المدى القصير.

التقرير التالي يرصد في سطور خريطة المساعدات التي قدمها العالم للبنان منذ الانفجار الذي راح ضحيته نحو 158 قتيل و 6000 آلاف مصاب.

تضامن عربى

قامت مصر بإنشاء جسر جوى لدعم الداخل اللبناني في محنته مُرسلة عدد من الطائرات محملة بالمستلزمات الطبية والطواقم الطبية ومواد غذائية أما السعودية فأرسلت طائرتان على متنهما 120 طن من المواد الغذائية والطبية وفريق للدعم. فيما أرسلت البحرين طائرة محملة بالمساعدات الطبية.

أعلنت الإمارات إرسالها نحو  30 طن من الإمدادات الطبية من مركز المساعدات الطارئة بالمدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي.، وأرسل العراق طائرة  محملة بالمساعدات الطبية الطارئة والوقود ونقلت نحو 800 ألف لتر من السولار للبنان.

وأعلن  وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية الكويتي، المستشار الدكتور فهد العفاسى عن تبرع الكويت بمليون دولار أمريكي لتقديم الدعم للشعب اللبناني، كما تبرع الهلال الأحمر الكويتي بـ 10 سيارات اسعاف للصليب الأحمر اللبناني، بالإضافة الى 36 طن من المساعدات.، أما قطر فقدمت مساعدات طبية وأعلنت ارسال عدد 2 مستشفى ميدانى تتسع لـ 500 . فيما أرسلت الأأردن أرسلت طائرة محملة بالمساعدات الطبية والغذائية فضلا عن ارسال مستشفى ميدانى يمكنه استيعاب نحو 48 سرير.

وأعلنت  الجزائر عن قيامها بإرسال فريق بحث وانقاذ متخصص في الإطفاء والدفاع مدني، بالإضافة لإرسالها  فريق وبعض المستلزمات الطبية ومواد غذائية. وأرسلت المغرب مستشفى ميداني مع طاقم طبي مؤلف من 60 شخصا وإمدادات طبية لمساعدة لبنان على مواجهة فيروس كورونا وامدادات غذائية. وقامت سلطنة عُمان بإرسال رحلات جوية محملة بالإمدادات الغذائية والصحية للدعم والمساعدة. وأرسلت تونس طائرتين محملتين بالمواد الغذائية والطبية، وأبدت استعدادها لعلاج المصابين في الحادث.

أوربا ولبنان

و كانت فرنسا أرسلت 6 أطنان من المستلزمات الطبية للطوارئ كما يتزعم الرئيس الفرينسي حملة لجمع التبرعات من أجل انقاذ وإعادة اعمار لبنان، بالإضافة الى ارسال فريق بحث وإنقاذ مؤلف من 55 شخصا ومعهم 3 كلاب بوليسية. وأرسلت إيطاليا 8 أطنان من المستلزمات الطبية بالإضافة الى فريق بحث وإنقاذ مؤلف من 18 شخصا بينهم فريق طبي وآخر هندسي. وقدمت بريطانيا:مساعدات بنحو 5 جنيه إسترليني أي ما يعادل 6.6 مليون دولار أمريكي.

و أعلنتألمانيا عن قيامها بإرسال مليون يورو في شكل مساعدات للبنان فضلا عن فريق إنقاذ وفريق من الأطباء والمتخصصين بالإخلاء الصحي للحالات الحرجة إلى ألمانيا. أما النرويج فأرسلت مساعدات مالية تُقدر بنحو 2.79 مليون دولار ونحو 40 طنا من المستلزمات الطبية . وفى النمسا:أعلن الكسندر شالينبرج، وزير خارجية النمسا، عن قيام دولته بتقديم مساعدات فورية للبنان تُقدر بنحو مليون يورو ، كما أعلنت المجر  عن تقديم مساعدات بقيمة  مليون يورو  لدعم لبنان في محنتها. كما ارسلت كل من رومانيا والسويد وبلجيكا  وهولندا وبولندا مساعدات طبية. أما اليونان، فارسلت  فريق مكون من 12 فردا وكلب للإنقاذ بالإضافة إلى 2 من المركبات ذات الأغراض الخاصة للمساعدة في النكبة.

وقدمت التشيك مساعدات تُقدر بنحو 400 ألف دولار أمريكي وأرسلت أيضا 36 خبير في الإنقاذ ومعهم 5 كلاب مدربة لبيروت من أجل المساعدة. وقدمت الدنمارك مساعدات بقيمة  12 مليون كرونة دنمركية وهو ما يعادل 1.91 مليون دولار أمريكي. و أرسل البابا الفاتيكان 20 ألف يورو أى نحو 300 ألف دولار أمريكي منحة مساعدة الى الكنيسة اللبنانية كمساعدة أولية لدعم لبنان.

الولايات المتحدة وروسيا

تعهدت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بإرسالها 17 مليون دولار للبنان على سبيل المعونة الأولية الطارئة لدعم لبنان في أزمتها الحالية. وأعلنت روسيا بتقديم مساعدات منها 5 طائرات محملة بالمساعدات ومستشفى متنقل ومختبر للكشف عن فيروس كورونا وخبراء إغاثة وأطباء، كما أعلنت أنها ستقوم بإرسال فريق بحث وإنقاذ مؤلف من 157 شخصا ومعهم 6 كلاب بوليسية.

تركيا وإيران

أعلن  نائب الرئيس التركي فؤاد أوتكاي  ارسال 400 طن من القمح إلى لبنان عبر وكالة الإغاثة التركية، معربا عن استعداد دولته للمساهمة في إعادة اعمار لبنان. فيما  أعلنت ايران عن قيامها بإرسال 9 أطنان من المواد الغذائية والأدوية لدعم لبنان في محنتها ومستشفى ميداني يتم وضعه تحت تصرف وزارة الصحة وعلى أن يكون تمركزه في الجامعة اللبنانية بالإضافة الى مستلزمات طبية وعاملون في المجال الطبي.

وقدمت  كوريا الجنوبية مساعدات الى لبنان المنكوبة بقيمة مليون دولار أمريكي ، ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها تقديم الدعم للبنان فمقدار المساعدات التي قدمتها كوريا الجنوبية للبنان منذ عام 2011 حتى الآن يقدر بنحو 13.3 مليون دولار. و أعلن وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشى عن ارسال دولته  8 أطنان من المساعدات الى لبنان متمثلة في أدوية ومواد غذائية.