نجح النادي الأهلي المصري في تحقيق الفوز على منافسه إنبي في أول مباراة لهما بعد العودة من التوقف الناتج عن تفشي فيروس كورونا المستجد منذ شهر مارس الماضي، بنتيجة هدفين نظيفين في مباراة جاء مستواها الفني متوسط وربما جيد في بعض الأحيان خاصة من قبل المارد الأحمر الذي يبدو وأنه قام بفترة إعداد مثالية من الناحية الفنية والبدنية جعلته في فورمه جيدة إلى حد كبير بعد 5 أشهر من التوقف.

فبات واضحًا أن السويسري رينيه فايلر، المدير الفني للقلعة الحمراء وجهازه المعاون، قام بعمل ومجهود عظيم في فترة الإعداد لكل لاعبي الأهلي قبل العودة للمباريات الرسمية، فظهر المارد الأحمر بشكل مميز بدنيًا وكذلك فنيًا، ولم يشعر جماهيره بتوقفه عن التدريبات طوال المدة الطويلة الماضية.

ولذلك نستعرض في النقاط أبرز ملامح المباراة الفنية، والتي ساهمت في تحقيق الأهلي لانتصاره الأول عقب التوقف، وكذلك أظهرت إنبي بهذا الشكل المتوسط نوعًا ما، خاصة في الشوط الثاني وتراجع المستوى البدني للفريق البترولي بشكل ملحوظ.

مغامرة فايلر

لجأ المدرب السويسري للقلعة الحمراء لمغامرة فنية في بداية المباراة للتغلب على الغيابات الكثيرة في فريقه، وخاصة على مستوى الأجنحة الهجومية، بغياب حسين الشحات ورمضان صبحي ومحمود كهربا لأسباب مختلفة، بدأ اللقاء بطريقة 4-4-2 باعتماد أجاي ومروان محسن ثنائي هجومي، وأفشة على الجانب الأيمن وجيرالدو في الجانب الأيسر، عكس الطريقة المعتادة له دائمًا مع الفريق وهي 4-2-3-1.

ولكن مع تكتل إنبي ولعبه بطريقة دفاعية محكمة وغلق المساحات تمامًا، صعبت المهمة كثيرًا على الأهلي ولم تنجح مغامرة فايلر تلك لامتلاك إنبي منه منتصف الميدان، للكثرة العددية للاعبيه مما شل تحركات وهجمات الأهلي هجوميًا بشكل كبير، ليدرك المدرب السويسري الذكي سريعًا عدم نجاح مغامرته، ويعود لطريقته الصحيحة ليتغير شكل الأهلي تمامًا.

العودة للطريقة الصحيحة

فبعد أقل من نصف ساعة قرر فايلر العودة لطريقته المعهودة، باعتماد 4-2-3-1 بترحيل أجاي للجانب الأيسر وجيرالدو في الجانب الأيمن، ولعب أفشة في مركزه رقم 10 تحت المهاجم، وهنا تحول أداء الأهلي كثيرًا وبات أكثر خطورة واستعاد ذكريات التألق السابق وظهر بشكل أكثر خطورة.

وتنوعت هجمات الأهلي كثيرًا وكان أخطر في آخر ربع ساعة من الشوط الأول، وتألق حارس إنبي محمود جاد حال دون تقدم الأهلي في النتيجة، بالإضافة لنجاح أغلب لاعبي إنبي في تطبيق طريقة المدرب حلمي طولان الدفاعية البحتة، ليخرج من المباراة والشوط الأول دون تلقي أية أهداف وقد كان له ما أراد ولو بشكل مؤقت.

دفاع الزون وغلطة الشاطر

بلا شك عندما تواجه البطل والمتصدر وأكبر نادٍ بمصر وأفريقيا، وبعد فترة توقف طويلة، يكون الحل الآمن لأي مدرب لفرق الوسط في الدوري المصري، هو اللجوء لأسلوب دفاع الزون أو المنطقة، وغلق المساحات تمامًا واللعب كتلة واحدة حتى نصف الملعب، والانتقال في هجمة مرتدة مباغتة فقط كشكل هجومي لفريقه ويعتمد على الحظ فقط لهز شباك الأهلي، وهو ما طبقه طولان بتلك المباراة.

كما اعتمد على طريقة مصيدة التسلل بصعود دفاعه كاملاً عند أي هجمة طولية أو خلف الدفاع من قبل لاعبي الأهلي، وهي الأنسب لتك الفرق والتي لا يكون لديها لياقة بدنية كبيرة خاصة بعد التوقف تساعدها على المواجهة كصراعات والتحامات مع هجوم الأهلي، فهي طريقة موفرة للمجهود ومفيدة لكسر هجمات وخطورة الخصم، ولكنها خطرة للغاية فمع اي غلطة أو سرحان من قبل أحد لاعبيه يضربها الخصم ومن ثم يحرز هدف وينقلب كل شيء على رأس الفريق المطبق لها.

وهو ما حدث حرفيًا، في كرة الهدف الأول للأهلي الذي أحرزه لاعبه محمد هاني، الذي استغل خطأ مدافع إنبي الأيسر في التغطية وتطبيق مصيدة التسلل تلك بالشكل الأنسب ووضعها في الشباك برأسه من فوق حارس إنبي المتألق باللقاء، الهدف الذي فتح كل المباراة لفريقه نحو تحقيق فوزه الثمين.

تحليق بعيد في الصدارة

أهدى ذلك الفوز للنادي الأهلي فرصة أكبر للتحليق بعيدًا في صدارة المسابقة، حيث رفع رصيده إلى 52 نقطة من 18 مباراة فقط لعبها في البطولة، بفارق 18 نقطة كاملة عن أقرب ملاحقيه حاليًا على صدارة الترتيب الزمالك الذي لديه 34 نقطة من 17 مباراة لعبها.

مما يعني أن الطريق بات ممهدًا للفريق الأحمر كما كان متوقعًا للفوز بالمسابقة إذا استمر في هذا المنوال التصاعدي والفوز بالمباريات، كذلك ربما يحقق أرقاًما قياسية مميزة على صعيد عدد النقاط للبطل وكذلك الأهداف في نهاية المسابقة لم تحقق من قبل طوال تاريخ البطولة المصرية العريقة.