تشهد إثيوبيا، حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني في الفترة الأخيرة، بعد تهجير نحو 2 مليون من السكان في فترات سابقة بعضهم على أسس عرقية، وأخرى بسبب بناء سد النهضة على أراضي إقليم “بني شنقول”، مما أدى لتصاعد صوت المعارضة تجاه سياسيات رئيس الوزراء “آبي أحمد”، التي تصفها المُعارضة بأنها سياسات تحاول بناء حُكم مركزي، دون تمكين بقية الفصائل الإثيوبية من المشاركة في السياسة، فضلًا عن تدهور وضعهم المعيشي وتدهور الوضع الاقتصادي.
جوهر محمد
ومن أبرز المعارضين لسياسيات آبي أحمد على مدار السنوات السابقة، جوهر محمد، المعارض الذي يهدد عرش آبي أحمد، ويعتبرمن أبرز المعارضين في إثيوبيا، فتعتبره المجموعات الشبابية أبا روحيا للنضال، فهو يتمتع بشعبية كبيرة في أرجاء الأورومو، وقد أسس شبكة أوروميا الإعلامية، والتي كانت أول شبكة إعلامية ناطقة باسم الأورومو، كما ساند العديد من المنظمات الإثيوبية خارج إثيوبيا وداخلها، دعما لنهوض بالأحوار المعيشية لقبيلة الأورومو، كما أيد الاحتجاجات في إثيوبيا عام 2016 ودعا للتصعيد، مثيرا بذلك غضب السلطات وقتها التي صنفته قائدا للاحتجاجات.
“جوهر” أسس عدد من المنظمات الشبابية داخل إثيوبيا وخارجها، كما قام بالعديد من التظاهرات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في جنيف احتجاجا على سياسيات الحكومة الإثيوبية، قبل تولي “آبي أحمد” رئاسة الوزراء.
ومع تولي “آبي أحمد” رئاسة الوزراء، عاد “جوهر”، إلى إثيوبيا وواصل عملة السياسي بشكل أوسع، وأسس محطات تلفزيونية، وفي منتصف عام 2019 بدأ يعارض سياسات آبي أحمد، باعتباره أنه لم يحقق مطالب الأورومو رغم كونهم واحد منهم.
وبدأ “جوهر”، في الدعوة إلى تأسيس جماعة حزبية معارضة واحدة تناهض سياسات آبي أحمد، حتى ألقى القبض عليه في احتجاجات يونيو 2020، ويقبع جوهر حاليا في السجن، بعد اتهامه بأنه على صلة بمقتل شرطي أثناء الاحتجاجات التي اندلعت، إثر اغتيال المغني الشهير هاشالو هونديسا في العاصمة أديس أبابا.
وينفى أنصاره أي صلة له بمقتل الشرطي، ويتهمون رئيس الوزراء بسعيه للتخلص من جوهر محمد بسبب شعبيته المتنامية في الفترة الأخيرة
ميريرا جودينا
يعتبر ميريرا جودينا، رائد سياسيات المعارضة في إثيوبيا، فهو من أسس حزب “شعب الأورومو” المناهض لسياسات إقامة دولة مركزية، وهو حزب سياسي يحظى بشعبية كبيرة بين شعب الأورومو، ويكافح ذلك الحزب من أجل المساواة والإنصاف بين جميع الإثيوبيين.
بدأ نشاط الحزب منذ عام 2014، ولكن في عام 2018 ومع تولي “آبي أحمد” رئاسة الوزراء توقف الحزب عن المعارضة في انتظار تحقيق “آبي احمد” للوعود الخاصة بالأورمو، ولكن سرعان ما أدرك الحزب أن “آبي أحمد” ينتهج السياسيات السابقة، فدشن في نهاية عام 2018 حركة نابعة من الحزب تحت شعار “معا لضم الأورومو لإثيوبيا” للمطالبة بالمساواة بين الأورومو وبقية الإثيوبيين.
ومع الاحتجاجات الإثيوبية الأخيرة في نهاية يونيو الماضي، التي اشتعلت بسبب مغني الثورة الإثيوبية، تصاعد نشاط الحزب، وشارك في تلك الاحتجاجات، وأعلن الحزب في بيان رسمي في بداية يوليو الماضي عن اعتقال أكثر من 50 عضوا، على إثر الاحتجاجات الأخيرة دون الإفصاح عن أماكنهم من قبل السلطات الإثيوبية.
وأكد “جودينا” مناهضته لسياسيات “آبي أحمد”، قائلا “في البداية كنا نظن أن آبي أحمد هو المنقذ الذي سيحقق كل الطموحات الإثيوبية في المساواة، ولكن يبدو أن الشخص حين يصل إلى السلطة ينسى جماعاته ومن دعمه ومن أين جاء” وطالب بالإفراج عن أعضاء حزبه المحجوزين في السجون الإثيوبية، مشيرًا إلى أن هناك 5 من أعضاء الحزب معتقلين منذ عام 2015، ولم يتم الإفراج عنهم حتى الوقت الحالي.
جيرما بيكيلي
يعد جيرما بيكيلي، من أكبر المعارضين لسياسيات آبي أحمد الداخلية، داخل البرلمان الإثيوبي، فهو النائب البرلماني ورئيس المجلس المشترك للأحزاب السياسية والذي يمثل 107 جماعة معارضة داخل البرلمان الإثيوبي.
ودائمًا ما يعترض على قرارات آبي أحمد، فهو يرى أن رئيس الوزراء يسعى إلى تأسيس دولة مركزية، في حين إنهم يطالبون بعدالة قائمة على مساواة بين الشعب الإثيوبي وبين كافة الأقليات والأديان المتواجدة داخل إثيوبيا.
وفي عام 2019، كان بيكيلي من أول المعارضين على إقامة انتخابات في إثيوبيا، لوجود ثغرات قانونية، قد تؤدي إلى إثيوبيا لحالة من التناحر الاجتماعي بين القبائل المختلفة.
وفي مارس عام 2020، أبدى بيكيلي، تعاطفه مع الجانب المصري بشأن مشروع سد النهضة، داعمًا إكمال سد النهضة دون الإضرار بمصالح مصر أو السودان المائية، مشيرًا إلى أن الاعتداء على حقوق البلدان الصديقة قد ينشر الظلم والجهل داخل إثيوبيا، حسبما وصف في تصريحات صحفية لوكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية الناطقة باللغة الأمهرية.
هانو نيقا
يعتبر هانو نيقا، من أبرز رموز المعارضة الإثيوبية الحالية، فضلًا عن كونه محارب إثيوبي، فقد عاد إلى إثيوبيا في نهاية عام 2018، قادما من الولايات المتحدة، بعد نحو 13 عاما قضاها في قتال حكومة أديس أبابا انطلاقا من الأراضي الإريترية، وفور عودته عين رئيس لحركة “قنبوت سبات المعارضة”، التي تأسست منذ عام 2008.
ومع توليه رئاسة الحركة، قام بتدشين محطة تليفزيونية، تبث على التليفزيون الإثيوبي لتكون ناطقة باللغة الأمهرية وتعبر عن أهالي “قنبوت سبات”، ومع نهاية عام 2019 نقل نيقا، بث القناة لأمريكا تخوفا من غلقها في إثيوبيا بسبب تدشين بعض البرامج الحوارية التي تعارض لسياسيات “آبي أحمد”.
ويرفض سياسيات آبي أحمد الداخلية والخارجية في التعامل بعض الوقت مع أرتيريا، ويعيش نيقا حاليًا في أمريكا بعد تهديدات له بالقتل في إثيوبيا، وبعد صدور حكم قضائي من المدعي العام في إثيوبيا يفيد، بتورط الحركة في تقويض النظام الدستوري.