اهتمت الصحف الخليجية الصادرة، اليوم الإثنين، متابعة مأساة لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت، وانعقاد المؤتمر الدولى لمساعدة لبنان، والذي قدم مساعدات للبنان، وأكدت قبول لبنان تحقيق دولي فى انفجار بيروت، كما أبرزت طلب مجلس التعاون الخليجي تمديد حظر السلاح على إيران،
المجتمع الدولي يجبر لبنان على قبول تحقيق دولي في انفجار بيروت
أجبر المؤتمر الدولي الذي انعقد أمس الأحد، لبنان على قبول لجنة تحقيق دولية في الانفجار الضخم الذي وقع في الرابع من الشهر الجاري وأدى إلى تدمير جزء من بيروت. بحسب جريدة العرب اللندنية.
وقال بيان صدر عن المؤتمر إنّه ”بناء على طلب لبنان، إن المساعدة (الآتية) من تحقيق محايد وموثوق ومستقل في انفجار الرابع من أغسطس تشكل حاجة فورية وهي متوافرة“.
وقالت مصادر دبلوماسية أوروبية إن عبارة ”بناء على طلب لبنان“ تستهدف إنقاذ ماء وجه رئيس الجمهورية ميشال عون الذي كان اعتبر تشكيل لجنة تحقيق دولية ”مضيعة للوقت“.
وشددت الدول التي شاركت عبر الفيديو الأحد في مؤتمر مساعدة لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت على وجوب إيصال هذه المساعدة إلى السكان ”بشكل مباشر“ وفي إطار ”الشفافية“.
وقال ممثلو ثلاثين بلدا، بينهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، في بيان صدر في ختام المؤتمر إن ”المشاركين توافقوا على وجوب أن تكون مساعدتهم (…) منسقة بشكل جيد وبرعاية الأمم المتحدة، على أن تقدم مباشرة إلى الشعب اللبناني مع أكبر قدر من الفاعلية والشفافية“.
ودعا ماكرون المجتمع الدولي إلي ”التحرك سريعا“ لمساعدة لبنان بعد الانفجار الكبير الذي هز العاصمة بيروت، محذرا من ”العنف والفوضى“ فيما يتصاعد الغضب في البلاد ضد الطبقة السياسية.
وحض الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحكومة اللبنانية على إجراء تحقيق ”كامل وشفاف“ في انفجار مرفأ بيروت، بحسب بيان للبيت الأبيض عن مشاركته في المؤتمر الدولي لمساعدةلبنان الذي نظمته فرنسا.
وقالت الرئاسة الأميركية إن ترامب دعا إلى الهدوء في لبنان مع إقراره ب“مشروعية الدعوات التي أطلقها المتظاهرون السلميون إلى الشفافية والإصلاحات وتحمل المسؤوليات“.
وتعهدت بريطانيا وألمانيا بتقديم أكثر من 37 مليون دولار لإغاثة لبنان في ختام مؤتمر المانحين
بيروت نامت طويلاً بين الألغام واستفاقت على كابوس
تتطاير الستائر خارج المباني في هواء بيروت الطلق وقد تحررت من الزجاج الذي كان يحرسها قبل أن يتناثر شظايا في شوارع وبيوت مدينة أصبح كثير من منازلها بلا شرفات، وتتدلى منها عناقيد الخراب، بعد أسوأ انفجار تشهده في تاريخها. بحسب جريدة الخليج الإماراتية.
ويشعر سكان العاصمة المنكوبة بأن مدينتهم نامت بين الألغام لتستيقظ على كابوس ترك ندوباً وشقوقاً في عمرانها. فبخلاف تدمير مرفأ بيروت بشكل شبه كامل، تسبب الانفجار بانهيار أحياء قريبة بأكملها، وتضرر المناطق الأخرى، حيث شعر كل مواطن في العاصمة اللبنانية بأن التفجير وقع في منزله.
وفي جولة ميدانية بين أحياء متداعية من الجميزة، إلى الباشورة، ومنطقة المرفأ، وزقاق البلاط، وبرج أبو حيدر، والشرفات، والبسطة، وبشارة الخوري، بدت النوافذ عارية من زجاجها، والأسقف من قرميدها، وتدلت من بعضها أسياخ معدنية ملتوية، وتطايرت أسطح بعض الشقق السكنية فأصبحت مكشوفة للسماء. وكلما اقتربت من منطقة المرفأ اشتد هول المشهد، حيث بدت الأبنية كالهياكل العظمية، فيما الزجاج المهشم، والأثاث، وبقايا الدمار مكومة على جوانب الطرقات. وينتشر رجال الشرطة في المكان ويمنعون الناس من الاقتراب، أو المرور بجانب الأبنية الآيلة للسقوط.
ومنذ الكارثة، لا تزال الأشجار التي اقتلعها الانفجار والسيارات التي يغطيها الركام حبيسة الطرقات. وتعجز آليات إزالة الركام عن دخول بعض الطرقات في الجميزة، وشارع مار مخايلة، والعكاوي، التي يسدها بالكامل ركام الأبنية.
وبينما تتضح يوماً تلو الآخر معالم الكارثة التي اخترقت المنازل البيروتية، يجوب شوارع العاصمة المكلومة متطوعون يحملون المجارف للمساعدة في إزالة الحطام، وتتناثر في الطرقات كتب، وأدوية، وملابس، وأثاث، وأسقف قرميدية أثرية منهارة.
شهادات تقطر مرارة يحكيها من عاشوا الصدمة وهم يستعيدون هول ما حدث. يقف جوزيف الجب يلي (60 عاماً)، يعمل في شركة لبيع الأدوات المنزلية، مذهولاً مما شاهده لحظة الانفجار. ويشير الجبيلي إلى منزله قائلاً «بيتي في الطابق السادس على السطح.. عندما سمعنا الصوت الأول خرجت مع زوجتي إلى الشرفة المطلة على البحر، وحدث الانفجار الثاني.. عصف الانفجار دفع بي إلى الداخل مع الزجاج، والأبواب، والألومنيوم، وغبت عن الوعي. وعندما صحوت رحت أصرخ على زوجتي ولم أجدها لاكتشف لاحقاً أنها سقطت من الشرفة في الطابق السادس لتستقر عند شرفة الجيران في الطابق الرابع.. إصابتها بليغة، ولكن حالتها مستقرة، ولا تزال على قيد الحياة، وهذه معجزة فعلاً».
الشاب السوري مؤمن دركزنلي، قال وهو يلملم ما تبقى من أشيائه في الشارع :«أتيت من سوريا قبل أربع سنوات هرباً من الحروب هناك، واشتغلت في فرن هنا، وآخر ما أذكره أني شاهدت كتلة نار بحجم عشرة طوابق دفعتني على مسافة أمتار.. غبت عن الوعي، وعندما صحوت وجدت أن الجدران فتحت على بعضها بعضاً، بيني وبين الجيران، كأننا في منزل واحد». وتستعيد إلسا سعادة، اللحظة بكل تفاصيلها قائلة: «في البداية سمعنا صوتاً عميقاً، كأنه تسونامي لثوان قليلة، ثم صوتاً قوياً، كنا متأكدين أنه زلزال سيهد الكون، أو أنها نهاية العالم».
أما لورا فتملك محلاً لبيع الملابس التراثية في الجميزة، وتحكي بأسى ولوعة قائلة: «أنا فقدت بيتي، ومحلي، وانجرحت، ما عندنا درج نصعد عليه إلى بيتنا لنرى ماذا حل به، ولم يبق عندنا لا شباك، ولا باب، ولا سقف، ولا شرفة». وعلى مقربة من الجميزة يعمل نسيب الدنا في دكان تجاري قال: «عشنا كل فترات الحروب، ولا مرة وصلنا إلى هذا الدرك من المأساة، وصلنا إلى طريق مسدود. البحر أمامنا، والدمار وراءنا»
«أحد» الاستقالات.. يهز الحكومة اللبنانية
بينما كان مؤتمر الدعم الدولي لبيروت وللشعب اللبناني ينعقد افتراضياً، توالت أمس الاستقالات في لبنان على وقع الزلزال الذي خلفه انفجار مرفأ بيروت على المستويين الإنساني والسياسي. فقد قدمت وزيرة الإعلام منال عبدالصمد استقالتها، ولاحقاً أُفيد أن وزير البيئة دميانوس قطار قدّم خطياً استقالته إلى رئيس الحكومة حسان دياب قائلاً له: «رفاق ولادي ماتوا بانفجار بيروت وما بقدر اكمّل به المسؤوليات وبالوزارة». حسب جريدة القبس الكويتية.
على الصعيد النيابي، تقدم النواب نعمة إفرام وميشال معوض وديما جمالي وهنري حلو باستقالاتهم وسط حديث عن أن نواباً آخرين سيلتحقون بهم. وأعلن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، الذي ترأس وفد الكويت لمؤتمر مساعدة ودعم الشعب اللبناني تقديم الكويت مساعدات بـ41 مليون دولار.
وبرز موقف لافت لوزارة الخارجية السعودية التي قالت: «إن لبنان بحاجة ماسة إلى إصلاح سياسي واقتصادي وإن استمرار الهيمنة المدمرة لحزب الله يثير قلق الجميع، فالكل يعرف سوابق هذا الحزب باستخدام المواد المتفجرة وتخزينها بين المدنيين». واعتبر الرئيس الفرنسي الذي رعى المؤتمر أن من واجب القوى العالمية دعم الشعب اللبناني الذي بات مستقبل بلاده على المحك. أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب فقد شدد على وجوب معرفة من يقف وراء هذا الانفجار والسبب، وهل كان بالفعل حادثاً أم لا. وتوافق المؤتمرون على أن مساعداتهم ستكون منسّقة جيداً تحت قيادة الأمم المتحدة، وأن تُسلَّم مباشرة إلى الشعب اللبناني. وورد في البيان الختامي «بناء على طلب لبنان، أن المساعدة من أجل تحقيق محايد وموثوق ومستقل في انفجار الرابع من أغسطس تشكّل حاجة فورية وهي متوفّرة، والشركاء مستعدون لدعم النهوض الاقتصادي والمالي للبنان، ممّا يستدعي، في إطار إستراتيجية لتحقيق الاستقرار، التزام السلطات اللبنانية بالكامل القيام سريعاً بالإجراءات والإصلاحات التي يتوقّعها الشعب اللبناني». وأعلن ماكرون عن تعهدات بنحو 253 مليون يورو على المدى القصير لمساعدة لبنان.
طلب خليجي موحّد بتمديد حظر السلاح على إيران
قدم الأمين العام لـ«مجلس التعاون لدول الخليج العربية» نيابة عن الدول الست الأعضاء في المجلس (السعودية والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان وقطر) طلبا إلى مجلس الأمن الدولي بتمديد حظر نقل الأسلحة من وإلى إيران.بحسب جريدة الشرق الأوسط.
الطلب جاء في رسالة بعث بها الدكتور نايف الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلى مجلس الأمن نظرا لاستمرار «إيران في تسليح التنظيمات والحركات الإرهابية»، مؤكدة أن تمديد الحظر ضمان وصون لأمن واستقرار المنطقة والعالم. وطالبت الرسالة بتمديد أحكام ملحق قرار مجلس الأمن رقم 2231 بشأن تقييد نقل الأسلحة التقليدية من وإلى إيران الذي سينتهي في 18 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وأشار الحجرف في رسالته إلى استمرار إيران في نشر الأسلحة في المنطقة وتسليح التنظيمات والحركات الإرهابية والطائفية، وعدم التزامها منذ صدور قرار مجلس الأمن رقم 2231 في عام 2015 الامتناع والكف عن التدخل المسلح في دول الجوار، مباشرة وعن طريق التنظيمات والحركات التي تقوم بتسليحها وتدريبها، مؤكدا أن كل هذا «يجعل من غير الملائم رفع القيود عن توريد الأسلحة من وإلى إيران إلى أن تتخلى عن أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة وتتوقف عن تزويد التنظيمات الإرهابية والطائفية بالسلاح».
«الوفاق» لن تجرؤ على مهاجمة سرت والجفرة
استبعد محللون غربيون أن تُقْدِم حكومة الوفاق التي يترأسها فايز السراج على شن هجوم باتجاه سرت والجفرة، مهما كانت الضغوط التركية، في ضوء أن حدوث ذلك قد يؤدي إلى تحول «الحرب بالوكالة الدائرة في ليبيا»، إلى مواجهة مباشرة بين الأطراف الخارجية المعنية بالملف الليبي. بحسب جريدة الاتحاد الإماراتية. بحسب جريدة الاتحاد الإماراتية.
وأوضح المحللون في تصريحات لصحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أن نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى من وراء ضغوطه على السراج لإطلاق هجوم على سرت والجفرة إلى «أن يحقق حلفاؤه مكاسب واضحة على الأرض، كي يحصل هو على أوراق ضغط لها قيمتها في أي مفاوضات بشأن مستقبل ليبيا»، مؤكدين في الوقت نفسه أن ذلك «أمر محفوف بالمخاطر»، في ضوء قدرة الجيش الوطني الليبي على التصدي لأي تحركات لميليشيات الوفاق. وكشف محللون عسكريون أتراك النقاب مؤخراً عن أن نظام أردوغان يمارس ضغوطاً في الوقت الحاضر، على حكومة السراج لدفعها لاستئناف العمليات العسكرية ضد الجيش الوطني الليبي، بهدف السيطرة على مدينة سرت الاستراتيجية، بوابة منطقة الهلال النفطي، وكذلك قاعدة «الجفرة»، التي تُوصف بثاني أكبر القواعد الجوية في ليبيا، وتقع على بعد نحو 300 كيلومتر من تلك المدينة الساحلية.
وبدت هذه التصريحات إشارة واضحة، إلى ما قاله وزير الخارجية التركي مراد تشاووش أوغلو في تصريحاته للصحيفة البريطانية، من أن حكومة السراج لن توافق على وقف إطلاق النار مع الجيش الوطني، ما لم ينسحب من سرت والجفرة، وتلميحات الوزير التركي بأن أنقرة تدعم ذلك الموقف المتعنت، واصفاً إياه بـ«المشروع والمعقول». وفي تصريح هو الأول من نوعه على هذا المستوى منذ الغارات التي ضربت قاعدة «الوطية» الجوية الاستراتيجية غربي طرابلس الأسبوع الماضي، أقر تشاووش أوغلو بوجود «عناصر» تابعة لبلاده في القاعدة خلال تعرضها للهجوم، الذي أسفر بحسب تقارير مستقلة، عن وقوع قتلى وجرحى وتدمير منظومة دفاع جوي تركية.
وفي تصريحات أدلى بها لصحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، زعم تشاووش أوغلو أن العسكريين الأتراك، الذين كانوا يرابطون في القاعدة خلال تعرضها للهجوم، لم يكونوا سوى «فريق من المدربين والخبراء الفنيين».