هزت في الآونة الأخيرة أزمة جديدة أركان ملعب التتش التاريخي للنادي الأهلي بالجزيرة، والمتعلقة بنجم الفريق رمضان صبحي والذي انتهت إعارته من قبل فريقه هدرسفيلد الإنجليزي أول أغسطس الجاري وطلب ناديه عودته، ولكنه فاجئ الجميع مؤخرًا برغبته في الانتقال لنادي بيراميدز وخيانة الأهلي الذي يحتاج بشدة لخدماته بالوقت الحالي، وطلب شراء عقده من ناديه الإنجليزي، الذي راوغ بعدة عروض للاعب ليعلي المزاد على المارد الأحمر، ويفوز بأعلى ربح من وراء صفقة ناشئ الأهلي السابق.

الأمر الذي جعل الفريق يستبعده من حساباته خلال الفترة المقبلة، بحسب تصريح أمير توفيق مدير التعاقدات بالنادي، الذي أكد أن رمضان أخبره برغبته في الرحيل لبيراميدز وعدم الاستمرار مع الأهلي تليفونيًا، ليكون قد خدع الأهلي طوال الفترة الماضية بحديثه عن رغبته أولاً في الاحتراف الخارجي وهو ما أخبر به محمود الخطيب رئيس النادي، وثانيًا بعدم اللعب لغير الأهلي محليًا، ثم الصدمة باتفاقه مع بيراميدز على اللعب له واتفاقه على كل التفاصيل المادية في عقده معهم مقابل ٨٠ مليون يورو في ٣ مواسم، بل وأخذ مقدم التعاقد بالفعل.

الأمر الذي يعتبره قطاع كبير من جماهير الأهلي خيانة للفريق، خاصة في هذا التوقيت الحرج الذي يمر به الفريق، من عودة الدوري واستعداده لحسم المسابقة والأهم اللعب في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا شهر سبتمبر المقبل أمام الوداد المغربي، وهي البطولة التي يتوق الجميع للفوز بها بعد غياب عن حمل كأسها منذ عام 2013 الماضي، وبالتالي وقع رمضان ضحية بين الانتماء للأهلي الذي صنعه وأعاده للتألق بعد فترة خفوت تام بالاحتراف بالدوري الإنجليزي، وبين رغبته في جمع الأموال فقط وإضاعة تاريخه ومستقبله بالقلعة الحمراء وخسارة دعم وتعاطف جماهيرها العريضة بالذهاب لبيراميدز.

كذب وخيانة الأهلي

كانت مصادر مقربة من نجم الأهلي أوضحت رغبته الواضحة في خوض تجربة الاحتراف ثانية للتألق والرد على المشككين في قدراته لعدم نجاحه بتجاربه السابقة في إنجلترا، وأعلن الكابتن إكرامي الكبير، نجم الأهلي السابق ووالد زوجة رمضان، أن اللاعب رغبته الأولى هي الاحتراف الخارجي وتأكيد أنه يستحق فرصة أخرى لإثبات قدراته بالقارة العجوز.

الأمر الذي وضع الكل في الأهلي في مأزق، خاصة أن رمضان أحد الأعمدة الرئيسية ونقاط قوة الفريق بالفترة الأخيرة، ما يعني أنه يرغب بالرحيل في هذا الوقت الصعب للنادي والنظر لمصلحته البحتة دون التفكير في شئون ناديه الذي صنعه ويحتاجه بالوقت الحالي، ولكنه كان يكذب في كل هذا وانكشف ذلك جليًا بعد موافقته على عرض بيراميدز المغري.

وساهم ذلك في قلب بعض جماهير الأهلي ضده، وظهر ذلك جليًا في أغلب وسائل التواصل الاجتماعي وهجوم شديد على اللاعب لموقفه الأخير، ولمجرد أنه أعلن فقط رغبته في الرحيل لبيراميدز العودة وعدم البقاء مع الأهلي هذا الموسم رغم ظروف كورونا والتوقف وخلافه.

توقيت صعب وتكرار خطأ الحضري

بلا شك أنه أحد أهم الاعمدة الرئيسية بالأهلي وكذلك منتخب مصر، فهو لاعب لا غنى عنه ويتمتع بقدرات وإمكانات كبيرة وكذلك خبرات جيدة اكتسبها طوال السنوات السابقة وفي فترة الاحتراف كذلك، فيحتاجه الأهلي بشدة خلال تلك الفترة لحسم بطولة الدوري وكذلك البطولة المرتقبة من الجميع دوري الأبطال والتي وصل المارد الأحمر لنصف النهائي بها ويتمنى التتويج بلقبها هذا العام.

الأمر الآخر هو غياب عدة نجوم مؤثرة في مركزه، مثل حسين الشحات لإصابة طويلة تعرض لها، وكذلك محمود كهربا للإيقاف حتى نهاية الموسم بالدوري، وبالتالي صعوبة تعويضه وسيترك وراءه نقص شديد في هذا المركز وبالتالي سيضعف من قوة الفريق قبل المعارك المهمة المنتظرة لاسيما أمام الوداد المغربي ببطولة أفريقيا، وهو الأمر الذي أشبه بفترة هروب الحضري لسيون في ٢٠٠٨ ولن يسامحه الجمهور طويلاً على ذلك.

دهاء بيراميدز وخداع رمضان

الأمر الآخر الذي أثار غضب جماهير الأهلي في تلك القصة كذلك، هو تأكيد نادي هدرسفيلد قبل أيام قليلة وصول عرض بقيمة 5 ملايين يورو من قبل نادٍ مصري لمنافسة الأهلي على شراء رمضان، وهو مبلغ كبير للغاية على الأهلي وكذلك واضحة نية ذلك الفريق الذي كشفت بعض المصادر أنه بيراميدز، لضم نجم الأهلي الأبرز ومن ثم توجيه ضربة قوية لغريمه تغضب جماهير القلعة الحمراء كثيرًا.

ولكن تصريحات رمضان نفسه بأنه لن يلعب في مصر إلا للأهلي هدأت من تلك الحدة ولو قليلاً، ولكنها كشفت خداعه للنادي وجماهيره بعد كذبه مؤخرًا ومتاجرته باسم الأهلي والاتفاق مع بيراميدز، وتكرار تجارب سيئة مثل عصام الحضري وإبراهيم سعيد وأخيرًا عبد الله السعيد الذي انتقل لبيراميدز بالفعل.