توصلت إسرائيل والإمارات إلى اتفاق، اليوم “الخميس” لتطبيع كامل للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بوساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
الاتفاق ينص على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية من الضفة الغربية، ووضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك بين إسرائيل والإمارات وصولا إلى علاقات ثنائية“.
ويمثل هذا ثالث اتفاق للتطبيع بين إسرائيل والدول العربية منذ إعلان دولة إسرائيل عام 1948. إذ كانت مصر قد وقعت أول اتفاق ثنائي مع إسرائيل عام 1979، تلتها الأردن عام 1994.
جاء الاتفاق بعد سلسلة من المناقشات المطولة بين إسرائيل والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، وسط تأكيدات من الرئيس الأمريكي إن اتفاقات مماثلة قيد النقاش مع دول أخرى في المنطقة.
وكشف ترامب عن أن الولايات المتحدة الأمريكية تناقش ذلك بالفعل مع دول أخرى، وقال “دول قوية جدا، دول جيدة جدا تريد أن ترى السلام في الشرق الأوسط، وبالتالي على الأرجح سترون المزيد مثل ذلك… هناك أشياء تحدث لا يمكنني التحدث عنها لكنها إيجابية للغاية“.
وذكر بيان مشترك صدر عن الدول الثلاث إن الزعماء” اتفقوا على التطبيع الكامل للعلاقات بين إسرائيل والإمارات“. وأشار البيان إلى أن وفودا من إسرائيل والإمارات ستجتمع في الأسابيع المقبلة لتوقيع اتفاقات ثنائية في مجالات الاستثمار والسياحة ورحلات جوية مباشرة والأمن والاتصالات وملفات أخرى. ومن المتوقع أن تبدأ الدولتان قريبا في تبادل السفراء والبعثات الدبلوماسية.
وقال البيان “نتيجة لهذا الانفراج الدبلوماسي وبناء على طلب الرئيس ترامب وبدعم من دولة الإمارات، ستتوقف إسرائيل عن خطة ضم أراض فلسطينية وفقا لخطة ترامب للسلام، وتركز جهودها الآن على توطيد العلاقات مع الدول الأخرى في العالم العربي والإسلامي. وإذ تؤمن كل من الولايات المتحدة ودولة الإمارات وإسرائيل بإمكانية تحقيق إنجازات دبلوماسية إضافية مع الدول الأخرى، فإنها ستعمل معا لتحقيق هذا الهدف“.
وكتب ترامب في تغريده” انفراجه ضخمة اليوم! .. اتفاق تاريخي للسلام بين دولتين صديقتين عظيمتين لنا هما إسرائيل والإمارات“.
وقال ترامب بعد 49 عاما ستقوم إسرائيل والإمارات بتطبيع علاقاتهما الدبلوماسية بالكامل. ستتبادلان السفراء والبعثات الدبلوماسية ستبدآن تعاونا في شتى المجالات“.
ووصف مسؤولون أمريكيون الاتفاق، الذي سيعرف باتفاق أبراهام، بأنه الأول من نوعه منذ وقعت إسرائيل والأردن معاهدة سلام عام 1994. ومن شأن الخطوة أن تمنح ترامب إنجازا في السياسة الخارجية في وقت يسعى فيه لإعادة انتخابه رئيسا في تصويت يجرى في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني.
وفي أول تعليق له على الاتفاق، قال نتنياهو على تويتر إن ذلك” يوم تاريخي لدولة إسرائيل“. وأضاف إن الاتفاق الذي تم بوساطة أمريكية، بين إسرائيل والإمارات، لافتا إلى أن هناك دول عربية وإسلامية ستنضم إلى دائرة السلام. بعد “سلام كامل ورسمي” مع دولة الإمارات.
وقال ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد في اتصالي الهاتفي مع الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين) نتنياهو، تم الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية. كما اتفقت الإمارات وإسرائيل على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولا إلى علاقات ثنائية“.
وأضاف البيان” من شأن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي أن يعزز السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو شهادة على الدبلوماسية الجريئة والرؤية التي تحلى بها القادة الثلاثة، وعلى شجاعة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لرسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة في المنطقة“.
وقال مبعوث الولايات المتحدة المختص بالملف الإيراني برايان هوك إن الاتفاق يمثل” كابوسا“لإيران ولجهودها ضد إسرائيل في المنطقة.
وكان البيان يشير إلى خطط نتنياهو إعلان بسط سيادة إسرائيل على أراض في الضفة الغربية بما اتسق مع رؤية في خطة أمريكية للسلام كشف عنها ترامب في يناير كانون الثاني.
وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن الاتفاق يضع تصورا لمنح المسلمين إمكانية أكبر للوصول للمسجد الأقصى في القدس القديمة من خلال السماح برحلات طيران مباشرة من أبو ظبي إلى تل أبيب.
وستقوم دولة الإمارات وإسرائيل على الفور بتعزيز التعاون وتسريعه فيما يتعلق بمعالجة وتطوير لقاح لفيروس كورونا المستجد. ومن خلال العمل معاً، وستساعد هذه الجهود في إنقاذ حياة الجميع بصرف النظر عن ديانتهم في جميع أنحاء المنطقة.
وسيواصل الطرفان جهودهما في هذا الصدد للتوصل إلى حل عادل وشامل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وبحسب خطة السلام، يجوز لجميع المسلمين أن يأتوا لزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، وينبغي أن تظل الأماكن المقدسة الأخرى في القدس مفتوحة أمام المصلين من جميع الأديان.
وأشاد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي بالاتفاق الإماراتي الإسرائيلي على وقف ضم الأراضي الفلسطينية. وقال في تغريده على موقع تويتر: “تابعت باهتمام وتقدير بالغ البيان المشترك الثلاثي بين الولايات المتحدة الأميركية ودولة الإمارات العربية الشقيقة وإسرائيل حول الاتفاق علي إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، واتخاذ خطوات من شأنها إحلال السلام في الشرق الأوسط، كما أثمن جهود القائمين علي هذا الاتفاق من أجل تحقيق الازدهار و الاستقرار لمنطقتنا.”
قال وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد، إن اتفاق وقف ضم الأراضي الفلسطينية، انفراج كبير في العلاقات العربية الإسرائيلية، وإنجاز دبلوماسي مهم. واعتبر إن إعلان دولة الإمارات والولايات المتحدة وإسرائيل عن اتفاق يوقف ضم الأراضي الفلسطينية، إنجاز دبلوماسي مهم ويفتح آفاقا جديدة للسلام والاستقرار في المنطقة.
ردود الفعل في الداخل الفلسطيني
وصفت حركة حماس الاتفاق الأمريكي الإسرائيلي الإماراتي بالـ “خطير”، واعتبرته بمثابة مكافأة مجانية للاحتلال الإسرائيلي على جرائمه وانتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني. وقالت الحركة إن “المستفيد الوحيد من هذا الاتفاق هو العدو الإسرائيلي”، مضيفة أنه “سيشجع على ارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات بحق شعبنا ومقدساته“. وأدانت الحركة كل شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل، واعتبرته طعنة في خاصرة القضية الفلسطينية.
وشجبت حركة الجهاد الإسلامي بشدة هذا الاتفاق، واعتبرت التطبيع “استسلاما وخنوعا ولن يغير من حقائق الصراع بل سيجعل الاحتلال أكثر إرهابا“.
ذكر بيان أصدره المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني أن محمود عباس يرفض ويستنكر الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل.
وقال نبيل أبو ردينة” تعلن القيادة الفلسطينية رفضها واستنكارها الشديدين للإعلان الثلاثي الأمريكي، الإسرائيلي، الإماراتي، المفاجئ، مقابل ادعاء تعليق مؤقت لمخطط ضم الأراضي الفلسطينية وبسط السيادة الإسرائيلية عليها“. وأضاف أن الاتفاق” خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية“.
وصفت حنان عشراوي الاتفاق بين إسرائيل والإمارات لتطبيع العلاقات بأنه” تخل كامل “عن الفلسطينيين.