تعجب كثيرون من قرار الدولي المصري محمد صلاح هداف ليفربول الإنجليزي، بالبقاء مع فريقه بالموسم المقبل، بعدما حقق كل البطولات الكبرى لفريقه واحتلاله صدارة هدافي الدوري بالموسمين الماضيين وهداف الفريق بالثلاثة المواسم الأخيرة.

طالب قطاع كبير من الجماهير صلاح بالانتقال لأحد قطبي إسبانيا ريال مدريد وبرشلونة، لإحداث نقلة أكبر في مسيرته ويكتسب شعبية أكبر وفرصة عظيمة لتحقيق مزيد من الألقاب، ويشرف مصر والعرب أكثر وأكثر، ولكنه اختار البقاء موسمًا آخر على الأقل.

فهل قراره ذلك مفيد أم ضار له ولمسيرته الكروية؟ رغم ما تعودنا منه على اتخاذ القرارات الصائبة دائمًا خلال مسيرته، ولعل أبرزها بالرحيل عن تشيلسي معارًا إلى الدوري الإيطالي من بوابة فيورنتينا ثم روما، والتألق ثانية ثم العودة للبريميرليج من بوابة ليفربول ومعانقة كل المجد رفقة الريدز.

وهو ما نستعرض عوامل تدعم صحة قراره وأخرى لا تدعمه في النقاط الآتية، خاصة أن ريال مدريد كشفت تقارير عديدة عن اهتمامه بصلاح رفقة زميله بالفريق ساديو ماني أفضل لاعب في أفريقيا العام الماضي.

تفادي خطأ هازارد

ربما الموسم الصعب الذي عاشه البلجيكي إيدين هازارد في ريال مدريد بعدما انتقل إليهم من تشيلسي، كان ملهمًا للفرعون وهو صديق مقرب من الجناح البلجيكي في أن ينتظر ولا يستعجل القرار والانتقال لنادٍ أكبر في مسيرته لاسيما هذا الموسم، وسط كل الاستثناءات التي شهدها بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد، فكان الغياب التام لهازارد سواء للإصابة أو عدم التأقلم وضعف مستواه وتعرضه لانتقادات كثيرة، خير إلهام لصلاح بعدم الوقوع في خطأه وتسرعه هذا والبقاء لموسم اخر رفقة فريقه.

فالبقاء على نفس الظروف مع تألق أكبر مع ليفربول بالموسم الجديد، قد يدعمه أكثر ويثقل ثقته بنفسه ويعزز فرصه بشكل أكبر للانتقال لواحد من العملاقين بالصيف المقبل، خاصة لو فاز بلقب الهداف مرة أخرى، وكذلك سيزيد قيمته السوقية وسعره في السوق، وبالتالي يكون على موعد مع صفقة قياسية تدخله التاريخ من باب جديد في الميركاتو.

الاستمرار في الفوز بالألقاب

الاستمرار مع ليفربول مع نفس الظروف والمدرب ومجموعة اللاعبين الرائعة تلك، قد يجعله يفوز بمزيد من الألقاب، خاصة كأس إنجلترا الذي لم يحصل عليه قط، وحينها سيكون فاز بكل بطولات إنجلترا ويخوض تحدٍ جديد بعدها بعد تحقيق كل شيء في بلاد الضباب، كما أن المخاطرة مع واحد من قطبي الليجا قد لا يفوز معه بالليجا أو أي لقب، وبالتالي سيكون ندم كبير إذا ما فاز الليفر بأحد الألقاب المهمة بدونه.

كذلك صلاح يعد المعشوق الأول لجماهير الريدز، وتتغنى له دونًا عن باقي نجوم الفريق بأغنية خاصة، لتألقه الكبير على مدار 3 سنوات بالقميص الأحمر الشهير، وبالتالي هناك علاقة خاصة تجمعه مع الجماهير وسيكون من الصعب عليه التفريط بها بهذا الشكل السريع، قبل أن يحقق معهم ولهم كل الألقاب والبطولات الممكنة، وحينها سيكون رحيله منطقيًا دون غضب كبير منهم وسيظل في وجدانهم للأبد حتى بعد نهاية مسيرته الكروية تمامًا، كما فعلت مع نجوم أخرى مثل جيرارد وكاراجير.

موسم بلا تألق وتقدم بالعمر

العامل الأسوأ لصلاح، والذي قد يجعل قراره بعدم الرحيل هذا الصيف ضارًا، هو أن يمر بموسم سيء للغاية، على مستوى الألقاب الجماعية مع الفريق، أو على المستوى الفردي كلقب الهداف أو أفضل لاعب بالبطولة ولا يقدم المردود الكبير المعهود منه، وبالتالي سيقل كثيرًا من قيمته السوقية، خاصة مع تقدمه عامًا في العمر ليصل إلى عامه التاسع والعشرين، وهو أمر يقلل فرصه في الانضمام لفرق الصفوة مثل البارسا والريال اللذان يفضلان نجومًا أصغر في مركزه.

فإذا ما لم يقدم الفرعون مستوى مشابه لما قدمه بالسنوات الثلاثة الأخيرة، قد يضعه ذلك في مأزق كبير حول فرصه في الانتقال لفريق أكبر من ليفربول خارج إنجلترا، وبالتالي هنا يكون قد اتخذ القرار الخطأ هذا الصيف بعدم اغتنام الفرصة والرحيل وهو في أوج تألقه، بدلاً من المخاطرة وتقديم مستوى متوسط عكس المواسم السابقة ويبعده ذلك عن حلم الانتقال لقطبي الليجا، وهنا يكون الاختبار الحقيقي لصلاح بالموسم الجديد، فعليه بتألق فريد آخر ليحافظ على نجوميته بالفريق الإنجليزي في المرتبة الأولى، ويستمر معشوق الجماهير الأول، ثم زيادة فرصه في الانتقال بالميركاتو الصيفي المقبل لفريق أكبر وتحقيق قفزة كبيرة في مسيرته الكروية المميزة.