في أول رد فعل شبعي، أعلن عدد من الكتاب والفنانين العرب والفلسطينيينـ مُقاطعة أي فعاليات مرتبطة بدولة الإمارات، احتجاجًا على اتفاق إسرائيل والإمارات  تطبيع العلاقات بين البلدين، أمس الأحد، وتضامنا مع الشعب الفلسطيني.

 ومن بين الكتاب والفنانين المشاركين في حملة المقاطعة، الشاعر الفلسطيني أحمد أبو سليم الذي سحب روايته من التنافس على الجائزة العالمية للرواية العربية المعروفة في الأوساط العربية باسم “بوكر العربية”. كما سحبت الكاتبة المغربية الزهراء رميج روايتها “قاعة الانتظار” من التنافس على جائزة الشيخ زايد.

وجائزة البوكر العربية، جائزة عالمية تختص بالأدب العربي، أنشئت في عام 2007 في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يوجد مقرها، وتُنظم بتمويل من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وبرعاية من مؤسسة جائزة بوكر البريطانية. ومن أبرز من حصل على الجائزة يوسف زيدان وبهاء طاهر من مصر.

وقال الكتاب، إنهم يعبرون بخطوتهم عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، ودعوا الكتاب والفنانين الآخرين إلى أن يحذوا حذوهم.

ومن بين المقاطعين أيضًا المصور الفلسطيني محمد بدارنه الذي أعلن انسحابه من المشاركة في معرض “وجهة نظر 8” الذي من المقرر إقامته يوم 29 أغسطس/آب في الإمارات. وأعلن الروائي المغربي أبو يوسف طه كذلك الانسحاب من التنافس على جائزة الشيخ زايد.

وجائزة الشيخ زايد للكتاب هي جائزة أدبية إماراتية تُقدم سنويا منذ 2007 وترعاها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وتُمنح للمبدعين من المفكرين والناشرين والشباب عن مساهماتهم في مجالات التأليف والترجمة في العلوم الإنسانية، التي لها أثر واضح في إثراء الحياة الثقافية والأدبية والاجتماعية وذلك وفق معايير علمية وموضوعية. سُميت الجائزة نسبة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الرئيس السابق للإمارات العربية المتحدة. وتبلغ القيمة المادية للجائزة سبعة ملايين درهم.

وكان محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي قد أعلن أن الإمارات العربية المتحدة وافقت على وضع خريطة طريق لإعادة العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، وقد أثار الاتفاق ردود فعل متباينة، ما بيت الترحيب العالمي والعربي للاتفاق، والرفض والاتهامات بالخيانة من الجانب الفلسطيني.

من جانب أخري، بدأت الإمارات في خطوات التطبيع التجاري سريعا، وأعلنت شركة “أبيكس” الإماراتية الوطنية للاستثمار أمس السبت توقيع اتفاق تجاري مع مجموعة “تيرا” الإسرائيلية لتطوير الأبحاث والدراسات الخاصة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19“.

وقال خليفة يوسف خوري، رئيس مجلس إدارة شركة “أبيكس “يسعدنا أن نبدأ التعاون مع مجموعة “تيرا” الإسرائيلية والذي يشكل باكورة الأعمال لفتح التجارة والاقتصاد والشراكة الفعالة بين قطاعات الأعمال الإماراتية والإسرائيلية لما فيه المنفعة والخير وخدمة الإنسانية عبر تعزيز الأبحاث والدراسات الخاصة بفيروس كورونا“.

من جانبه صرح أورين ساديف، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة “تيرا”: “يسرنا التعاون مع شركة “أبيكس” الوطنية للاستثمار ونأمل أن نحقق من هذا التعاون الأهداف المنشودة والتي تعود بالمنفعة الاقتصادية على الجميع خصوصا في هذه الظروف الاستثنائية مع انتشار فيروس كورونا المستجد في مختلف أنحاء دول العالم“.

ويهدف الاتفاق بين الشركتين إلى تطوير وتعزيز الأبحاث والدراسات الخاصة بفيروس كورونا، إضافة إلى تطوير جهاز فحص كورونا للمساهمة في تسريع عملية الفحص وتسهيلها وتوفيرها بدقة عالية لجميع أفراد المجتمع وفق أفضل الممارسات العالمية.

وتعتبر “شركة أبيكس الوطنية للاستثمار” شركة استثمارية تعنى بالاستثمارات العامة وشتى القطاعات، ومنها القطاع الصحي الذي ركزت عليه مؤخرا من خلال إنشاء المستشفيات الميدانية وتجهيزها بأحدث المعدات اللازمة المطابقة لأعلى المعايير الدولية كما تعمل وتساهم في إيجاد الحلول لتطبيق الإجراءات الاحترازية التي فرضتها جائحة كورونا، إضافة إلى العمل على جمع البيانات الميدانية لتدعيم المختبرات من أجل دراساتهم البحثية والمخبرية في تطوير لقاح للتصدي لجائحة كورونا.

كما تعد “مجموعة تيرا” التي تأسست في عام 2003 جزءا من معهد وايزمان للعلوم في إسرائيل ولديها استثمارات في البحث والتطوير، وتضم مجموعة كبيرة من العلماء المشهورين عالميا، وهي شركة تقنية تركز على اختبارات فحص كورونا السريعة والآمنة من خلال التنفس وبدقيقة واحدة عبر أجهزة فحص “تيرا” مما يوفر نتائج فورية وبتكلفة فعالة ويساهم في سرعة الحصول على نتائج تسمح بعودة النشاط لمختلف القطاعات