على عكس الصورة المُتحضرة التي رُسمت عنها، واعتمدها المجتمع كذبًا، تُعاني المرأة اليهودية من حياة العبودية والاضطهاد والنظرة الدونية، المفروضة عليها في مجتمعها المُتزمت.
فخلف كواليس التحضر والتمدن والرقي بالمجتمع اليهودي، يتوارى مجتمع آخر تسوده العنصرية والرجعية والحط من مكانة المرأة واستعبادها لتحقيق مساعي الرجل اليهودي، وهو ما نُزيح عنه الستار فى سطورنا التالية، بعد إزالة مساحيق التجميل والكشف عن الوجه القبيح لمجتمع اليهود.
تُمنع المرأة اليهودية من دخول المعابد باعتبارها “نجس” لا يجوز أن تدخل الأماكن المُقدسة
“عورة ونجس وخطيئة” وأشياء أخرى
تنقسم حياة اليهوديات فى المجتمع الصهيوني، إلى قسمين، الأول يحمل الصورة الجميلة للمرأة اليهودية المُتحضرة التي تعتلي المناصب وتحصل على حقوقها، وتُشارك فى إقامة دولة الاحتلال الصهيونية، وهو الجزء الموجه للعالم للحصول على التعاطف مع مجتمع يدعي القضاء على الرجعية وإقامة دولة النهضة والتقدم، وغالبًا ما يكون هؤلاء يهوديات الاشكيناز “القادمات من الغرب”.
أما الصورة الثانية، والتي يُجاهد المجتمع الصهيونى لاخفاؤها، هي المرأة المستعبدة التي يُمارس ضدها جميع أشكال الاضطهاد والقهر، وهن فى الغالب اليهوديات الشرقيات.
وتخضع المرأة اليهودية، لأحكام جماعة “الحريديم”، وهى جماعة يهودية مُتطرفة تُمارس كافة أشكال العنصرية ضد المرأة وتحط من قدرها وتعلي النزعة الذكورية بين اليهود
من الممارسات التي تعاني منها المرأة فى مجتمع اليهود، منعها من استخدام المواصلات العامة، إلا بأحكام مُعينة، حيث يفرض عليها استخدام الأماكن الخلفية لوسائل المواصلات، أما المُقدمة تستخدم للرجال فقط، وألزمت جماعة “الحريديم” شركات النقل والمواصلات بعمل أتوبيسات “حلال” يُمنع فيها الاختلاط بين الرجال والنساء، وفي حال رفضت أي سيدة الامتثال لتلك الأوامر يتم سبها والاعتداء عليها لفظيًا ومنعها من ركوب المواصلات العامة.
كما تُجبر المرأة اليهودية، على السير فى مسارات معينة بعيدًا عن الرجال، وإلا تتعرض للهجوم من قبل مجموعات الحرييات والتي تم تشكيلها من “الحريديم” للتأكد من التزام النساء باحكامهم فى الطرقات العامة، ليس فقط فيما يخص حدود السير والحركة، ولكن أيضا الملابس، والتي يُشترط أن تكون محتشمة، ولا تُظهر أي جزء من المرأة، وفي واقعة شهيرة، قامت الحريديم بالاعتداء على فتاة صغيرة كانت ترتدي تنورة قصيرة أثناء توجهها للمدرسة، كما تم تسجيل العديد من حالات الاعتداء على نساء عبر رشهم بالرذاذ الفلفل والبصق عليهن نتيجة ارتدائهن ملابسًا مفتوحة.
ليس هذا فحسب، بل تعانى المرأة اليهودية، من منعها من استخدام مساحيق التجميل، ومن تُعارض ذلك، تقع عليها أحكام “الحريديم” من اعتداءات لفظية وجسدية، كما تم إجبار المحلات بعدم بيع تلك المنتجات،كما مُنع بيع الملابس غير المحتشمة للنساء، وفُرض على النساء ربط الشعر عند الخروج من المنزل، ومن يُخالف ذلك يُعرض للاعتداءات.
من حُرية الحركة، ننتقل لحُرية العبادات، حيث تُمنع المرأة اليهودية من دخول المعابد باعتبارها “نجس”، لا يجوز أن تدخل الأماكن المُقدسة، ويتم بناء ملحقات بالمعابد مخصصة للنساء، كما يُحرم عليهن تلاوة التوارة بجانب حائط المبكى، وفي حال قامت المرأة بلمس شال الصلاة الخاص بالرجل، وهو شال يتم استخدامه أثناء الصلاة فقط، يعتبر نجس ويحرم الصلاة به حتى لو تم غسله، والأصل تغييره نهائيًا.
بعد الزواج تُجبر المرأة على حلق شعرها كاملًا، وتضع بدلًا عنه غطاء أسود ومن حق زوجها تطليقها دون سبب
الحياة الزوجية لليهودية
فى البيت تُعامل المرأة اليهودية باعتبارها كائن مُدنس بالخطايا، فوفقًا للكتاب المقدس لدى اليهود، هي المسئولة عن خروج آدم من الجنة، وهي التي أعطته التفاحة وليس هو من أخذها، وعقابًا لها كانت آلام الولادة والحيض.
وبعد الزواج، تُجبر المرأة على حلق شعرها كاملًا، وتضع بدلًا عنه غطاء أسود، ومن حق زوجها تطليقها دون سبب، بينما تُحرم هي من الطلاق لأي سبب حتى فى حال إثبات الزنا على الزوج، وفي حال توفى الزوج، يُفرض على المرأة اليهودية الزواج من أخيه، ولا يسمح لها بالزواج من غيره، أو رفض الزواج منه.
وتعامل المرأة اليهودية، من زوجها معاملة متدنية، ففى حالة الحيض، يرفض الرجل النوم بجوارها، ويعتبر كل ما تلمسه أو تجلس عليه أو تقترب منه نجسًا لمدة أسبوع، كما لا يجلس الرجل مع زوجته في تلك الحال ولا يأكل معها.
والغريب أن المرأة اليهودية، عندما تلد ذكرًا تصبح نجسة لمدة أسبوع، بينما في حال ولادة أنثى تتضاعف فترة نجاستها لأسبوعين.
يجوز للرجل اليهودي بيع ابنته إن كان يمر بتضائقة مالية
المرأة في النصوص المقدسة
عداء الرجل اليهودي وتحقيره للمرأة اليهودية، لا يأتي من فراغ، فتحمل النصوص المُقدسة لليهود العديد من الأحكام التي تحط من شأن المرأة، ففى التلمود “الكتاب الثاني لليهود بعد التوارة”، يقول: “من يمشي وراء مشورة المرأة يسقط فى الجحيم”، و”واحسرتاه لمن كانت ذريته إناث”، كما يضم دعاءً للرجل يشكر فيه الرب لعدم خلقه امرأة فيقول: “تباركت انت ربنا خالق الكون الذي لم يخلقني امرأة”.
ومن معالم احتقارها، وفقًا لنصوص التلمود: “المرأة حقيبة مملوءة بالغائط”، كما يتم ربطها بالحيوانات: “لا يجب أن يسير الرجل بين امرأتين أو كلبين أو خينزيرين”، وما يجعلها كائن محل احتقار داخل المجتمع اليهودي، وفى أحكام اليهودية أيضًا، تُحرم المرأة من الميراث إن كان لها أولاد صبية، وترث فقط فى حالة عدم وجود أخوة ذكور لها، فيما يقتصر دور أسرتها على زواجها وتجهيزها لهذا الأمر.
ومن الأمور الغريبة فى حياة المرأة اليهودية، جواز بيع الرجل لابنته إن كان يمر بتعثر مالي، أو ضائقة مالية، ما يجعلها سلعة يجوز له شرعًا استغلالها كيفما شاء.
يُعد استغلال أنوثة المرأة وقُدرتها على التأثير أحد أهم الأُسس التي يقوم عليها مجتمع اليهود ويُطبق فقط على مجموعة مُختارة يمكنها القيام بهذا الدور
المرأة اليهودية وإقامة الدولة
احتقار المرأة فى المجتمع اليهودى، لا يتوقف عند حرمانها من حقوقها أو تقييد حركتها أو النظر لها بدونية، بل تُستغل أيضًا في تكوين الكيان الصهيوني مهما كان الثمن الذي يتم دفعه، فهي رمز الخطيئة التي يُقبل استخدامها بأي صورة، ويعد استغلال أنوثة المرأة وقُدرتها على التأثير، أحد أهم الأُسس التي يقوم عليها مجتمع اليهود، ولا يُطبق على الجميع، وإنما على مجموعة مُختارة يمكنها القيام بهذا الدور.
وتاريخ استغلال اليهوديات بصورة مُتدنية، يحمل العديد من النماذج، منها استخدام فتاة لإغواء الكاهن “عزرا”، لكتابة اللغة العبرية، وهو ما تم وقت السبي البابلي في العراق، وفي واقعة إسقاط الملك الفارسي “قورش”، بعد أن أوقعت به الفتاة اليهودية “استر”.
وفي العصر الحديث، كُشف عن استغلال اليهوديات لإقامة دولة الكيان الصهيوني، وإسقاط العديد من الساسة والمسئولين، كما حدث من اعترافات تسيبي ليفنى، وكذلك مونيكا لونيسكي الت] أوقعت الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، هذا بخلاف ما ترتكبه المُجندات اليهوديات للإيقاع بالشباب العربي والغربي، ضمن سياسة المجتمع اليهودي، القائمة على استخدام كافة الوسائل لتحقيق حلم إقامة دولة صهيونية دينية.