بعد السقطة المدوية التي تعرض لها نادي برشلونة الإسباني بربع نهائي دوري أبطال أوروبا، والخسارة بثمانية أهداف مقابل هدفين من بايرن ميونيخ الألماني، في الخسارة الأكبر في تاريخه بالبطولة الأوروبية الأعرق، كان لابد من تبعات قوية ومؤثرة داخل النادي حيال تلك الهزيمة المذلة ليعود البارسا للطريق الصحيح ومعانقة الألقاب، لاسيما وأنه خرج من الموسم خالي الوفاض دون أي بطولة تذكر، وهذا حدث جديد على الفريق الكتالوني لم يحدث سوى من 7 مواسم كاملة.

فقرر الرئيس جوسيب ماريا بارتوميو التضحية بالجميع من أجل إنقاذ نفسه ومنصبه وكذلك برشلونة، وحتى يمتص غضب الجماهير العارم حول العالم إيذاء ما حدث للبلوجرانا طوال الموسم الماضي، وأوج ذلك الفشل كان بالخسارة بنتيجة مذلة أمام الفريق البافاري، وأمام أعين العالم أجمع بربع نهائي الكأس ذات الأذنين.

وكان على بارتوميو القيام بثورة كبيرة داخل أروقة النادي ليرضي الجماهير والأرجنتيني ليونيل ميسي النجم الأهم في برشلونة، وإلا ستكون العواقب وخيمة وعلى رأسه أولاً، فقام بعدة إقالات وتصحيح المسار للنادي بداية بإصلاحات فنية وإقالة المدرب المتواضع كيكي سيتين، ثم إصلاحات إدارية فيما يتعلق بمنظومة كرة القدم بإقالة المدير الرياضي للنادي إريك أبيدال.

 برشلونة يبدأ "ثورة التصحيح"
 برشلونة يبدأ “ثورة التصحيح”

ثورة إدارية وفنية

لم يكن من غير المقبول تمامًا استمرار المدرب سيتين رفقة البارسا عقب تلك الخسارة الكبيرة والمذلة، فجاء قرار بارتوميو الأول وبداية ثورته لتصحيح أوضاع الفريق برحيل سيتين فورًا، رغم تصريحاته السابقة ببقائه حتى مع الخروج من دوري الأبطال، لكن واقع الهزيمة الساحقة وغضب الجماهير العارمة كان لابد من تغيير قراره، وإقالة سيتين المتواضع مقارنة بقيمة وحجم نادي برشلونة.

ولم يكتفٍ بارتوميو بذلك القرار فقرر الإطاحة بالفرنسي إريك أبيدال لاعب الفريق السابق من منصبه، كمدير رياضي ومشرف على الكرة بالفريق، وهو الذي تسبب في أزمات عديدة بالفترة الأخيرة من ترشيحات لصفقات لم تفد الفريق كعثمان ديمبلي وجريزمان وخلافه، وكذلك فشله في ملف تجديد عقد ليونيل ميسي نجم النادي الأبرز، فجاءت إقالته ككبش فداء لرأس الرئيس بارتوميو ليهدأ الأوضاع كثيرًا داخل النادي الإسباني الشهير.

مدرب يعيد الهوية الفنية

بعد التصحيح وتنظيف النادي من الكوادر الضعيفة على المستويين الإداري والفني، وتسببت في كل هذا البلاء لبرشلونة بالفترة الأخيرة، جاء الدور على بارتوميو باستبدالها بكوادر اقوى وعلى مستوى وحجم وقيمة البارسا لتصحيح المسار، وقد كان وباختيار رائع للمدرب الجديد خلفًا للمقال سيتين، بالتعاقد مع نجم النادي السابق وأحد أكبر رموزه رونالد كومان مديرًا فنيًا جديدًا للفريق، وهو يحفظ عن ظهر قلب ومتشبع من فلسفة برشلونة الكروية وهويته المعهودة منذ فترة الأسطورة يوهان كرويف التدريبية سابقًا.

ميسي

كومان شخصية قوية على مستوى فني عالٍ ولديه مسيرة تدريبية مميزة ومناسب تمامًا لبرشلونة وهو أحد أهم نجومه ورموزه الكبار، سيعيد الانضباط والالتزام الفني والإداري داخل الفريق ويسيطر تمامًا على غرفة خلع الملابس، وسيقوم بعملية الثورة الفنية بقائمة الفريق من اللاعبين، الإطاحة بالسيئين والإتيان بالمناسبين في الميركاتو وتكوين فريق قوي لديه هوية وفلسفة برشلونة الكروية الممتعة، ليعيد الأمور إلى نصابها ثانية داخل الكامب نو ويسعد الجماهير الغاضبة ثانية بفريقها المحبب كما عرفوه دائمًا بدون إضافات أو تدخلات عجيبة من الإدارة وبارتوميو كما فعل بالسنوات الماضية.

دعم كبير وضروري بنجوم لها ثقل

بعد الإطاحة بسيتين وأبيدال وتنظيف برشلونة من الضعفاء والإتيان بكومان وترك له كل الصلاحيات في التعديل والاختيار ليعيد برشلونة لسابق عهده وأمجاده، سيكون على الإدارة الخطوة الأخيرة، ومتمثلة في الدعم الكبير والنوعي لقائمة الفريق والتخلص من كل اللاعبين السيئين بالقائمة، وفقًا لما يقرره كومان، فالدعم بنجوم لها ثقل لترميم ثغرات ونواقص البارسا وقائمته من اللاعبين سيكون الخطوة الثالثة والأهم من قبل الإدارة وبارتوميو لإعادة برشلونة قويًا كما كان من قبل وبالتالي يعود للطريق الصحيح وربما معانقة الألقاب ثانية.

ففريق مثل مانشستر سيتي قام بشراء صفقات كثيرة على مدار 3 مواسم متتالية حتى بنى فريقًا قويًا، والآن برشلونة محتاج لنفس الأمر بناء فريق قوي يكون مركزه ميسي، ويعيد ترميم الدفاع والوسط والهجوم بجانبه، وبصفقات جيدة ومناسبة لخطط كومان وروح برشلونة وفلسفته الكروية وطريقة لعبه، وتفادي تكرار أخطاء الصفقات السابقة التي لم تفد البلوجرانا نهائيًا بل أضرته كثيرًا.