بلهجة مصرية، أثارت موجة من الضحك، تحدث عضو الكنيست الإسرائيلي، إيلي أفيدار، عن اتفاقية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات.

وقال أفيدار في كلمته أمام “الكنيست”: “قررت التحدث باللغة العربية بمناسبة تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودولة الإمارات الكريمة”.

وأضاف قائلاً: “من المهم أن أوضح أن إسرائيل تمر بأزمة سياسية كبيرة وجزء من الشعب يتظاهر ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته، ولكن هذه الأزمة لم تؤثر على تأييد الشعب للاتفاق المبارك مع دولة الإمارات”.

وتابع: “الأخبار عن هذا الاتفاق رُحب بها من كافة الجهات في إسرائيل خصوصًا بسبب الاحترام والتقدير الذي يتمتع به ولي العهد لدولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد بن نهيان حفظه الله”.

وأخطأ عضو الكنيست في التعبير، كون الشيخ محمد بن زايد، هو ولي عهد أبوظبي.

ورصد موقع “سي إن إن”، مقاطعة أحد النواب لـ” إيلي أفيدار” ضاحكًا، ليرد الأخير بالعامية المصرية: “اعمل معروف نقطنا بسكوتك.. نقطنا بسكوتك”.

وحاول أفيدار استكمال كلمته قائلا إن “أفعاله (الشيخ محمد بن زايد) لا تخفى عن العين في الميدان السياسي والدولي، أحيانًا بوقف التأثير السلبي من طرف تركيا، وأحيانًا ضد الدمار الذي توزعه قطر، وفي معظم الأوقات ضد الحرب والخراب من جهة إيران وعملائها في الشرق الأوسط”.

وأضاف: ” الإمارات عملت دورًا إيجابيًا مع مصر في أقسى الأوقات عندما استلم الحكم الرئيس عبدالفتاح السيسي من الإخوان المسلمين، وأزمة العلاقات مع الرئيس الأمريكي (السابق) باراك أوباما”.

وعندها قاطعه النائب الآخر مجددًا، مدعيًا أن الإمارات اتخذت موقفا ضد الرئيس المصري الراحل أنور السادات، ليرد أفيدار قائلاً: “الإمارات وقفت غصبًا عن دينك بجانب مصر”، وسط ضجة وضحكات في الكنيست.

وأضاف: “ووفرت الأموال لتخفيف الأزمة الاقتصادية وفي نفس الوقت وفرت كل إمكانياتها في واشنطن لمساعدة مصر”، واصفًا ذلك بأنه “عمل قيادي من أعلى المستويات”.

وقال أفيدار إن “اتفاقنا مع الإمارات مهم لأنه يقوي الجبهة ضد إيران وعملائها، الهدف الإيراني ليس سياسي ولكن ديني، والنتيجة الإيرانية المفضلة هي تغيير منهج الحياة في الخليج ليكون كما هو الحال في إيران، حيث يعاني الشعب الإيراني تحت عبء السياسة الدينية المتطرفة”.

اتفاقية السلام مع الإمارات

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن يوم الخميس الماضي، التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي بين إسرائيل والإمارات برعاية أمريكية، قائلاً على حسابه الرسمي بـ”تويتر”: “انفراجة كبيرة اليوم! اتفاقية سلام تاريخية بين صديقينا العظيمين، إسرائيل والإمارات العربية المتحدة”.

كما أعلن ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن الاتفاق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، على وقف خطة إسرائيل لضم أراض فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، فيما قال نتنياهو في تغريدة: “إنه يوم تاريخي”.

القضية الفلسطينية

ورصدت وكالات الأنباء العاليمة رودد الأفعال على الاتفاقية بين إسرائيل والإمارات.

وقال المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إنه يرفض ويستنكر الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل.

وجاء في نص البيان: “تعلن القيادة الفلسطينية رفضها واستنكارها الشديدين للإعلان الثلاثي الأمريكي، الإسرائيلي، الإماراتي، المفاجئ،… مقابل ادعاء تعليق مؤقت لمخطط ضم الأراضي الفلسطينية وبسط السيادة الإسرائيلية عليها”.

وأضاف البيان أن الاتفاق “خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية”.

كما أعلن وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي أنه “بناء على تعليمات الرئيس محمود عباس تم استدعاء السفير الفلسطيني لدى دولة الإمارات بشكل فوري”، عقب الإعلان عن تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل”.

عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حنان عشراوي، كتبت على تويتر: “تمت مكافأة إسرائيل على عدم التصريح علانية بما كانت تفعله بفلسطين بشكل غير قانوني ومستمر منذ بداية الاحتلال”.

وتابعت “عشراوي” أن الإمارات أعلنت عن تعاملها السري وتطبيعها مع إسرائيل”، مضيفة: “من فضلكم، لا تسدوا لنا معروفًا، لسنا ورقة توت لأحد”.

وبدورها رفضت حركة حماس الاتفاق قائلة على لسان الناطق باسمها حازم قاسم “هذا الاتفاق مرفوض ومدان ولا يخدم القضية الفلسطينية ويعتبر استمرارا للتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني”.

“السيسي” يرحب

من جهته، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، في منشور على صفحة الرئاسة بمواقع التواصل إنه تابع بـ”اهتمام وتقدير بالغ” البيان الثلاثي المشترك، حول “الاتفاق علي إيقاف ضم إسرائيل  للأراضي الفلسطينية، واتخاذ خطوات من شأنها إحلال السلام في الشرق الأوسط”، معلنًا عن “تثمينه لجهود القائمين على هذا الاتفاق من أجل تحقيق الازدهار والاستقرار لمنطقتنا”.

أما الأردن فرأى أن الاتفاق قد يدفع مفاوضات السلام المجمدة إلى الأمام إذا نجح في حث إسرائيل على قبول دولة فلسطينية على الأرض التي احتلتها في حرب عام 1967.

وقال وزير الخارجية أيمن الصفدي في بيان بثته وسائل إعلام رسمية “إن تعاملت معه إسرائيل (باعتباره) حافزا لإنهاء الاحتلال.. فستتقدم المنطقة نحو تحقيق السلام العادل”.

من هو إيلي أفيدار؟

الكثير من المعلومات حول أفيدار، كشفها موقع الكنيست الإسرائيلي.

–      ولد إيلي أفيدار باسم إيلي أبو درة في الإسكندرية بمصر.

–      والداه، إسحق وفورتونا أبوديرا، هاجرا معه إلى إسرائيل عام 1967، بعد الحرب.

–      كان والده شخصية عامة في إسرائيل: رئيس فرع يهودا هاليفي في منظمة بناي بريث والقائم بأعمال رئيس بلدية بات يام بين السنوات 1973–1977.

–      مسقط رأس العائلة من مدينة يوانينا اليونانية.

–      وفي نهاية القرن التاسع عشر هاجر جدّ العائلة إلى مصر.

–    تجند أفيدار في صفوف جيش الدفاع الإسرائيلي عام 1982 وخدم كجندي مقاتل في لواء ناحل.

–  شارك في دورة ضباط استخبارات وخدم في وحدة عملاء سلاح الاستخبارات، وحدة 504.

–  تسرح من جيش الدفاع الإسرائيلي عام 1989 ويشغل رتبة رائد (ميجر) في الاحتياط.

–       بعد تسرحه من الجيش تعلم دراسات الشرق الأوسط والدراسات العامة في الجامعة العبرية.

–   في عام 1992، بعد أن أنهى تعليمه في الجامعة العبرية، تم قبول أفيدار لدورة طلائعيين في وزارة الخارجية الإسرائيلية لتأهيل الدبلوماسيين، وبعد نحو عام عين في منصب نائب قنصل عام في القنصلية الإسرائيلية العامة في فيلادلفيا حيث عمل لمدة ثلاث سنوات.

–  بين السنوات 1996–1998 كان مسؤول الشؤون الإسلامية في شعبة الأديان في وزارة الخارجية، وعمل على تعزيز العلاقات مع قادة الدول الإسلامية التي لا يوجد لإسرائيل علاقات دبلوماسية معها.

دول عربية على خُطى الإمارات

وأشارت قناة الحرة الأمريكية، في تقرير لها،  إلى أن الخطوة الإماراتية ستشجع العديد من دول المنطقة على الحذو حذو أبوظبي، وإبرام اتفاقات مشابهة مع إسرائيل خلال المستقبل القريب.

ويقول كبير المستشارين في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ريتشارد غولدبيرغ، إن “دول البحرين وعمان والسعودية، وربما في يوم من الأيام العراق ستمضي باتجاه السلام مع إسرائيل”.

ويضيف غولدبيرغ في حديث للحرة: ” كان يجب أن تكون هناك دولة أولى، ويعزى الفضل في ذلك للإمارات لشجاعتها في المضي قدما باتجاه عقد اتفاق السلام مع الإسرائيليين”.

ويتابع أن “منطقة الشرق الأوسط تتطور سياسيا واقتصاديا، وهناك تهديدات جديدة منها إيران، وأسباب عديدة تجعل دول المنطقة تقرر أن تعقد سلاما مع إسرائيل لمستقبل شعوبها”.

واعتبر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش اتفاق تطبيع العلاقات الذي توصلت اليه بلاده مع إسرائيل خطوة “جريئة لضمان حل الدولتين”.

وصدر بيان مشترك عن الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة جاء فيه أن الاتفاق ينص على “مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة”.

وتعتقد الباحثة في شؤون الشرق الأوسط روان رجولة أن الخطوة الإماراتية ستشجع جميع دول مجلس التعاون الخليجي على التطبيع مع إسرائيل.