أثار نشر نقابة الأطباء نعياً للدكتور عصام العريان، القيادي الإخواني السابق، والذي توفي في السجن الخميس الماضي، موجة كبيرة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، لتورط “العريان” في عدد من العمليات الإرهابية وانتمائه لجماعة إرهابية وصدور عدد من الأحكام القضائية ضده لتحريضه على العنف.

ويبدو أن أمر “نعي العريان” فجر عدد من الخلافات داخل مجلس نقابة الأطباء، كما أعاد هجوم الأطباء على المجلس وعدم رضاه عن أدائه خلال الفترة السابقة.

يحظى تيار الاستقلال الذي ينتمي له نقيب الأطباء حسين خيري، وأمين عام النقابة إيهاب الطاهر، وأمين الصندوق محمد عبدالحميد، بتاريخ نقابي، واستلموا العمل النقابي بعد ثورة 25 يناير، وكانوا ضد ما أطلقوا عليه “أخونة النقابة”.

نشر النعي يسبب سيل من الهجوم

بمجرد نشر نقابة الأطباء نعي لعصام العريان على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي، باعتباره طبيبا في المقام الأول، كما أنه شغل منصب أمين صندوق النقابة الأسبق، هاجم عدد من الأطباء النقابة، متهمين المجلس بعدم مراعاة دماء الشهداء.

ولم تتوقف التعليقات على خبر النعي والصدامات والنقاشات بين الأطباء، حتى قامت النقابة بإزالة منشور النعي.

وقامت النقابة بإصدار بيان للتراجع عنه قائلة ” نظرا لما أثير حول نشر خبر وفاة الطبيب وعضو مجلس النقابة الأسبق الدكتور عصام العريان من لغط، فوجب إيضاح أن النشر لم يتم لأي غرض سياسي تنأى النقابة عن الدخول فيه».

إيهاب الطاهر

تبعات جديدة… استقالة الأمين العام من منصبه

لم يتوقف الأمر عند حد حذف النعي، وفوجئ الأطباء باستقالة الأمين العام للنقابة دكتور إيهاب الطاهر  أمس الأربعاء ، موضحا أن كل اللوم على نشر خبر النعي وقع على عاتقه.

وجاء في نص الاستقالة: “وصلتني معاتبات كثيرة من العديد من الزملاء الأطباء الذين ظنوا أنني (باعتباري الأمين العام) من كنت وراء النعي الذي نشر على موقع النقابة العامة للقيادي الإخواني د. عصام العريان، وما ترتب على ذلك من ردود فعل سلبية بين أوساط الأطباء والمواطنين”.
وأضاف: “أؤكد نفي أن أكون وراء ما تم نشره كما أنني لم أشارك إطلاقاً في هذا الأمر”.

وذكر الأمين العام أن الأمر كان مقترحا اندفع خلفه بعض شباب الأطباء “بحسن نية”، ثم بعدما تبين لهم الخطأ الذي وقعوا فيه تراجعوا واعتذروا عنه على موقع النقابة، كما يؤكد مجلس النقابة وشباب الأطباء اعتذارهم عما نشر.

مقترح النعي تم التصويت عليه بالأغلبية

فيما قالت وكيلة النقابة العامة للأطباء، نجوى الشافعي، إن الأحداث تتصارع بشكل سريع على المجلس، موضحة أنه لم يتم حساب ـن بيان النعي سينتج عنه كل تلك الأحداث والانتقادات. ورفضت “نجوى” ذكر اسم عضو المجلس الذي اقترح بيان النعي، قائلة “اقترحه عضو مجلس قال ننعيه ولم ندرس القرار جيدا بدافع أنه كان طبيبا وأمينا عاما للنقابة في وقت ما، وعند التصويت على قرار النعي جاء عدد مؤيديه أكثر من رافضيه”.

وأضافت إلى أن النقابة اعتذرت عن البيان بعدما لم يلاقى النعي قبولا من أعضائها، مشيرة إلى أن الأمر لم تتوقف تبعاته حتى الآن حتى بعد اعتذار النقابة.

عضو مجلس:  تغيير الدماء مطلوب

إلا أن رئيس اللجنة الاجتماعية وعضو المجلس العام، دكتور إيمان سلامة، كان لها رأي آخر بشأن استقالة الطاهر، قائلة ” تم التدليس بأعضاء المجلس بشأن نشر بيان النعي، موضحة لقد استقال “الطاهر” بكامل إرادته وباق كعضو مجلس، ومن اللازم إجراء تغيير جذري في التوجهات وكسب مساحات لمصلحة الأطباء”.

وتابعت إيمان قائلة ” وجوه تيار الاستقلال موجودة منذ 2011 حتى الآن، موضحة أن استقالته من منصب الأمين العام يعني أنه مستمر كعضو مجلس عام وهذا ما فعله مسبقا أيضا وتقدم باستقالته من منصب الأمين في أحد الأزمات التي واجهه الأطباء بتقصيره فيها، واصفة الأمر بأنه أخذ أكثر من حجمه”.

من كتب بيان النعي؟

نوهت “إيمان” إلى أن التصويت على بيان النعي تم من خلال مجموعة الكترونية لتواصل أعضاء المجلس، وقام “الطاهر” بصفته الأمين العام بعرض مقترح النعي علينا ضمن عدد من المقترحات، ووافق الأغلبية، فقام هو بكتابة البيان ونشره دون عرضه علينا مرة أخرى.

وتابعت “عرفت فيما بعد أن المستشارة الإعلامية للنقابة قامت بتحذير “الطاهر” من نشر النعي إلا أنه لم يبلغنا بهذا، وقامت هي فيما بعد بإرسال رسالة لنا “أنا حذرتكم قبل النشر ولم يسمعني أحد”.

أمين الصندوق يرد: النعي كان موقف نقابي ولم يتم التدليس على أحد

فيما أوضح محمد عبدالحميد، عضو مجلس نقاية الأطباء، والذي سحبت منه الثقة كأمين للصندوق، أن مقترح  النعي كان من الدكتور محمد سلامة عضو المجلس وأستاذ النساء والتوليد بجامعة المنوفية، موضحا أن النعي كان لكون العريان طبيب ونقابي، قائلا “وكنت مما وافقوا على نشره لأن الأمر لا يتعلق بالجانب السياسي”.

وأضاف أن ترجمة أمر النعي بأن له جانب سياسي غير صحيح، قائلا ” نحن لسنا إخوان، فتيار الإستقلال الذي انتمي له هو من حارب أخونة النقابة من قبل، لذلك فالنعي موقف نقابي وكان بدون صورة أو أي وصف لشخصه”.

وأضاف أن مواقف مجلس النقابة معروفة للجميع ولم نقم بالتدليس على أحد، موضحا أن دكتور إيهاب الطاهر لم يبدي رأيه نهائي ولم يكن موافق أو معترض، فلماذا كان كبش الفداء.

12 عضو قاموا بالموافقة و7 رفضوا وثلاثة امتنعوا عن التصويت

وسرد “عبدالحميد” ما تم في المجموعة الالكترونية لمجلس الأطباء على “الواتس أب”، قائلا أن هناك سبعة اعترضوا على قرار النعي وهم ” أسامة عبدالحي ورانيا العيسوي ونجوي  الشافعي وجورج ناشد وعماد سمير وعمرو مراد وكريم مصباح”، موضحا أن هناك من لم يصوتوا وهم إيهاب الطاهر والنقيب حسين خيري وإبراهيم الزيات وحاولوا منع النشر ولكن لم يستطيعوا.

وتابع وهناك 12 من وفقوا على قرار النعي هم :”الدكتور محمد سلامة والدكتور أحمد السيد والدكتورة إيمان سلامة والدكتور أحمد فتحي والدكتور محسن عزام، بجانب شيرين المهندس ومحمد عبدالحميد ورشوان شعبان ومحمد الأكشر وأحمد الهواري وأبو بكر القاضي وأحمد نوار”. وأشار إلى أنه لم يتم التدليس على أحد  والقرار كان أمام الجميع، ومن قالت هذا كانت أول المصوتين على القرار بل قامت بالدفع للإسراع في إصدار النعي.

وأوضح أمين الصندوق، أنه لم يذهب إلى التحقيق لأنه يرفض الاتهامات الموجهة ضده، مشيرا إلى أن اجتماع المجلس غدا سيكون بقرار الأغلبية وفي أكتوبر سيتم تغيير هيئة المكتب وكل هذا يتم في صالح النقابة ولا يعترض أحد.

إعادة هيكلة لهيئة المكتب العام أكتوبر المقبل

وتتشكل هيئة المكتب لنقابة الأطباء من “د نجوى الشافعى- وكيلا للنقابة، ودكتور ايهاب الطاهر أمين عام، ودكتور جورج ناشد أمين عام مساعد، ودكتور محمد عبد الحميد أمين الصندوق، ودكتور أحمد فتحي أمين صندوق مساعد.

وأشارت عضو المجلس العام إلى أنه في أكتوبر المقبل من المقرر إعادة هيكلة هيئة المكتب بحسب للقانون، وأن غدا “الجمعة” سيجتمع المجلس وهناك اتجاه عام لقبول استقالة الأمين العام واختيار من ينوب عنه حتى اجراء الهيكلة بعد شهرين.

وعن نتيجة التحقيق في الاتهامات التي طالت أمين الصندوق محمد عبدالحميد، أِشارت إلى أن جدول أعمال الاجتماع يتضمن جملة ” نتيجة التحقيق في ظرف مغلق سيتم عرضه على المجلس”، موضحة أنه خلال الاجتماع سيتم وضع الأمور في نصابها الطبيعي واختيار بديلا لكل من الطاهر وعبدالحميد من ضمن “23” عضو آخرين.

وكان قد قرر مجلس نقابة الأطباء، سحب الثقة من الدكتور محمد عبد الحميد، أمين الصندوق، ووقفه عن مزاولة مهام منصبه، خلال اجتماع مجلس النقابة، على إثر إحالته للتحقيق لتسريبه أوراق خاصة بقرارات واجتماعات المجلس على صفحات السوشيال ميديا، وبعض الوقائع الأخرى التي رفضت ذكرها.

الأداء العام للمجلس غير مرضي

ولا يعني قرار الدكتور إيهاب الطاهر باستقالته من هيئة مكتب النقابة، رحيله عن مجلس النقابة، بل يظل عضو بالمجلس لحين إعادة تشكيل هيئة المكتب الجديدة.

في الآونة الأخير كان الأداء العام لنقابة الأطباء لم يكن مرضيا، هكذا أوضحت “إيمان”، قائلة طبيعة الأمور تقول أنه لزم أن تجدد نقابة الأطباء من أدائها، وليس من العيب أن نقول أننا فشلنا في إدارة النقابة”.
وأوضحت أنه وجب على قائمة تيار الاستقلال أن تعطي فرصة لوجوه جديدة، طالما أنها تواجدت من 2011 ولم تنجز الكثير ولم يكن هناك رضا على أدائها، لماذا قامت بالنزول مرة أخرى في الانتخابات الأخيرة.