في معظم بقاع الأرض إن لم يكن جميعها، تتواصل أعمال التعصب والعنف على أساس الدين أو المعتقد، ضد الأقليات الدينية والطوائف والمذاهب داخل الدين الواحد، وتختلف أشكال الاضطهاد والعنف على أساس الدين أو العقيدة، فمن التهميش السياسي والثقافي، والتمييز في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وحظر إقامة الشعائر، إلى هدم دور العبادة والمنازل والتهجير، وتنظيم المذابح وسبي النساء وبيعهن في أسواق الرق.
وحددت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الـ 22 من أغسطس من كل عام يومًا دوليًا لإحياء ذكرى ضحايا أعمال العنف القائمة على أساس الدين أو المعتقد، بهدف تأكيد إدانة أعمال العنف والإرهاب المستمرة التي تستهدف الأفراد، بمن فيهم الذين ينتمون إلى الأقليات الدينية على أساس الدين والمعتقد أو باسمهما، وسعيًا إلى الحد من تلك الأعمال.
اضطهاد مسلمي الإيغور
تاريخ طويل من الاضطرابات بين مسلمي الإيغور – سكان إقليم شينغيانغ، وبين السلطات الصينية، والتي تَعتبر الإيغور صداعًا في رأس الحكومة الشمولية في الصين.
قلصت الحكومة الصينية الأنشطة التجارية والثقافية للإيغور، ووضعت قيود على حرية العبادة من خلال تقليل عدد المساجد، كما فرضت رقابة شديدة على المدارس الدينية في مدن الإقليم، ولأكثر من مرة خلال الأعوام العشر الماضية حظرت الحكومة في شينغيانغ على الموظفين المسلمين الصيام في شهر رمضان، وقُدرت أعداد المسلمين المحتجزين في مراكز التأهيل السياسي غير القانونية في شينجيانغ، بمليون شخص.
للمزيد: “اضطهاد مسلمي الإيغور.. فتش عن “طريق الحرير”والهيمنة الاقتصادية للصين“
العنف ضد المسيحيين
يتعرض المسيحيين النيجيريين الذين يمثلون نصف سكان الولايات الشمالية الإثنى عشر، التي تُطبَق فيها أحكام الشريعة الإسلامية إلى شتى أصناف الاضطهاد من قبل قبائل الفولاني وتنظيم بوكو حرام، فهم يُذبحون ويهجرون من أراضيهم وتهدم كنائسهم وتختطف بناتهم ويسبين ويرغمن على الزواج، ويعانون من ظروف معيشية صعبة، فلا يكادوا يجدون مقومات الحياة الأساسية من طعام وملبس ومساكن تأويهم، فقد أُجبروا على هجرة مزارعهم، إلى مدن أخرى لا يملكون فيها شيء.
للمزيد: اضطهاد المسيحيين.. التهجير والسبي في نيجيريا و”التجديف” في باكستان
جرائم داعش ضد الإيزيديين
قام “داعش” بسبي آلاف النساء والفتيات الإيزيديات، واللائي تعرض معظمهن للاغتصاب، وبيع منهن 1000 امرأة كسبايا في أسواق الموصل، وأرغمت مئات الإيزيديات على الزواج من مقاتلي التنظيم، وبعض المختطفات نقلن إلى معاقل تنظيم داعش في الأراضي السورية.
مئات من القصص روتها إيزيديات عن جحيم معاناتهن في أسواق رقيق تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، من بين تلك القصص كانت رواية الإيزيدية ناديا مراد، والتي حصلت على جائزة نوبل للسلام في عام 2018.
للمزيد: ذبح واغتصاب.. مأساة “الإيزيديين” مع “داعش”
نماذج من قمع الشيعة
يتعرض أتباع المذهب الشيعي في عدد من البلدان، إلى العديد من أشكال الاضطهاد، سواء فيما يتعلق بالمنع من إقامة الشعائر أو إنشاء المراكز الدينية، وحتى سن قوانين تحظر ممارسة تلك الشعائر، أو منع الأنشطة الثقافية وطباعة الكتب الخاصة بهم، أو التهميش والتمييز في الدوائر الحكومية، والوظائف، والتمثيل السياسي، والحرمان أيضًا من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
من بين الدول التي تمارس القمع ضد الشيعة تبرز السعودية وماليزيا والبحرين، والتي تمثل الأخيرة نموذجًا غريبًا حيث أتباع المذهب الشيعي والذين تضطهدهم السلطات البحرينية وتنكل بهم، يمثلون الأغلبية في البلاد.
للمزيد: أقليات الشيعة في العالم.. “أينما يكونوا يدركهم القمع”