عقب توقيع اتفاقية تطبيع بين دولة الإمارات العربية مع الكيان الصهيوني، خرج مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، «جاريد كوشنر» في تصريح مستفز لأهالي السعودية، قائلاً: “تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية قادم، وأنه “أمر حتمي”.

وفى مقابلة مع قناة سي إن إن الأمريكية وصف “كوشنر: اتفاق تطبيع العلاقات بين تل أبيب وأبو ظبي بـ “الخطوة التاريخية”، مضيفا: “أعتقد أن لدينا دولا أخرى مهتمة جداً بالمضي قدماً”، في إشارة إلى العلاقات الدبلوماسية مع “إسرائيل”.

وتابع مستشار الرئيس ترامب المكلف بالشرق الأوسط: “أعتقد أنه من المحتم أن يكون للسعودية وإسرائيل علاقات طبيعية تماماً، وأنهما ستكونان قادرتين على تحقيق الكثير من الأعمال العظيمة معا”.

وقال إن “جيل الشباب السعودي مُعجب بإسرائيل ويسعى لإقامة علاقات مع الدولة اليهودية”، متابعا: “إنهم يرون إسرائيل على أنها وادي السيليكون تقريبا في الشرق الأوسط ويريدون أن يرتبطوا بها كشريك تجاري وشريك تقني وشريك أمني”.

كما قال كوشنر، الذي لعب دورًا في التوسط في الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي، إن “الأجيال الأكبر سنا ما زالت عالقة في صراعات الماضي، وعلى الرغم من الجهود الأخيرة التي بذلتها البلاد نحو التحديث”.

ومن جانبه، صرح وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، بأن بلاده لن تقوم بالتطبيع مع إسرائيل أسوة بالإمارات ما لم يتم التوصل لاتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وقال إن بلاده “تؤكد التزامها بالسلام خيارا استراتيجيا واستناده إلى مبادرات السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية”.

استطلاع للرأي، أجرته الخارجية الإسرائيلية، نهاية عام 2018،  كشف عن وجود نسبة لابأس بها من مواطني البلدان العربية، يفضلون التطبيع مع إسرائيل، ووفق موقع “إسرائيل تتكلم بالعربية”، والتابع للخارجية الإسرائيلية فإن السؤال حول قبول التطبيع طرح على ألف شخص في كل دولة من الدول العربية التي شملها الاستطلاع، وكانت العراق، حل في المرتبة الأولى، حيث أعرب ما نسبته 43 % من المستطلعة أراءهم، عن تأييدهم للتطبيع، وجاءت الإمارات ثانية بنسبة 42%، والمغرب ثالثا بنسبة 41%، وتونس رابعة بنسبة 32%، والسعودية أخيرة بنسبة 23%.

وقال الكاتب نور الدين اسكندر في صحيفة الميادين اللبنانية: بالنظر إلى المسار الذي اتخذته الإمارات قبل الإعلان عن التطبيع مع العدو، ثم بالنظر إلى السياق الاستراتيجي في المنطقة، فإن التحليلات حول هوية الدولة تتجه بأغلب استنتاجاتها نحو احتمال أن تكون البحرين على رأس القائمة، وخصوصا بعد ترحيبها بالاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، من ناحية ثانية، في أكتوبر 2018، زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سلطنة عُمان، واستُقبل استقبالاً رسميا من قبل السلطان الراحل قابوس بن سعيد، وأعلنت الكويت أنها لن تكون سوى آخر المطبّعين، لكن يُستبعد أن تكون السعودية هي الدولة التالية، ليس لعدم وجود علاقات مع الكيان، فهناك وقائع كثيرة تدحض مثل هذا الافتراض، إنما لكونها تختزن رمزية دينية إسلامية كبيرة تحتاج إلى المزيد من الوقت لتتجرّأ على إظهار علاقاتها مع إسرائيل.

ما قاله كوشنر استفز الشباب السعودي ورداً على ذلك قال أبو خالد القتياني، من الدمام ” أن شاء الله يكون بقرب وقت إسرائيل عليه السلام ابو يوسف عليه السلام وابناء عمومتنا ونتشرف بتحقيق السلام معهم الفلسطيني المستفيد الأول من التطبيع والخسران سلطة حماس وسلطة فتح سوف تنقطع المساعدات عليهم”، حيث كان رأيه مخالف للكثير من الشباب قائلاً: المستفاد سيكون شعب فلسطين وقتها سيكون دون أي صراع بينهم وبين إسرائيل وبين أنفسهم أيضاً.

على نفس النهج قال منصور أبو نوار شاب 28 عام، بأن السعودية تملك في الأساس علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وبالتالي فالتطبيع أمر حتمي وطبيعي، ومع ذلك فدولة مثل قطر تهاجم ما يحدث ليل نهار عبر الفضائيات الخاصة بها لديها علاقات قوية مع إسرائيل وكذلك فلديها أيضاً علاقات تجارية، وتستضيف على قنواتها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، مؤكداً بأنه يري أنه لا يوجد خلاف مع إسرائيل، فالقضية الفلسطينية تاهت وسط خلافات الفلسطينيين مع بعضهم البعض، وبالتالي فكيف ندافع عن مجموعة لديهم خلافات مع بعضهم البعض.

عبد العزيز الشميري يقول بإن الحقيقة أن دول الخليج وإسرائيل توصلوا أخيرا إلى خطر الدول التي تعتمد على الخرافات إيران وتركيا وقطر والمرشد الإخواني والمرشد الإيراني، عندما تحين لهم الفرص لديهم طموحات استعمارية وتدميرية كبيرة جدا ولديهم الأتباع الذين عملوا على تضليلهم لسنوات طويلة، وهذا خطر مشترك للجميع، ولذلك فالجميع يهاجم السعودية، ومع ذلك يرى أنه من الصعب أن يتم التطبيع، فالشعب السعودي لا يرضي بالتطبيع مع إسرائيل ولكن لن يخوض حربًا ليس له بها ناقة أو جمل.