بنتيجة 3-1، نجح نادي الزمالك، في تحقيق فوز ثمين على حساب غريمه التقليدي الأهلي في القمة 120 في الدوري المصري الممتاز، في المباراة التي جمعتهما مساء السبت باستاد القاهرة الدولي، الفوز رفع رصيد القلعة البيضاء إلى 42 نقطة بالمركز الثاني وبقى رصيد المارد الأحمر عند النقطة 56 بالمركز الأول بعد لعب 21 مباراة لكليهما هذا الموسم الذي شهد توقفًا طويلاً بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.

فوز معنوي كبير لقطب الكرة المصرية الثاني على غريمه الأزلي، خاصة قبل نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا البطولة الأهم للفريقين، حيث يلعبان في نصف النهائي أمام الثنائي المغربي الرجاء والوداد على الترتيب، ولكنه يطلق جرس إنذار كبير للنادي الأهلي ليعيد حساباته قبل مباراته المهمة بالتشامبيونز ليج الأفريقي.

المباراة شهدت تفوقًا واضحًا للزمالك، الذي استحق بكل جدارة الفوز بها، ومستوى ضعيف من قبل الأهلي بأغلب فترات اللقاء، ما أدى لخسارة مستحقة له اليوم والأولى طوال الموسم الحالي من الدوري الممتاز، لذلك نستعرض في العوامل الثلاثة الفنية القادمة، لماذا تفوق الزمالك طوال المباراة على الأهلي؟ وحقق الفوز عليه بالقمة الـ120 في الدوري.

مباراة الأهلي والزمالك
مباراة الأهلي والزمالك

فايلر خارج الخدمة وكارتيرون رائع

المدرب السويسري للنادي الأهلي، يتحمل وحده المسئولية الكاملة للنتيجة على الأخص خلال الشوط الأول، إذ بدأ بتشكيل غير موفق وبلا جناح أيمن واضح مما أحدث ثغرة فنية واضحة على الرواق الأيمن للأهلي، وتفوقًا للزمالك من الرواق الأيسر نفس الجهة، ما أدى لهدف الزمالك الأول بالشوط من مهارة رائعة لنجمه المغربي أشرف بن شرقي الذي راوغ محمد هاني البعيد كل البعد عن المستوى اليوم، ثم ياسر إبراهيم وحولها لزيزو الذي وضع الهدف الأول وتقدم للزمالك.

الدليل على أخطاء فايلر الكثيرة، هو تغييره لاثنين من لاعبيه بين الشوطين لتصحيح المسار وتعديل الأخطاء، فدفع بالثنائي وليد سليمان وجيرالدو على حساب ديانج وأجاي، وهنا ارتكب الخطأ الثاني، فكان لابد خروج حمدي فتحي البعيد عن مستواه والإبقاء على ديانج في وسط الميدان لتميزه في قطع الكرات وقوته البدنية الكبيرة وكذلك بنائه للهجمات، فصحيح عالج الجانب الهجومي وظهر الأهلي أقوى ولكنه ترك ثغرة بقلب وسط الميدان بخروج ديانج، حاول إصلاحها ثانية بدخول أحمد فتحي ولكن بعد فوات الآوان.

https://www.youtube.com/watch?v=XXppOfaba5s

فيما جاء تغيير مروان محسن، بلا جديد لضعف مستواه تمامًا، فأصبح عبئًا واضحًا على الأهلي ولم يقدم أي إضافة، وشاهدنا بادجي السنغالي أفضل لاعبي الأهلي اليوم، والذي صادفه سوء حظ كبير في كرتين كانتا أقرب لأهداف لولا القائم وتألق محمد أبو جبل حارس الزمالك.

على الجانب الآخر تعامل الفرنسي باتريس كارتيرون، مدرب الزمالك، بشكل رائع مع المباراة، واستغل هدايا فايلر جيدًا، فبدأ بالشكل الأنسب للزمالك واستحق التقدم في الشوط الأول، وكذلك تعامل بشكل أفضل بالتغييرات عقب تعادل الأهلي بنزول محمد عبد الغني والشاب أسامة فيصل الذي تألق وأحرز الهدف الثالث، وتمكن كارتيرون من التفوق كثيرًا على مدرب الأهلي واستحق الفوز بداية من بدايته للقاء ثم تعامله بالتغييرات مع أحداثها حتى النهاية.

كانت الروح القتالية أعلى عند لاعبي الزمالك على مستوى لاعبي الوسط والدفاع وبتركيز شديد طوال اللقاء

زيزو
زيزو

هجوم أقوى ومهارات أعلى

بعد العامل الرئيسي للمدربين الفنيين للأهلي والزمالك، وتفوق الفرنسي كثيرًا على السويسري من بداية اللقاء حتى نهايته وأثنائه، يأتي الدور على المستوى الفني والروح للاعبين على أرضية الميدان، وهنا ظهرت الفوارق خاصة في خط الهجوم، لصالح الزمالك كثيرًا بفضل الثنائي مصطفى محمد وأشرف بن شرقي، اللذان ساهما بشكل رئيسي في الهدفين الأول والثاني وحسما المباراة تمامًا بمهارات وفنيات كبيرة وأعلى تمامًا من نظيره الأهلي، الذي افتقد بشدة للغيابات مثل حسين الشحات وكهربا، رحيل رمضان صبحي المفاجئ، وتواضع مستوى مروان محسن كثيرًا.

كذلك كانت الروح القتالية أعلى عند لاعبي الزمالك، على مستوى لاعبي الوسط والدفاع وبتركيز شديد طوال اللقاء، على عكس الأهلي الذي افتقد لروحه وشخصيته المعروفة عنه دائمًا، وظهر دفاعه بعيدًا كليًا عن التركيز في لقطات الأهداف الثلاثة وتلاعب به هجوم الزمالك بشكل مهين، خاصة الهدف الثالث للشاب أسامة فيصل لاعب الزمالك الواعد الذي دخل التاريخ من الباب الكبير بالقمة الـ120.

لم يكتف رينيه فايلر مدرب الأهلي ببدايته السيئة للقاء بل استمر في تعامله الغريب بالمباراة من خلال التغييرات

أسامة فيصل
أسامة فيصل

تغييرات غريبة ومولد نجم

لم يكتف رينيه فايلر مدرب الأهلي، ببدايته السيئة للقاء بل استمر في تعامله الغريب بالمباراة من خلال التغييرات، لاسيما خروج ديانج ونزول مروان محسن، وربما دفعته الغيابات العديدة والمؤثرة في خط هجومه بالتحديد، على عكس ذكاء كارتيرون في تعامله مع المباراة وجاءت تغييراته موفقة كثيرًا عن مدرب الأهلي ما جعل له الكلمة العليا في النهاية واستحق الفوز بالمباراة والنقاط الثلاث.

الأمر الأخير الذي يحسب لمدرب الزمالك وأيضًا يحسد عليه، هو الدفع بلاعب شاب مثل أسامه فيصل بدلاً من مصطفى محمد صاحب الهدف الثاني القاتل، واستغل فيصل الفرصة جيدًا وأحرز هدفًا غاليًا منحه الدخول لتاريخ لقاءات القمة من الباب الكبير، حيث سجل أول أهدافه مع الزمالك في القمة 120 وهدف تأكيد الفوز، ليكون مولد نجم جديد للقلعة البيضاء كما عودتنا مباريات القمة طوال تاريخها في إظهار لاعبين جدد يصبحون نجومًا فيما بعد بتألقهم في مباراة القمة الأولى لهم.