في 31 يوليو الماضي، أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجدل حول تطبيق االفيديوهات الشهير “تيك توك”، المملوك لشركة بايت دانس، حيث اتهمه بالتجسس على الولايات المتحدة لصالح المخابرات الصينية، لافتًا إلى أنه سيستخدم سلطات الطوارئ لحظر المنصة الأكثر استخداما وشعبية في أمريكا.

“تيك توك” يقاضي ترامب

شركة “بايت دانس”، مالكة “تيك توك”، قررت رفع دعوى قضائية ضد حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، لحماية حقوقها ومصالحها.

وقالت “بايت دانس” في بيان لها، إنه “خلال العام الماضي، سعينا بجدية للتواصل مع حكومة الولايات المتحدة وقدمنا حلولًا بشأن شواغلها، لكن الإدارة الأمريكية تجاهلت الحقائق، وخالفت الإجراءات القانونية اللازمة، وحاولت إقحام نفسها في المفاوضات بين الشركات الخاصة”.

وأضافت الشركة: “لضمان عدم تجاهل حكم القانون، ولضمان المعاملة العادلة لشركتنا والمستخدمين، نعلن أننا سنرفع دعوى قضائية رسميًا لحماية مصالحنا”.

ترامب

في 6  أغسطس، وقع ترامب مرسومًا تنفيذيًا يُمهل الشركات الأمريكية 45 يومًا لوقف التعامل مع شركة “بايتدانس” الصينية

ترامب يتهم “بايت دانس” بالتجسس

في 6  أغسطس، وقع ترامب، مرسومًا تنفيذيًا يُمهل الشركات الأمريكية 45 يومًا لوقف التعامل مع شركة “بايتدانس” الصينية، المالكة لتطبيق “تيك توك”، كما أصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا، في 14 أغسطس، بمنح الشركة 90 يوماً لبيع استثماراتها في تيك توك داخل الولايات المتحدة.

وأوضح ترامب، أنه بالإمكان اللجوء إلى سلطات اقتصادية طارئة أو أمر تنفيذي لحظر استخدام التطبيق في البلاد، متابعًا: “خيارات أخرى ما زالت قائمة، وربما نحظر تيك توك، والإدارة تبحث الكثير من البدائل”.

ويصل عدد مستخدمي “تيك توك”، في الولايات المتحدة، إلى 80 مليون مشتركًا، وهو ما يتسبب في عدم وضوح آلية حظر التطبيق، حيث علقت إدارة المنصة وقتها، قائلة: “مئات الملايين من الأشخاص جاؤوا إلى تيك توك للتسلية والاتصال، بمن فيهم مبدعون وفنانون يكسبون لقمة عيشهم من المنصة”.

وكان وزير الخارجية مايك بومبيو قد قال في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز في السادس من يوليو الماضي، إن من يحمّلون التطبيق على أجهزتهم يضعون “معلوماتهم الخاصة في يد الحزب الشيوعي الصيني”.

في يوليو الماضي، صوت مجلس النواب الأميركي، على قرار حظر استخدام “تيك توك” في جميع الهواتف التي تمنحها الحكومة لموظفيها

شركة بايت دانس
شركة بايت دانس

مخاوف أمريكية

وكان مسؤولون ومشرعون أميركيون، قد أعربوا عن قلقهم من استخدام بكين للتطبيق لغايات سيئة تجاه الولايات المتحدة، ومنع الجيش والبحرية الأميركيان المنتسبين إليهما من تحميل التطبيق على الهواتف المملوكة للحكومة.

وفي يوليو الماضي، صوت مجلس النواب الأميركي، على قرار حظر استخدام “تيك توك” في جميع الهواتف التي تمنحها الحكومة لموظفيها، وطلب عضوان في مجلس الشيوخ من وزارة العدل، فتح تحقيق حول كل من “تيك توك” و”زوم”.

“نحن لسنا تطبيقاً سياسياً، ولا نقبل بالإعلانات السياسية ولا أجندة لدينا”.. كيفن ماير، الرئيس التنفيذي لـ”تيك توك”

تلاعب وقمع سياسي

أدانت الصين، قرار الرئيس الأمريكي بحظر التطبيقين الصينيين “تيك توك” و”ويتشات”، معتبرة أنه “تلاعب وقمع سياسي”.

واتهم الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينغبين، واشنطن “بوضع مصالحها الأنانية فوق مبادئ السوق والقواعد الدولية”، متابعًا: “الولايات المتحدة تمارس تلاعب وقمع سياسي تعسفي ما يمكن ألا يؤدي سوى إلى انهيارها معنويا والإضرار بصورتها”.

وقال كيفن ماير، الرئيس التنفيذي لـ”تيك توك”، في منشور له: “نحن لسنا تطبيقاً سياسياً، ولا نقبل بالإعلانات السياسية ولا أجندة لدينا، هدفنا الوحيد هو أن نبقى منصة نابضة بالحياة وديناميكية لكي يستمتع بها الجميع”.

الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينغبين
الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينغبين

خطر أمني

جيمس لويس، رئيس برنامج سياسة التكنولوجيا في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، أوضح أنه يعتقد أن الخطر الأمني لاستخدام التطبيق شبه معدوم، لكن شركة “بايتدانس” قد تواجه ضغوطًا من الصين للخضوع للرقابة.

وأوضح لويس، أن السلطات الأمريكية، في “لجنة الاستثمارات الخارجية في الولايات المتحدة” تملك صلاحية إلغاء عملية استحواذ تمت الموافقة عليها في الماضي، مشيرًا إلى أن أمرا كهذا حدث في 2019 مع تطبيق “غريندر” بعدما تم شراؤه من قبل شركة صينية.

“تيك توك” لا يختلف كثيرًا عن وسائل التواصل الاجتماعي الأمريكية الشعبية إذ يقوم بعملية لامتصاص كمية ضخمة من البيانات.. نيكولاس ويفر

سرقة البيانات

المحاضر في أمن أجهزة الكمبيوتر في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، نيكولاس ويفر، قال إن “تيك توك” لا يختلف كثيرًا عن وسائل التواصل الاجتماعي الأمريكية الشعبية إذ يقوم بعملية لامتصاص كمية ضخمة من البيانات.

وأوضح ويفر: “تطبيق ويتشات سيئ ويستخدم روابط مشفرة لخوادم المنصة في الصين، لكن الخوادم تسجل كل الرسائل، لذا يمكن للحكومة الصينية رؤية أي رسالة تريدها”.

وأضاف ويفر، أن هناك بدائل قليلة إذا كان الشخص يرغب في التواصل على نطاق واسع مع أشخاص في الصين من داخل الدولة أو خارجها، معقبًا: “لذلك سيؤدي حظر هذا التطبيق إلى منع الأمريكيين من التواصل مع الأصدقاء والأقارب في الصين، وهي فكرة مروعة”.