أبرزت الصحف الخليجية، الصادرة اليوم الثلاثاء، العديد من القضايا، منها قمع حكومة فايز السراج للاحتجاجات في ليبيا، وأدلة ووثائق تكشف تورط إيران في مقتل السفير الأمريكي في بنغازي، واعترافات منفذ مذبحة مسجدَي نيوزيلندا.
قمع الاحتجاجات يسقط شعارات حماية الديمقراطية والدولة المدنية في طرابلس
سقط استخدام حكومة الوفاق للقمع والقوة في وجه المحتجين السلميين على تدني مستوى الخدمات الأساسية وتفشي الفساد، شعارات حماية الديمقراطية والدولة المدنية التي تستغلها لتثبيت سلطتها، واتهام خصومها الجيش الليبي بالسعي إلى عسكرة الدولة وتنفيذ انقلاب على مبادئ ثورة 17 فبراير، بحسب جريدة العرب اللندنية.
وتظاهر مئات الليبيين في طرابلس للتعبير عن غضبهم من تدهور الظروف المعيشية والفساد في بلاد تشهد نزاعات مسلحة منذ سنوات، وقال المتظاهر العشريني أيمن الوافي “تركنا التظاهرة في ساحة الشهداء عندما سمعنا إطلاق رصاص في الهواء لتفريق المتظاهرين”.
وأظهرت مقاطع فيديو وصور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي رجالاً بلباس عسكري يوجهون أسلحتهم تجاه المتظاهرين في أحد شوارع العاصمة.
وقبل بدء التظاهرة كتب محمد البريكي، أحد النشطاء المشرفين على تنظيم المظاهرة عبر مجموعة “حراك 23/8” على فيسبوك، إرشادات تنظيمية للمشاركين شملت أماكن التجمع والانطلاق نحو ميدان الشهداء بمناطق العاصمة. وطالب البريكي من الشباب المشاركين في التظاهرة بارتداء اللون الأبيض الذي يعبر عن السلام، واتخاذ الإجراءات الوقائية وخاصة ارتداء الكمامات.
وتأتي هذه المظاهرات استكمالا لحالة الغليان التي تشهدها المنطقة الغربية منذ أيام حيث اندلعت مظاهرات، في مدن منها صبراتة والزاوية وصرمان؛ احتجاجا على تردي الوضع المعيشي وغلاء الأسعار وانعدام السيولة النقدية ونقص فرص العمل، إضافة إلى رفض إجراءات وزارة مالية حكومة الوفاق التي تقضي بخصم ربع رواتب العاملين في الدولة كإجراء تقشفي لمواجهة الأزمة المالية التي تسبب فيها وقف تصدير النفط احتجاجا على استخدام عائداته في تمويل الحرب وتسديد أجور المرتزقة السوريين.
وتواترت الأنباء على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن تنفيذ ميليشيا “النواصي” التابعة لوزارة الداخلية حملة اعتقالات شملت عددا من المحتجين، في حين تحدثت بعض الحسابات عن استعانة حكومة الوفاق بالمرتزقة السوريين الذين جاءت بهم تركيا في قمع الاحتجاج.
وقال الليبي على أوحيدة على صفحته في تويتر “إن بداية حملة الاعتقالات في طرابلس مؤشر خطير يعني أن باشاغا اختار نهج التصعيد والقمع المنظم”، وكتب فتحي باشاغا في تغريده أن “الذين ظهروا بمظهر رجال الأمن هم مجموعة خارجة عن القانون أطلقت النار”.
وأكدت وزارة الداخلية في بيان أنها قامت بتأمين وحماية التظاهرة، مشيرةً إلى أنها رصدت الأشخاص المندسين وتم التعرف عليهم لضبطهم وهم ليسوا عناصر شرطة ولا يتبعون لوزارة الداخلية، وهو ما أثار موجة من السخرية والاستهزاء على مواقع التواصل الاجتماعي حيث استغرب المتابعون لجوء باشاغا، الذي يقدم نفسه وصيا على ثورة 17 فبراير وحاميا للدولة المدنية، إلى الأساليب والحجج التي سبق أن استخدمها نظام العقيد الراحل معمر القذافي في بداية الانتفاضة التي أطاحت به مطلع 2011.
ولم يتوقف باشاغا المعروف بدمويته طيلة أكثر من سنة عن اتهام الجيش بارتكاب جرائم ضد الإنسانية دون تقديم أي دليل يثبت اتهاماته.
تقرير أميركي: أدلة ووثائق تكشف تورط إيران بمقتل السفير الأميركي في بنغازي
كشفت صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، وثائق وأدلة على تنفيذ إيران الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي بليبيا عام 2012 ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص؛ بينهم سفير الولايات المتحدة كريستوفر ستيفنز، كما نقلت عن مصادر استخباراتية أن إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما مارست ضغوطاً على عدد من المسؤولين للتستر على هذه المعلومات. بحسب ما نشرته جريدة الشرق الأوسط.
ونقل كاتب التقرير عن ضباط استخبارات وجود نحو 50 وثيقة إحاطة حذرت من عمليات استخباراتية إيرانية في بنغازي قبل مقتل السفير الأميركي، مؤكداً أن هذه الوثائق لم تصل إليها اللجنة المختارة للتحقيق حول هجوم بنغازي برئاسة عضو مجلس النواب السابق تيري جودي.
وتضمنت واحدة من هذه الوثائق السرية رسالة من رئيس الأمن في السفارة الأميركية، الكولونيل آندي وود، يُبلغ خلالها قائده في يونيو 2012 بأن «الميليشيا المدعومة من إيران أنصار الشريعة وعناصرها يرسلون الآن زوجاتهم وأولادهم إلى بنغازي».
وتحولت مدينة بنغازي الليبية في الأشهر السابقة على الهجوم ضد السفارة الأميركية إلى ساحة نشطت فيها عمليات الميليشيات المدعومة من إيران، وكذلك عناصر تابعون لميليشيا «فيلق القدس» التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني. وكان أبرز مظاهر هذا النشاط هو سير هذه العناصر علانية في شوارع المدينة في الأيام الأولى للانتفاضة ضد الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، حسبما ذكره مقاول عسكري في بنغازي في فبراير 2011.
ويذكر كاتب التقرير أن اللواء مهدي رباني، أحد كبار ضباط «الحرس الثوري» الإيراني هو واحد ممن أرسلتهم طهران إلى ليبيا مع تسارع الخطط العملياتية لهجمات بنغازي خلال صيف عام 2012 تحت غطاء فريق طبي تابع للهلال الأحمر الإسلامي. بينما كان الشخص المسؤول عن تجنيد وتدريب ميليشيا «أنصار الشريعة» هو رجل لبناني يدعى خليل حرب، من العناصر البارزين في ميليشيات «حزب الله» ومعروف لدى وكالات الاستخبارات الغربية، وهو الاسم ذاته الذي صدر بحقه قرار اعتقال من وزارة الخارجية الأميركية عقب وقوع الهجمات بفترة قصيرة، وعرضت مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل معلومات حوله، أدت إلى توجيه تهم أخرى له.
وبحسب كاتب التقرير، فقد تعرض مسؤولون أميركيون مطلعون على وجود عناصر «فيلق القدس» في بنغازي، كمدير وكالة استخبارات الدفاع آنذاك الجنرال مايكل فلين، ومقاولون أمنيون دافعوا ضد هجوم الميليشيات على القنصلية الأميركية في بنغازي، لتهديدات بالملاحقة القضائية حال كشفهم هذه الوثائق.
مذبحة مسجدَي نيوزيلندا.. المنفِّذ غير نادم
«موته ترك ندبة في قلوبنا لن تتلاشى».. «مقتل ابني بهذه الطريقة الوحشية دمّرني».. «قلبي مفطور، لكننا لم نُكسر»، بهذه الكلمات المؤثرة واجه ناجون وعائلات الضحايا في أول مواجهة مباشرة مع منفّذ الهجوم على مسجدين في نيوزيلندا، والذي لم يبدِ أي ندم خلال محاكمته التي بدأت أمس. ولدى افتتاح جلسات المحاكمة التي جرت وسط إجراءات أمنية مشددة، كشف المدعون عن التفاصيل المخيفة للهجوم الذي تم التخطيط له بدقة، والذي كان المهاجم اليميني المتطرّف، برنتون تارانت 29 عاماً يرغب خلاله «في قتل أشخاص أكثر مما فعل». بحسب جريدة القبس الكويتية.
واستمعت المحكمة إلى الكيفية التي فتح من خلالها تارانت، الذي كان مدججا بالسلاح، النار في 15 مارس العام الماضي على رجال ونساء وأطفال، متجاهلاً مناشدات المساعدة، بينما قاد مركبته فوق إحدى الجثث أثناء انتقاله من مسجد لآخر.
وعندما رأى، موكاد إبراهيم البالغ ثلاث سنوات وهو متشبّث بساق والده، قتله تارانت «بطلقين ناريين تم توجيهما بدقة»، وفق ما أفاد المدعي بارنابي هويس في المحكمة، وأقر تارانت بذنبه بتهم ارتكاب 51 عملية قتل و40 محاولة قتل وتهمة الإرهاب، بعدما اقتحم مسجدين في كرايست تشيرش، لينتهي هجومه عندما أوقفته الشرطة أثناء توجهه إلى مسجد ثالث. وبقي المتهم الذي ارتدى ملابس السجن الرمادية في قفص الاتهام وأحاط به 4 ضباط شرطة صامتا، وألقى نظرة بين فينة وأخرى حول القاعة، في حين قدّم هويس ملخصا مخيفا للوقائع التي وصفها بـ«الوحشية».
المدعي هويس ذكر أن تارانت عبّر عن أسفه لعدم قتل المزيد، موضحاً أنه كان ينوي بث الرعب في صدور من وصفهم بـ«الغزاة»، بمن فيهم السكان المسلمون أو بشكل عام أكثر المهاجرون غير الأوروبيين. وقال هويس في التفاصيل إنه قبل شهرين على الهجوم، قدم تارانت إلى كرايست تشيرش، حيث استخدم طائرة مسيّرة فوق مسجد النور وصوّر المكان والأبنية، بما في ذلك المداخل والمخارج، وسجل ملاحظات مفصلة عن التحرك بين المساجد. ويوم الجمعة 15 مارس 2019 توجّه إلى كرايست تشيرش، مدججا بمجموعة من الأسلحة العالية القدرة، كتب عليها إشارات إلى معارك تاريخية وحملت صور شخصيات صليبية وهجمات إرهابية وقعت مؤخرا ورموزا.
وكدس تارانت ذخيرته في مخازن أسلحته، في حين ثبت كاميرا على خوذته لتسجيل الهجمات وأدخل تعديلات على حاويات الوقود «لإحراق المساجد، وقال إنه يتمنى لو أنه قام بذلك»، بحسب هويس. كما استمعت المحكمة إلى أحد مشاهد المجزرة التي تجمع فيها المصلون بعضهم فوق بعض في إحدى زوايا المسجد، في محاولة منهم للاختباء، حيث لم يكن هناك مكان للهروب. وفي لحظة ما، خلال تنفيذ المجزرة، قام رجل اسمه نعيم راشد بفعل بمهاجمة المسلح، في محاولة لإيقاف المجزرة، إلا أن «السفاح» تمكّن من قتله، لكن الرجل تمكّن بفعلته هذه من السماح لبعض المصلين بالهروب عبر أحد الأبواب.
لكن المسلح عاد إلى المسجد ووجد مجموعة من المصلين متجمعين في إحدى زواياه، وبدأ إطلاق النار عليهم بشكل منهجي على أي شخص يبدو أنه على قيد الحياة. ورغم الرعب الذي عاشوه، بدا الشهود ثابتين لدى مواجهتهم تارانت، وقالت الدكتورة ميسون سلامة، وهي والدة إحدى الضحايا: «ظننت أنك ستكسرنا، لكنك فشلت فشلاً ذريعاً. فقد زِدتنا إصراراً ووحدة».
ورأت اللاجئة الصومالية عابدة عزيز علي جامع 44 عاماً صهرها أثناء إطلاق النار عليه، مشيرة إلى أنها لا تزال تعاني من الصدمة النفسية، قائلة: «أرى المشاهد وأسمع صوت إطلاق النار بشكل متواصل».
بدوره، أفاد إمام مسجد النور جمال فودة بأنه كان واقفاً على المنبر و«رأى الكراهية في عينَي إرهابي تعرّض لغسل دماغ» قبل أن يقول لتارانت إنه «لا داعي لكراهيتك هذه». ويتوقّع محامون بأن يكون المهاجم أول شخص يحكم عليه بالسجن مدى الحياة في نيوزيلندا، ومن المقرر استئناف إجراءات المحاكمة، اليوم الثلاثاء، حيث ستستمع المحكمة إلى المزيد من الشهادات. ويتوقّع أن يصدر قاضي المحكمة العليا الحكم بعد غدٍ الخميس.
«الكوارث تستهدف أمريكا».. إجلاء 240 ألف شخص بسبب الحرائق والعاصفتين
تمّ إجلاء نحو 240 ألف شخص لحمايتهم من خطر الحرائق التي تجتاح كاليفورنيا، في وقت تلقّت سلطات هذه الولاية خلال الساعات الأخيرة تعزيزات شملت عناصر ومعدّات، قبل حدوث سلسلة جديدة محتملة من صواعق البرق. بحسب جريدة الخليج الإماراتية.
وأشعلت آلاف صواعق البرق في الأيّام الأخيرة حرائق خلّفت سحب دخان كثيف غطّت المنطقة السبت، وتوقّع جهاز الإطفاء في كاليفورنيا على تويتر مزيدًا من البرق الأحد، ليستمرّ حتّى الثلاثاء، قائلًاً: إنّ على الجميع التأهّب ووضع خطّة إجلاء.
في سياق كارثي آخر، اجتاح الإعصار ماركو والعاصفة المدارية لورا منطقة الكاريبي وخليج المكسيك، الأحد، ليجبرا آلاف السكان بالمناطق الساحلية في ولاية لويزيانا الأمريكية وكوبا على الفرار، ويغمرا شوارع عاصمة هايتي بالمياه مع توقعات بانتشار أوسع للأضرار بالمنطقة هذا الأسبوع.
ويتوقع أن يصل ماركو، الذي اشتدت قوته، الأحد، ليتحول إلى إعصار، إلى ساحل لويزيانا، الاثنين، مصحوباً برياح سرعتها 120 كيلومتراً في الساعة. وضربت العاصفة لورا جمهورية الدومنيكان وهايتي، الأحد، مما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص قبل أن تجتاح كوبا، الأحد، ويتوقع أن تشتد قوتها وتتحول إلى إعصار قبل وصولها إلى تكساس أو لويزيانا، الخميس.
خبراء غربيون: المحكمة الدولية تكتب كلمة النهاية لمشروع «حزب الله»
أكد خبراء غربيون أن إدانة أحد كوادر ميليشيات «حزب الله» الإرهابية في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، ستظل وصمة عار تلاحق هذه الجماعة المسلحة، وقد تشكل الخطوة قبل الأخيرة، على طريق تقويض نفوذها وإنهاء هيمنتها على الساحة الداخلية اللبنانية، سياسياً وعسكرياً. بحسب جريدة الاتحاد الأماراتية.
وشدد الخبراء على ضرورة عدم الاستهانة بقيمة الحكم الذي أصدرته المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الأسبوع الماضي في القضية، قائلين إنه يمثل «تذكيراً جديداً غير مريح، باللعبة المزدوجة التي يحاول حزب الله ممارستها منذ تأسيسه قبل عقود، عبر الادعاء بأنه يشكل جماعة مسلحة مناوئة لإسرائيل من جهة، وقوة سياسية لها تمثيلها في الحكومة والبرلمان من جهة أخرى».
ووفقاً لهذه التصريحات، يتمثل التهديد الأكبر الذي يُحدق بـ«حزب الله» على المدى البعيد، في الدور الذي يلعبه في الداخل اللبناني، لا تحركاته الخارجية، وذلك في ضوء تفاقم المشكلات السياسية والاقتصادية التي تجتاح لبنان في الوقت الحاضر، على نحو لم تشهده أراضيه، منذ انتهاء الحرب الأهلية أواخر ثمانينيات القرن الماضي.
وأشاروا إلى أن شعبية «حزب الله»، التي كانت قد بلغت ذروتها عام 2000 مع انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، أخذت في الانهيار مع رفض الحزب نزع سلاحه، رغم انتفاء مبررات الإبقاء عليه، وهو ما أعقبه قبوله تقلد حقائب وزارية في الحكومة عام 2005، ثم استخدامه لسلاحه في إرهاب القوى المناوئة له في بيروت، بعد ذلك بثلاث سنوات فحسب.
وفي السنوات التالية، تكشفت مزيد من الأدلة على تورط «حزب الله»، في عمليات إرهابية خارج لبنان، فضلاً عن ضلوع قياداته في ممارسات فساد مالي في الداخل، ما دفع اللبنانيين إلى الهتاف ضده علناً للمرة الأولى، في إطار التظاهرات الحاشدة التي عمت البلاد، في منتصف أكتوبر الماضي، للمطالبة بإبعاد الطبقة السياسية الحاكمة حالياً بالكامل.