مشهد انتشار فيروس كورونا المستجد، كان الأكثر إيلامًا في هذا القرن والأعنف تأثيرًا على جميع دول العالم، وفي ظل حالة الهلع من نتائجه التي لم تكتفِ بالخسائر المادية فقط ولكنها راحت تحصد الأرواح، ساهم بشكل أساسي في تخفيض أسعار نحو 10 سلع أساسية في مصر، تأثرت بزيادة المعروض مقابل نقص الطلب وحالة الركود العامة خلال فترة الأزمة.

الأدوات المنزلية

انخفضت أسعار الأدوات المنزلية بشكل ملحوظ مع بداية أزمة فيروس كورونا، تأثرًا بحالة الركود العامة وتراجع المبيعات في السوق المحلية.

فتحي الطحاوي نائب رئيس شعبة الأدوات المنزلية، قال إن السوق المحلية شهدت تراجعًا في المبيعات مع بداية أزمة كورونا وفرض حظر التجوال، وصل نحو 95% من القوى الشرائية، وهو الأمر الذي جعل العديد من التجار يخفضون الأسعار لدرجة أن البعض تحمل الخسائر في سبيل توفير سيولة تمكنه من الإنفاق على أجور العاملين ودفع تكلفة المحلات التجارية من رسوم مياه وكهرباء وغيرها من مدخلات العمل التجاري.

وأضاف “الطحاوي” أن الأمر أصبح يحتاج إلى تدخل حكومي خاصة مع اقتراب الموسم الدراسي الجديد، والعمل على إقامة معارض متخصصة في جميع المحافظات لإعادة إنعاش السوق بشكل عام.

الملابس

أحد القطاعات التي شهدت انخفاضًا كبيرًا في أسعارها خلال فترة الأزمة بعد تراجع المبيعات وهو الأمر الذي تبعه الإعلان عن “أوكازيونات” متعددة على أغلب الأنواع، وتخفيضات كبيرة وصلت لـ 70% من السعر المعلن مسبقًا.

“ماهر شعلان” سكرتير عام الشعبة العامة للملابس الجاهزة، أكد أن هناك تراجعًا ملحوظًا في المبيعات بنسبة تجاوزت 60% خلال أزمة كورونا، وهو الأمر الذي جعل أغلب المحلات التجارية تعلن عن خصومات وتخفيضات كبرى وصلت لحد الخسائر، مضيفًا أن الأزمة لن تنتهي خلال فترة التعايش الحالية، فعودة القوى الشرائية مجددًا يتطلب زيادة حجم السيولة في يد المواطنين ليتمكنوا من العودة للشراء مجددًا.

ولفت “شعلان” إلى أن المواطن أصبح يتحمل أعباء ومخاطر الأزمة، واعتبر الكثيرين الملابس “رفاهية”، وأصبح شاغل رب الأسرة توفير احتياجاتها الأساسية.

الدواجن

تراجعت أسعار الدواجن في السوق المحلية بشكل ملحوظ خلال الأسبوعين الماضيين، ليستقر سعرها اليوم في المزرعة عند 18 جنيهًا للكيلو الواحد.

“عبد العزيز السيد” رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، قال إن هناك حالة كبيرة من الركود في السوق المحلية، وتراجعًا في القوى الشرائية يقدر بنحو 40%، والدواجن سلعة استهلاكية ونتيجة تراجع الإقبال على شرائها، مضيفًا أن الكثير من أصحاب المزارع اضطروا إلى إخراج الدواجن بسعر تكلفتها في محاولة منهم لتحريك السوق وتنشيط المبيعات.

وأضاف “السيد” أن متوسط سعر البيع في السوق يتراوح من “22 لـ 23 جنيهًا في الكيلو، مؤكدًا أن السعر يحدده حجم الطلب على المنتج وكلما انخفض حجم الطلب زاد المعروض من المنتج ومن ثم انخفض السعر، مشيرًا الى أن الأسعار منخفضة منذ أكثر من شهرين تأثرًا بأزمة كورونا وتراجع المبيعات.

وذكر أن الإنتاج المحلي للدواجن يقدر بنحو 1.6 مليار طائر سنويا وتستهلك الدورة الإنتاجية للدجاجة أعلاف بقيمة 14 جنيه بينما لا يزيد سعر الكيلو منها عند البيع عن 18 جنيه.

الأحذية

يحيي أبو حلقة نائب رئيس شعبة الجلود أكد أن هناك تراجعًا ملحوظًا في القوى الشرائية منذ انتشار فيروس كورونا، مشيرًا إلى أن المصانع المحلية لم تستطع تصريف سوى 10% فقط من مخزونها نتيجة تراجع الطلب على الشراء .

وأضاف “أبو حلقة” أن العديد من الشركات قررت المشاركة في مبادرة “مايغلاش عليك” التي أطلقها رئيس الجمهورية للمساهمة في تحفيز الاستهلاك وقاموا بتقديم خصم على المنتجات يتراوح من 5 لـ 15%، مضيفا أن الكثير من المحلات التجارية أيضًا قامت بتخفيض الأسعار ووضع خصومات وعروض مناسبة لتحفيز المواطن على الشراء في ظل حالة الركود التي سيطرت على السوق المحلية نتيجة نقص السيولة في يد المواطن وكذلك تقليل متوسط الدخل بشكل عام نتيجة غلق الكثير من القطاعات خلال الفترة الماضية.

الأرز

أغلب السلع الأساسية تراجعت بشكل ملحوظ في الأسواق نتيجة وفرة المعروض المحلي، وعلى الرغم من اعتماد مصر على استيراد عدد ليس بالقليل من السلع الأساسية إلا أن الاحتياطي الاستراتيجي ساهم في تجاوز الأزمة بل انخفاض أسعار بعض السلع نتيجة الوفرة ومنها الأرز .

رجب شحاتة رئيس شعبة الأرز باتحاد الصناعات المصرية قال إن الأسعار تراجعت في السوق المحلية بنسبة تصل إلى 18% نتيجة زيادة حجم المعروض في الأسواق، فضلًا عن أن الوقت الراهن هو موسم الحصاد الذي عادة ما يتراجع فيه السعر بشكل عام.

جدير بالذكر أن متوسط سعر طن الأرز الشعير سجل نحو 3500 جنيه مقابل 4000 جنيه، بينما سجل متوسط سعر الأرز الأبيض نحو 5500 مقابل 6500 جنيه بمتوسط انخفاض يُقدر بـ ألف جنيه في الطن الواحد، ويتراوح سعر كيلو الأرز في السوق المحلية بين 6.5 لـ 9 جنيه.

السكر

يحيي كاسب رئيس شعبة البقالة بغرفة الجيزة التجارية، قال إن غلق المطاعمم والمقاهى والإجراءات التي تم اتخاذها خلال فترة كورونا نتج عنها زيادة حجم المعروض من السكر في السوق المحلية، واستمر الأمر حتى الوقت الراهن، موضحًا أن نسبة الإقبال لازالت مقيدة بالطاقة الاستيعابية التي لا يجب أن تتجاوز الـ 25%، وهو ما جعل سعر كيلو السكر يتراوح ما بين 7 لـ 8 جنيهات، فضلًا عن طرح العديد من العروض والخصومات في السلاسل التجارية الكبرى.

وسجل حجم تراجع  سعر طن السكر نحو 600 جنيه للطن الواحد، ليستقر متوسط سعره عند 6500 جنيه مقابل نحو 7200 جنيه في الطن.

الخضروات والفاكهة

حاتم نجيب نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة، أكد أن السلع الاستراتيجية في الخضروات، وهي “البطاطس والبصل والطماطم” تراجعت بشكل ملحوظ نتيجة زيادة حجم المعروض منها في السوق المحلية بمتوسط نسبة يُقدر بنحو 15 لــ 25%.

وذكر “نجيب” أن أسعار الفاكهة أيضًا تراجعت بشكل ملحوظ وتراوح نسبة انخفاض قطاع كبير منها بنحو 20 لـ 30% باستثناء الليمون الذي ارتفع سعره أيامًا معدودة نتيجة زيادة الطلب عليه، وعاد مجددًا إلى سعره المنخفض خلال الأسبوع الماضي، وعلى رأس الفاكهة التي انخفضت “المانجا والكانتلوب والعنب والجوافة”.

وأكد نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية أن الفترة الماضية شهدت زيادة في حجم صادرات القطاع وتم فتح عدد من الأسواق الجديدة في العديد من الدول منها إندونيسيا والأرجنتين والبرازيل والصين وأستراليا، معتبرا أن السبب في ذلك يرجع إلى المشاريع الجديدة ومنها المليون ونصف مليون فدان والصوب الزراعية.

الأدوات الكهربائية

أشرف هلال رئيس شعبة الأدوات المنزلية بغرفة القاهرة التجارية، أكد أن الأدوات الكهربائية تراجع متوسط سعرها خلال الوقت الراهن بنحو 12% كأحد نتائج تراجع سعر الدولار محليًا وعالميًا على خلفية انتشار فيروس كورونا.

وتابع “هلال” أن متوسط تراجع القوى الشرائية اقترب من الـ 30% وهو الأمر الذي جعل العديد من التجار يقدمون عروض وتخفيضات على المنتجات من أجل تنشيط حركة الاستهلاك بشكل عام وإعادة السوق الى نصابه خاصة أن هناك توجه نحو التعايش، مؤكدًا أن تجار الأجهزة الكهربائية يتكبدون الخسائر في سبيل تنشيط حركة البيع وتحريك المياه الراكدة في الأسواق.

اللحوم

شلبي جابر سكرتير عام شعبة القصابين “اللحوم” بغرفة القاهرة التجارية، أكد أن أسعار اللحوم انخفضت بنحو “10 لـ 15 جنيهًا” للكيلو الواحد بحسب المنطقة، مضيفًا أن التجار اضطروا لتخفيض الأسعار نتيجة تراجع القوى الشرائية.

وأضاف “جابر” أن حالة الركود تسيطر على المشهد منذ عيد الأضحى وحتى الآن، معتبرًا أن الأسعار ستحافظ على استقرارها خلال الفترة المقبلة، مطالبًا وزارة الزراعة بالتدخل من أجل توفير “العجول” بأسعار مناسبة والعمل على الانتهاء من مشروع البتلو العالق منذ عدة سنوات.

الأسماك

محمد جعفر عضو مجلس أمناء سوق العبور، أكد أن أسعار الأسماك تراجعت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة نتيجة زيادة حجم المعروض في السوق المحلية وتوافر الأسماك بكميات كبيرة.

وأضاف “جعفر” أن أزمة “كورونا” ساهمت في انخفاض الأسعار بشكل ملحوظ لأغلب الأنواع، وذلك نتيجة تراجع حجم المبيعات لما يقرب من الـ 30%، مؤكدًا أن السوق المحلية عاود انتعاشه خلال الأسبوعين الماضيين.

وتنتج مصر نحو مليون طن أسماك سنويًا وتُصدر نحو 25 لـ 30 ألف طن، وتأثر حجم الإنتاج في الآونة الأخيرة بضخ المزارع السمكية وهو أيضًا ما ساهم في تخفيض الأسعار محليًا إلى جانب تراجع الطلب.