يبدو أن النجم الأرجنتيني الأبرز في تاريخ نادي برشلونة، ليونيل ميسي، لن يتراجع عن فكرة الرحيل عن صفوف البارسا خلال موسم الانتقالات الصيفية الحالية، بعد أن سئم من الأوضاع داخل النادي الكتالوني من أزمات وتخبط إداري إلى موسم كارثي خالي الوفاض من البطولات وهزيمة مذلة في النهاية من بايرن ميونيخ بثمانية لهدفين بربع نهائي دوري أبطال أوروبا، كانت مثل القشة التي قسمت ظهر البعير، وحجر زاوية في قرار ميسي النهائي بالرحيل والصادم لكل عشاق البلوجرانا على مستوى العالم.
ورغم أنها كانت مجرد فكرة تراوده بعد الخسارة المهينة، توقع الغالبية عودته عن قراره بعد أن يهدأ، إلا أنه كان له رأي آخر وصمم على الرحيل، الأمر الذي زلزل أركان النادي وملعبه كامب نو رأسًا على عقب، وبلغت التداعيات ذروتها عقب ذلك القرار الذي أبلغه ميسي بنفسه لإدارة ناديه عبر الفاكس مساء الثلاثاء، برغبته في فسخ العقد من طرف واحد الذي يربط بينهما حتى 30 يونيو المقبل عام 2021.
وأرسل محامي اللاعب، فاكسًا أعلن فيه رغبت ميسي في إنهاء عقده من جانب واحد، بموجب البند الذي يسمح له القيام بذلك والذي انتهى في العاشر من يونيو الماضي، لكن النادي يعتبر أن عقده ساري المفعول حتى 30 يونيو 2021، وأوضحت تقارير صحفية، أنه من حيث المبدأ، انتهت صلاحية هذا البند في 10 يونيو، لكن الطبيعة غير المعتادة لهذا الموسم بسبب فيروس كورونا قد مهدت الطريق لميسي لطلب فسخ عقده اعتبارًا من الآن.
تحسرت الصحافة الرياضية الإسبانية، بشدة على خبر رحيل ميسي
الصحف تتحسر على الفضائي
تحسرت الصحافة الرياضية الإسبانية، بشدة على خبر رحيل ميسي في تداولها إياه منذ الإعلان عن قرار ميسي بشكل رسمي، حيث عنونت أكبر الصحف الإسبانية عن وداع وشيك بين البرغوث والبارسا، بعد سنوات طويلة من التألق والنجاحات منقطعة النظير، قرر “الفضائي” إنهاء قصة الحب بينه وبين ناديه عند هذا الحد بعدما حدث له طيلة الموسم الأخير.
فصيحفة “سبورت” الكتالونية، كانت الأكثر متابعة ورصد لآخر التطورات بتلك القضية، فعنونت “رحيل ميسي عن برشلونة” ، وكتبت تفاصيل الفاكس الذي أرسله اللاعب للإدارة لطلبه الرحيل بشكل جدي، عكس ما كان متوقعًا بأنه قد يتراجع بعد التغييرات العديدة التي قام بها الرئيس جوسيب ماريا بارتوميو مؤخرًا، بإقالة المدرب كيكي سيتين والمدير الرياضي إريك أبيدال، والمجيء بأحد رموز النادي رونالد كومان مدربًا ليعدل الأوضاع ثانية.
فيما أكدت صحيفة “آس” الإسبانية نقلاً عن إذاعة “أونسي”، أنها نهاية الحقبة المجيدة لليو ميسي في برشلونة، خاصة بعد وصول المدرب رونالد كومان والحديث الذي دار بينهما بأنه لن يعطيه كافة الامتيازات التي حصل عليها سابقًا وسيكون هو صاحب الكلمة الأولى والعليا في غرفة خلع الملابس وسيبدي مصلحة النادي العليا على كل النجوم، بالإضافة لعرض صديقه الأوروجواياني لويس سواريز للبيع، مع النهاية صعبة والمضطربة للموسم، كلها أسباب رئيسية في رحيله بشكل جدي وعدم التراجع عن الفكرة التي راودته في البداية عقب نكسة بايرن.
أما صحيفة “ماركا” الإسبانية، فاستخدمت عنوان “القنبلة الشاملة”، كما وصفتها الصحيفة الأرجنتينية الرئيسية “أوليه”، بعد 11 يومًا من هزيمة برشلونة التاريخية أمام بايرن ميونيخ، ووصفتها بأنه كان ختامًا كارثيًا للموسم وأدى إلى ثورة حقيقية داخل النادي الكتالوني.
وتسببت كل هذه العوامل في إقالة المدرب كيكي سيتيين وحل محله رونالد كومان، الذي أخبر صديق ميسي، لويس سواريز بالرحيل هاتفيًا، كانت عامل آخر في استقرار رأي البرغوث على الرحيل وفقًا لصحيفة “ماركا”، كغيره من الركائز الأساسية لبرشلونة مثل التشيلي أرتورو فيدال، الكرواتي إيفان راكيتيتش والفرنسي صامويل أومتيتي.
أما صحيفة “موندو ديبورتيفو” كتبت: “الفاكس ينهي رحلة ميسي ببرشلونة”، وشرحت الأسباب الحقيقة لإصرار الملك الأرجنتيني على الرحيل من الباب الصغير بعد موسم للنسيان، تضرر منه كثيرًا فنيًا ومعنويًا، للرجل صاحب الـ6 كرات ذهبية وأحد أفضل النجوم على مستوى كرة القدم عبر تاريخها بأكمله.
لقي ميسي عقب قراره الأخير العديد من رسائل الدعم والمساندة من نجوم النادي السابقين والحاليين
رسائل دعم ومساندة لميسي بعد قراره
لقي ميسي عقب قراره الأخير العديد من رسائل الدعم والمساندة من نجوم النادي السابقين والحاليين، حيث كتب أسطورة النادي الكتالوني ومدافعه الدولي السابق كارليس بويول على حسابه بـ”تويتر” مساء الثلاثاء: “احترام وتقدير، ليو. كل دعمي يا صديقي”.
من جهته، كتب أرتورو فيدال زميله الحالي بالبارسا، كذلك على حسابه في “تويتر”: “عندما تحبس نمرًا في قفص، لا يستسلم، إنه يقاتل”.
خرج العديد من جماهير نادي برشلونة في شبه مظاهرات صوب ملعب كامب نو معقل الفريق
المظاهرات تغزو كتالونيا والشرطة تتدخل
خرج العديد من جماهير نادي برشلونة في شبه مظاهرات صوب ملعب كامب نو معقل الفريق، للمطالبة ببقاء ميسي وذلك عقب دقائق من الإعلان عن رغبته الرسمية في الرحيل عن النادي الذي لطالما كان واجهته الأهم ربما عبر العصور وهو هدافه التاريخي وأكثر لاعب صنع له أهداف وفاز معه بست كرات ذهبية ومثلهما في جائزة الحذاء الذهبي.
فيما وصلت قوات الشرطة الإسبانية إلى محيط مقر نادي برشلونة مساء الثلاثاء، من أجل احتواء غضب الجماهير الحاضرة، للمطالبة بقاء النجم الأرجنتيني وإثنائه عن قراره بالرحيل خارج الكامب نو.
ونشرت صحيفة “سبورت” الكتالونية، مقاطع فيديو وصور خاصة، ظهر خلالها عدد غفير من مشجعي النادي، يقومون بالهتاف لصالح ميسي، بقولهم: “ابق يا ميسي، لا ترحل، نحن نحبك”، بينما تلقى الرئيس جوسيب بارتوميو، هتافات معادية من الجماهير الحاضرة أمام مقر برشلونة، حيث تمت مطالبته بالرحيل على الفور.
الهتافات أصبحت متزايدة في غضون دقائق مما أدى لزيادة الحضور دقيقة بعد أخرى، ما دعا الشرطة إلى الوصول سريعًا نحو مقر النادي، خوفًا من تصاعد حدة الاحتجاجات فيما بعد وحدوث أي اضطرابات بخصوص هذا الأمر.
