اختلفت حسابات الشهرة والنجومية في عصرنا الحالي عما سبق، ففي الماضي كان الفنان أو النجم يحتاج إلى التخطيط لحملة دعائية كبيرة بين حين وآخر، أو بعد كل عمل فني له، مدفوعًا بالحرص على الظهور للجمهور والإعلام دائمًا يتحدث عن أهم أعماله، وخططه للمستقبل.
كانت هذه هي الطريقة المُثلى والسائدة لجذب عدد كبير من المتابعين، حاليًا اختلفت الأمور كثيرًا، فيمكن تحقيق ما سبق دون عناء، فقط بضغطة زر واحدة يستطيع نشر أحدث الصور، وإبداء الآراء في الحياة العامة، وأهم إنجازاته الماضية، ومخططاته القادمة، ويراه الآلاف وأحيانًا الملايين، فمنذ أن تغلغلت وسائل التواصل الاجتماعي في الحياة اليومية، أخذ المشاهير يتسابقون للوصول إلى أكبر عدد من المتابعين، أو كما يطلق عليهم “الفانز”، فكلما ارتفع عدد المتابعين وضغطات الإعجاب والمشاركات، انعكس ذلك على مستوى الشهرة والترتيب.
قد يكون من الصعب الحصول على نسب كبيرة من المتابعين، فيلجأ البعض إلى شرائها من خلال الاعتماد على بعض التطبيقات، أو الشركات التي تتيح للمستخدم زيادة عدد المتابعين الوهميين لصفحته، بهدف التباهي والتفاخر.
كيف تتم المتابعة الوهمية؟
كشف تقرير لشركة “باركودا لابز” الأمريكية المتخصصة في دراسات وتحليل المخاطر، عن زيادة واضحة في ظاهرة شراء المتابعين الوهميين على العديد من مواقع التواصل.
وأوضح التقرير أن السوق السوداء لبيع المتابعين، انتشرت بصورة كبيرة منذ عام 2015 على وجه الخصوص، ولا تزال في ارتفاع مستمر، مشيرًا إلى أنه يمكن بيع كل متابع وهمي نحو ألفي مرة على الأقل، مما يرفع قيمة المتابع الواحد إلى 50 دولارًا.
وقال إن مليون متابع وهمي يمكن أن يجلب أضعافه من الدولارات للبائع، وهو ما يجعل هذه السوق رائجة بشكل مستمر.
يشار إلى أن هناك بعض المواقع التي تقوم بتقديم خدمات البيع المباشر، فمثلا يشتري الفرد 5000 متابع لحسابه مقابل دفع مبلغ 100 دولار، وهناك مواقع تقوم بعملية تدوير ومبادلة المتابعة، بحيث يقوم الفرد بتسجيل ومتابعة عدد 100 شخص مثلا، وبالتالي يتم عرض اسم الشخص 100 مرة على أشخاص آخرين ليقوموا هم بمتابعته أيضًا، وعادة ما تكون حسابات صحيحة ولكنها أجنبية وبعد فترة وجيزة يقوم هؤلاء بإلغاء المتابعة وهكذا، مع الأخذ في الاعتبار أن الأمر أصبح تجارة يعمل بها عدد كبير من الأفراد بشكل فردي أو تحت مظلة شركات بعينها.
كشف المتابعين المزيفين
الأمر لا يمر بهذه السهولة، فهناك طرق عديدة يمكن من خلالها الكشف عما إذا كان هؤلاء المتابعون حقيقيون أم وهميون، فيقول أحمد خطاب أحد العاملين بمجال التسويق الرقمي، إن بعض المشاهير يقدر عدد المتابعين لديهم بالملايين، في حين أن عدد ضغطات الإعجاب على المنشور لنفس الفرد لا تتعدى مئات، ومن هنا يمكن اكتشاف أن هذا الشخص يشتري المتابعين، وهم غير حقيقين بالنسبة له.
ويوضح أن هناك طريقة أخرى يمكن من خلالها الكشف عن المتابعين المزيفين، وهو أن يكونوا بدون هوية، أو بمعنى آخر حسابات وهمية لا تمتلك حتى صورة لـ”لبروفايل”، أو توجد صورة ولكن لا توجد أي معلومات تدل على هوية الشخص نفسه .
متابعة حقيقية
بالرغم من وجود عدد كبير من الفنانين يسعون لجلب “الفانز” من خلال الشراء، إلا أن هناك صفحات خاصة لبعض المشاهير خاصة الفنانين منهم تتمتع بعدد مرتفع من المتابعين الحقيقيين غير الوهميين.
في مطلع عام 2019، حصد عدد من النجوم والفنانين العرب أكثر من 350 مليون متابع على مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها، لتتصدر صفحاتهم أكبر الصفحات العربية حصداً للمتابعين، الذين تراوحت أعدادهم بين 170 مليون متابع على موقع “فيس بوك” و72 مليون متابع على “تويتر”، و98 مليون متابع على “إنستجرام”.
ووفق هذا الإحصاء جاءت على رأس القائمة، الفنانة اللبنانية نانسي عجرم بعدد متابعين بلغ نحو 60 مليون متابع، بينهم 21 مليونًا على موقع “فيس بوك”، وأكثر من 16 مليون متابع على “تويتر”، و22 مليون على صفحتها الشخصية بموقع “إنستجرام”.
ثم جاءت في المركز الثاني الفنانة “إليسا” التي بلغ عدد متابعيها نحو 48 مليون شخص، بينهم 23 مليون على “فيس بوك”، و14 مليون على “تويتر”، ونحو 10 ملايين على “إنستجرام “.
وفي المرتبة الثالثة حل النجم عمرو دياب، بعدد متابعين يبلغ نحو 35 مليون شخص، 18 مليون على “فيسبوك”، و11 مليون على “تويتر”، و ما يزيد عن 6 ملايين على موقع “انستجرام”.
وتلاه مباشرة النجم تامر حسني بإجمالي عدد متابعين 32 مليون شخص، بينهم 19 مليون متابع على “فيس بوك”، و3 ملايين على “تويتر”، و10 ملايين على “إنستجرام”.
عقب ذلك تأتي الفنانة شيرين عبد الوهاب بـ 30 مليون متابع، 16 مليون على “فيسبوك”، و3 ملايين على “تويتر”، و6 ملايين على “انستجرام”.
تليها النجمة الإماراتية أحلام، التي يبلغ عدد متابعيها 26 مليون متابع، بينهم 10 ملايين شخص على “فيس بوك”، و8 ملايين على “تويتر”، و8 ملايين على “إنستجرام”، تلتها مباشرة النجمة السورية أصالة نصري، بـ 25 مليون متابع، 16 مليون منهم على “فيس بوك”، و5 ملايين على “تويتر”، ونحو 4 ملايين على “إنستجرام”.
كان هؤلاء الفنانون من أكثر النجوم في الوطن العربي حصدًا لعدد المتابعين، بشكل حقيقي، وبتحليل هذه الأرقام على أرض الواقع، نجد أن هؤلاء النجوم خاصة لهم شعبية جارفة، وفي نفس الوقت يتميزون بالذكاء من حيث الانتشار والتسويق لأنفسهم في مختلف وسائل التواصل، وهو ما يفيد بأنه على الرغم من رواج سوق شراء المتابعين إلا أنه من الممكن أن يحصل الفنان على مساحة حقيقية عبر العالم الافتراضي بجهوده.