انفجار مستودعات أنابيب الغاز مسلسل يتكرر على مدار العام، دون اتخاذ إجراءات لنقل المستودعات خارج الكتلة السكنية، مؤخرا انفجر مستودع لأنابيب الغاز بمحافظة المنوفية، وتسبب في مصرع سيدة وإصابة 3 أشخاص أخرين وانهيار منزل بقرية شنوان التابعة لمركز شبين الكوم، نتيجة قيام أحد الأهالي بتفريغ أسطوانة عاز كبيرة في آخري صغيرة مما أدي إلى حدوث انفجار وانهيار المنزل.
إصابات عدة لحقت بسكان المنزل، تعددت ما بين حروق وكدمات متفرقة بالجسم، انه وتم نقل المصابين إلى المستشفى الجامعي بشبين الكوم لتلقي العلاج اللازم.
حسام عرفات، رئيس شعبة المواد البترولية في الاتحاد العام للغرف التجارية، قال إن نقل هذه المستودعات يتم تطبيقه على المستودعات الخاصة، دون أن يشمل المستودعات الحكومية، مطالبا تكثيف الرقابة على تلك المستودعات، حتى لا تستخدم بشكل غير رسمي.
عرفات، أكد أن تلك المستودعات تفتقر لمعايير الأمان، وأهمها تخصيص مساحة الأرض المخصصة لإقامة مستودع تبلغ ٢٠٠ متر، ويتم بناء المستودع على مساحة ١٠٠ متر منها بارتفاع ٤ أمتار، ويتم إنشاء سور على بعد مترين من المخزن وقال إن عدد مستودعات القطاع الخاص على مستوى الجمهورية ٣٦٠٠ مستودع في مقابل ٣٣٥٠ مستودعا حكوميا، بإجمالي سبعة آلاف مستودع، كما يوجد ما يعرف بالمستودعات الأهلية وتعتبر كارثة كبرى.
ووفقا لقرار وزير الاسكان والتشييد الأسبق، عبد العزيز كمال، رقم 79 لسنة 1973 المنظم لإنشاء مستودعات الأنابيب ومحال الغازات البترولية، الصادر بتاريخ 28 فبراير/ شباط 1973. حدد القرار الارتفاع اللازم لسقف المستودعات بأربعة أمتار، بالإضافة إلى إقامة سياج خارجي على بعد مترين من المستودع، وحظر ترك سيارات نقل الاسطوانات أو تخزين الاسطوانات خارج المكان.
لكن القرار لم يحظر وجود تلك المستودعات داخل الكتل السكنية، واكتفى باشتراط ترك مسافات تتراوح بين 15 و20 متراً بين المستودع وأماكن التجمعات المغلقة كدور السينما، وكذلك المستشفيات. كما اشترط أيضا عدم وجود المستودعات بالقرب من أماكن بها مصادر لهب كالورش الصناعية والمطاعم دون أن يحدد أي مسافة أمان.
سيارات النقل أمام المنازل
أماني همام، من قرية دهشور بمحافظة الجيزة، تقول إن مستودع الأنابيب ملاصق تمام لمنزلهم، وتؤكد أن السيارات الخاصة بتحميل الأنابيب أمام المنازل طوال الوقت. وتضيف: انفجرت أنبوبة منذ مدة وجيزة، بسبب رميها من أعلى السيارة من قبل العمال على الأرض، ما تسبب في انفجار مدوي، أثار الهلع في نفوسنا، ونحذر على الأطفال الاقتراب من المكان بسبب خطورته. وطالبت بحل تلك الأزمة، فلا مسافة بين ذلك المستودع وبين منازلهم، وكذا لا يلتزم العاملين فيها بمعايير السلامة، ما يجعلها قنابل موقوتة قد تنفجر في أي وقت.
ترخيص المستودع
“تعتبر أهم إجراءات الحصول على ترخيص مستودع بوتاجاز ضرورة معاينة شركة الغازات البترولية (بتروجاس) لموقع المستودع، على أن توصي للمحافظة أو المحليات إما بالموافقة أو الرفض، وبتروجاس الهيئة العامة للبترول ومسؤولة عن توزيع اسطوانات البوتاجاز لكافة المستودعات في البلاد وكذلك الضخ لمصانع التعبئة.
مدير شركة بتروجاس السابق، عادل الشويخ، قال في تصريحات سابقة له إن الشركة أخطرت مستودعات القطاع الخاص بمعدلات الأمان، ولم يلتزموا ملقيًا بالمسؤولية على أجهزة المحليات التي تضم المحافظات ومديريات الوزارات في كل محافظة، وتحديدا مديرية التموين. وأكد أن المستودعات الحكومية تلتزم باشتراطات الأمان، منها نقل الاسطوانات معبأة داخل صناديق بشكل رأسي، مما يقلل المخاطر في التعامل مع الأسطوانات، وأن المستودعات القديمة لا يمكن نقلها حالياً لأن المواطن سيتحمل تكلفة نقل اسطوانة البوتاجاز، الأمر الذي سيزيد تكلفتها للضعف طبقاً للمسافة، خاصة وأن اسطوانات البوتاجاز أحد الأشياء الممنوع نقلها بالمواصلات العامة.
المستودعات القديمة لا يمكن نقلها حالياً لأن المواطن سيتحمل تكلفة نقل اسطوانة البوتاجاز
حريق مستودع
تقدم سكان منطقة أرض عودة بشبرا الخيمة بشكوى للمحافظ، بسبب معاناتهم من كوابيس من انفجار أنبوبة غاز داخل المستودع قبل 15 عاما، وتم إصلاح ما أتلف مرة أخرى، وعاد للعمل.
وفقًا لأخر إحصاءات أصدرتها محافظة القليوبية فإنه يوجد بها 173 مستودعا بكافة قرى ومدن المحافظة، منهم 73 داخل الحيز العمراني.
مستودعات مخالفة
يوجد عدد كبير من المستودعات المخالفة التي لم يستخرج أصحابها أوراق تراخيص بعد، فقد عاش أهالي مركز أبوتشت، شمال محافظة قنا، ساعات من الرعب والهلع والخوف بعد حدوث انفجار ضخم في قرية النواهض، بلاد المال بحري، على الطريق الصحراوي، وخرج المواطنين من منازلهم، غير مستوعبين ماذا يحدث في مثل هذا المكان المعروف لهم على أنه قاعة افراح.
بعد انتقال الأجهزة الأمنية والوحدة المحلية لمركز أبوتشت وقوات الحماية المدنية، توضح أنه انفجار لمكان مهجور تتم فيه تعبئة اسطوانات البوتاجاز منذ فترة طويلة، في غياب المسئولين ودون علم الأهالي الذين صدموا عند معرفتهم باستخدام مكان الواقعة في ذلك.
انفجر مستودع أنابيب غاز بقرية ميت يزيد بمركز منيا القمح، ما تسبب في سقوط ضحايا، وتدمير ثلاث منازل وسيارتان، وأكد المسؤولون أن المستودع غير مرخص.
وقال عبد العزيز زكي، من أهالي منيا القمح، قال إن “7 مستودعات غاز داخل المدينة وبالقرى التابعة لها تم إنشائها داخل الكتلة السكنية بالمخالفة لقانون إنشاء مستودعات الغاز، مؤكدًا على انهم يمثلوا خطرة على حياتهم.
الزحف العمرانى
معتز حجازي، المتحدث باسم محافظة المنوفية، قال إن مستودعات البوتاجاز الموجودة داخل الحيز العمراني للمحافظة كانت مستوفية للشروط، وذلك وقت إصدار التراخيص، لكن الرقعة السكنية هي التي زحفت عليها، وأن رخص مستودعات البوتاجاز صدرت جميعها مطابقة لاشتراطات السلامة والصحة المهنية في وقتها.
حجازي، شددا على أنه يتم متابعتها بشكل مستمر، للتأكد من شروط السلامة، لافتاً إلى أن القانون لا يسمح مطلقاً أن يمارس أحد نشاطاً يهدد حياة وسلامة المواطنين دون ترخيص، وأنه تم القبض على صاحب المستودع الذي انفجر.
توصيل الغاز الطبيعى يقضى على مافيا أصحاب المستودعات
توصيل الغاز
المهندس مدحت يوسف، خبير بترولي، يقول إن وزارة البترول تسعى منذ فترة إلى توصيل الغاز إلى المناطق التي بها كثافة سكانية، لتخفيف الضغط على سوق أنابيب البوتاجاز، مؤكدا أن عملية التوصيل ستقضى على مافيا أصحاب المستودعات وتجبرهم على الانتقال من الماكن التي وصلت إليها الغاز الطبيعي.
الخبير البترولى، أكد أن مشكلة مستودعات أنابيب البوتاجاز ووجودها داخل المناطق السكنية تسببت في حدوث كوارث مثل حادثة البراجيل والمنوفية وغيرها، مشددًا على أنه يجب على المسئولين التحرك بسرعة لنقل تلك المستودعات إلى مناطق آمنة خارج حدود المناطق المكتظة بالسكان. وأضاف أنه يمكن ترك مكتب للمستودع أو مندوب يتلقى طلبات المواطنين، وأنه هناك أزمات في إدارة المحليات للأمر.