بعد أن فجر الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم وأسطورة برشلونة قنبلة ذرية داخل أروقة النادي الكتالوني، بطلبه رسميًا الرحيل عن الفريق هذا الميركاتو الصيفي، وأنه لن يتراجع في فكرة الرحيل عن الفريق، دخل البلوجرانا وإدارته في دوامة كبيرة وجديدة عن هوية المعوض لرحيل نجمه الأبرز بالألفية الجديدة، ومن سينقذ برشلونة بعد نهاية عصر ميسي بكتالونيا، وتحول هذا الأمر إلى الهاجس الأول للإدارة لامتصاص كذلك الغضب الجماهيري العارم ضدهم لفشلهم التام في كل الملفات بالموسم المقضي.
ومع نهاية عصر ميسي الذهبي في الكامب نو، يبدأ عصر جديد غامض في برشلونة، من سيخلف سيد اللاعبين؟ وهل هناك لاعب بمقدوره ملء ذلك الفراغ وحده؟ أم هل سيدخل البارسا نفق مظلم مثلما حدث لغريمه ريال مدريد عندما رحل عنه نجمه الأبرز كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس صيف 2018؟، كلها أسئلة دارت وتدور في أذهان جماهير برشلونة العاشقة للفريق والمصدومة حتى هذه اللحظة من فراق ميسي لقميص البلوجرانا الأزرق والأحمر الشهير بعد سنوات مجد طويلة مع بعضهما البعض.
المرحلة الجديدة بدون ميسي تتطلب في البداية البحث عن بديل للبرغوث، على قدر مقارب لمستواه وقدراته وقيادته داخل الفريق الكتالوني، لأن ليس هناك لاعبًا يضاهي ميسي في كل ذلك بالعصر الحالي بدون أدنى شك، فالأرجنتيني الفضائي لاعب من كوكب آخر وقيمته وثقله الفني لا غنى عنه في أي فريق ويحدث هزتين وليس هزة واحدة داخل أكبر فرق العالم، فما بالك ببرشلونة الذي صنع أمجاده وكان هدافه التاريخي والنجم الأبرز به طوال ربما تاريخ النادي الكتالوني وليس السنوات الأخيرة فقط.
الصحافة الإسبانية بدأت ترشح عدة بدلاء محتملين من مصادرها المقربة من داخل برشلونة، حيث كشفت صحيفة “سبورت” وموقع “دون بالون” الإسبانيان أن كومان بالفعل حدد 3 أسماء بعينها للتعاقد معها كلاعب بديل لميسي خلال الميركاتو الصيفي الحالي، وقد كشفت التقارير عن تخصيص إدارة برشلونة لقيمة قياسية مقابل 225 مليون يورو لشراء بديل لميسي، وهي قيمة أكبر من أغلى لاعب في العالم وهو البرازيلي نيمار الذي انتقل لباريس سان جيرمان من برشلونة نفسه قبل 3 أعوام مقابل 222 مليون يورو قيمة كسر عقده بالشرط الجزائي.
نيمار “عودة الابن الضال”
بعدما رحل بشكل غير مناسب عن برشلونة صيف 2017 إلى باريس سان جيرمان في صفقة قياسية، ولراتبه التاريخي هناك وللهروب من ظل ميسي كما قال حينها وقيل في الصحافة كذلك، خرج نيمار من الكامب نو صوب حديقة الأمراء في باريس رفقة سان جيرمان، ولكنه فشل في 3 مواسم من تحقيق اللقب الأهم دوري أبطال أوروبا رغم وصوله للنهائي هذا العام، ولكنه خسره مجددًا أمام بايرن ميونيخ الألماني بهدف نظيف لتتبخر أحلامه في الفوز بالكأس ذات الأذنين رفقة “البي إس جي”، رغم أنها كانت فرصة سهلة وسانحة لهم كثيرًا.
مما قد يفتح الباب له للعودة إلى برشلونة ومن الباب الكبير ويكون النجم الأول بالفريق بعد رحيل ميسي، الذي لن يبقى في ظله مرة أخرى، خاصة مع محاولات برشلونة في استعادته بالصيف الماضي وكان قريبًا من العودة برغبته في الرحيل عن باريس، مما يعني أن الصفقة قد تكون ملائمة الآن أكثر من أي وقت مضى وبالقيمة الكبيرة التي يريدها سان جيرمان، ستكون كل الأمور مهيأة لعودة الابن الضال ثانية لبرشلونة ويبني عليه كومان فريقه الجديد لإعادة أمجاد البلوجرانا ثانية.
مبابي “فتى زيدان المدلل”
كشفت الصحف الإسبانية السابق ذكرهما، أن الخيار الثاني الذي حدده كومان لإدارة برشلونة لتعويض رحيل ميسي الوشيك عن كامب نو، هو زميل نيمار في سان جيرمان وبطل العالم ووصيف دوري الأبطال كيليان مبابي، الشاب السريع صاحب الإمكانات والقدرات الخاصة والسرعات الاستثنائية، وهو ثاني أغلى صفقة في تاريخ الكرة بعد نيمار عندما انتقل من موناكو إلى سان جيرمان مقابل 180 مليون يورو، حيث يرى المدرب الهولندي أنه بصغر سنه وإمكاناته الكبير قادر على تعويض ميسي ولو بعد فترة نظرًا لصغر سنه أيضًا، وكونه أحد النجوم الأعلى في العالم ومن النخبة فسيكون حل مرضي كثيرًا لجماهير البارسا الغاضبة.
ولكن العائق الوحيد الذي قد يقف حائلاً على اتمام تلك الصفقة، هو حب مبابي لريال مدريد وكشفه عن رغبته سابقًا في اللعب للملكي الغريم التقليدي لبرشلونة، كذلك عشقه الكبير لزين الدين زيدان المدرب الحالي للوس بلانكوس، يجعل من الأمر صعبًا كثيرًا على برشلونة في إتمام الصفقة على عكس الخيار الأول بضم نيمار سيكون أسهل كثيرًا من خيار مبابي في السوق بهذا الميركاتو.
صفقة متاحة في السوق
الخيار الثالث الذي حدده كومان لإدارة برشلونة لتعويض ليو الساحر، هو جادون سانشو الجناح الإنجليزي الشاب لبروسيا دورتموند صاحب السرعات الكبيرة والفنيات الرائعة، والذي كان أهم طلب لإدارة مانشستر يونايتد هذا الصيف وكان قريب من اتمام الصفقة، لولا رفض دورتموند التفريط فيه بقيمة أقل من التي حددها لبيعه مقابل 108 ملايين يورو، الأمر الذي رفضته إدارة يونايتد ورأت أنه مبالغًا فيه وسط الظروف الحالية لفيروس كورونا المستجد وكذلك صغر سن اللاعب.
ما أدى لفشل الصفقة بين الفريقين خلال الفترة الأخيرة الماضية، رغم اتفاقهما في البداية بشكل مبدئي على إتمامها وموافقة اللاعب على الانتقال لمسرح الأحلام رفقة المدرب النرويجي أولي جونار سولسكاير، وهنا طلب كومان ضم سانشو بدفع القيمة المطلوبة لفريقه الألماني ما يعني أنها ربما تتم بنجاح ولكن هذه المرة صوب الكامب نو وليس أولد ترافورد.
صلاح حل آخر
تقارير صحفية كثيرة كانت قد رشحت نجم المنتخب الوطني محمد صلاح هداف ليفربول الإنجليزي، سابقًا في الانضمام لبرشلونة وتعويض ميسي إذا ما قرر الرحيل، وكان على رأسها صحيفة “ميرور” البريطانية، كما عادت بعض التلميحات عن وجود صلاح وربما زميله السنغالي ساديو ماني في حسابات كومان مجددًا هذا الصيف لتعويض ميسي.
خاصة بعد إعلان شاك سورت أحد أساطير نادي أياكس الهولندي عن حديثه مع كومان بالفترة الأخيرة، ونصحه بضم الفرعون ليكون بديلاً لميسي وقد رحب بالفكرة معتبرًا إياه لاعبًا كبيرًا وأنه في حساباته بالفعل لتعويض رحيل ميسي، ولكنه سيجلس ثانية مع إدارة برشلونة ليرى الميزانية المرصودة من جانبهم لضم بديل البرغوث، خاصة وأن ليفربول لن يقبل بأقل من 180 إلى 200 مليون يورو في بيع صلاح هذا الصيف لقيمته الكبيرة، ولكن مع رصد إدارة البارسا لمبلغ أكبر بالفعل لضم بديل ميسي.
ومع فشل اختياراتهم خاصة نيمار ومبابي، ستكون الفرصة سانحة بقوة للنجم المصري للانضمام لبرشلونة هذا الصيف، خاصة أن المتغيرات الأخيرة برحيل ميسي قد تغير رأيه في البقاء مع الريدز بالموسم الجديد وتطير به للكامب نو.