قبل دخول نجم المنتخب الوطني محمد صلاح هداف ليفربول الإنجليزي، في قائمة اهتمامات نادي برشلونة الإسباني مؤخرًا لتعويض رحيل نجمه الأبرز ليونيل ميسي الوشيك عن الفريق هذا الصيف، كان نادي يوفنتوس الإيطالي يبدأ عهد جديد مع مدرب الشاب أندريا بيرلو لاعب البيانكونيري السابق، الذي وضع الفرعون ضمن أهم الصفقات التي يريدها لتدعيم صفوف السيدة العجوز هذا الصيف، بيد أن صلاح قرر في وقت سابق البقاء مع فريقه الأحمر هذا الموسم ولكن مع المتغيرات الكثيرة الأخيرة قد يغير رأيه في الفترة القادمة.

لاسيما وأن موسم الانتقالات الصيفي هذا العام سيمتد لنصف شهر أكتوبر المقبل بشكل استثنائي بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد، والذي فعله في النشاط الكروي بأوروبا والعالم وتوقيفه للدوريات لفترة تخطت الثلاثة أشهر، مما يعني أن الصفقات قد تشهد تطورات كبيرة خلال الفترة المقبلة، خاصة مع المفاجآت الكثيرة هذا الصيف وكان آخرها وأبرزها إعلان ميسي رحيله عن برشلونة وما سيخلفه ذلك من انتقالات ضخمة بالفترة القادمة، من وجهة ميسي نفسه المقبلة وكذلك تحركات برشلونة لضم نجم عالمي جديد ليخلفه في النادي الكتالوني.

ومع رغبة بيرلو في تدعيم هجوم يوفنتوس الذي ظهر تائهًا بعض الشيء بالموسم المنقضي مع المدرب السابق ماوريسيو ساري، قرر بيرلو الاستغناء عن الأرجنتيني جونزالو هيجواين حيث أعلن أنه خارج حساباته بالموسم الجديد، مفضلاً الاعتماد على كريستيانو رونالدو كمهاجم صريح وبجانبه باولو ديبالا، ومن ثم دخول السوق للتدعيم بلاعب ثالث يكمل مثلث الهجوم وقد وقع اختياره على فخر العرب محمد صلاح.

بل وكشفت تقارير صحفية إيطالية عن استعداد يوفنتوس لجعل صلاح ثاني أعلى راتب في الفريق ككل خلف الدون البرتغالي رونالدو، ما يعني اهتمامهم الكبير بضم الفرعون وتلبية احتياجات المدرب الشاب بيرلو لكي ينجح ويكسبوا الرهان على اختيارهم الغريب الذي فاجأ الجميع بعد إقالة ساري بالآونة الأخيرة.

بداية عصر جديد

بلا شك ستكون بداية عصر جديد للسيدة العجوز مع بيرلو، يرغب من خلاله تكوين فريقه الخاص، وخلق توازن بين الدفاع والهجوم ليعيد لليوفي رونقه الذي فقده مع ساري المدرب السابق صاحب الفكر الراديكالي والمطور هجوميًا كثيرًا، عن هوية اليوفي والكرة الإيطالية عامة في الشكل الدفاعي أو التوازن بين الهجوم والدفاع بشكل متحفظ دفاعيًا بشكل أكثر مع الاعتماد على الهجمات المرتدة في الهجوم، وليس أسلوب الاستحواذ والكرة الشاملة الذي يتبناه ساري ولم ينجح به لعدم توافق إمكانات اللاعبين الموجودين بالقائمة لأفكاره وعدم دعمه الكافي بنجوم وفق فلسفته تلك من قبل الإدارة، وبالتالي عادت لرشدها وتعاقدت مع بيرلو معدوم الخبرات التدريبية ولكن صاحب المسيرة الطويلة والأسطورية والمتمرس مع الأسلوب وفلسفة اليوفي والكرة الإيطالية المحبب للبيانكونيري على أمل عودة الهيبة والهوية للفريق ثانية.

وكانت أول طلبات بيرلو، هي التعاقد مع صلاح، جناح سريع يجيد الهجمة المرتدة ولديه إمكانات مهارية وفنية كبيرة وقادر على اللعب في كل مراكز خط الهجوم، مما يعني توافقه تمامًا مع فلسفة اليوفي، وسيساعد كثيرًا رونالدو وكذلك ديبالا في زيادة الأهداف وضرب الخصوم بقوة ولاسيما خبرته في دوري الأبطال وفوزه به مع ليفربول مرة وكان وصيفًا مرة، بالتالي سيكون مفيدًا للنادي نحو حلمه في الفوز بالكأس ذات الأذنين.

تألق سابق في إيطاليا

الأمر الثاني الذي سيدعم صلاح للتألق في يوفنتوس ويصبح صفقة ناجحة ومميزة بكل تأكيد، هو تجربته السابقة والرائعة بالدوري الإيطالي من قبل، سواء مع فيورنتينا أو نادي روما، حيث حقق نجاحًا كبيرًا، ولديه خبرات عميقة بالحياة في إيطاليا وأساليب اللعب وكل شيء عن الكرة في بلاد البيتزا، مما يعني اختصار المسافات كثيرًا عن التعاقد مع لاعب يلعب لأول مرة في الكالتشيو بكل ظروفه وأموره المعقدة نوعًا ما عن باقي الدوريات الأخرى، فلن يجد الفرعون صعوبة في التأقلم سريعًا والتألق مع البيانكونيري لسابق خبرته بالكرة الإيطالية.

وهذه ميزة كبيرة لصلاح تجعله مفضلاً عن عدة صفقات ولاعبين آخرين بالنسبة للمدرب بيرلو، الذي يدرك جيدًا حجم إمكانات صلاح حيث لعب أمامه عندما كان في فيورنتينا واستطاع تسجيل ضدهم هدفين في ملعب يوفنتوس، ثم بعد ذلك مع روما أيضًا، كذلك البرتغالي رونالدو أثنى من قبل على صلاح وقدراته وبالتالي سيكون مرحبًا به كثيرًا داخل الفريق وغرفة خلع الملابس، خاصة وأن له زملاء سابقين في روما يلعبون مع اليوفي حاليًا كالحارس تشيزني وبيانيتش قبل رحيله الأخير لبرشلونة.

إذا كل الأمور مهيئة للفرعون من أجل التألق والانسجام سريعًا مع يوفنتوس، لو قرر الرحيل صوب مدينة تورينو الإيطالية هذا الصيف، أو حتى بالصيف المقبل على أقصى تقدير لو كان قراره النهائي البقاء مع ليفربول هذا الموسم.

“الدون والفرعون” ثنائية عملاقة

لطالما كان النجم البرتغالي رونالدو مصدر إلهام لكل زملائه بالفرق التي لعب لها، وخاصة الذين يجاورونه بخط الهجوم، ويساهم كثيرًا في تألقهم ومدهم بكرات أكثر للتسجيل وجعل منهم نجومًا أفضل، ولنا في ثنائيه مع كريم بنزيمة في ريال مدريد مثل على ذلك، فتألق بنزيمة كان كبيرًا رفقة الدون ومن بعده أصبح ناضجًا وأفضل كثيرًا بما تعلمه وصادفه مع البرتغالي المدمر أمام الشباك، وهذا الأمر سيجعل من صلاح برفقة رونالدو ثنائيًا عظيمًا في الدوري الإيطالي والعالم ككل.

حيث سيساعد صلاح رونالدو المتقدم في العمر كثيرًا على مواصلة التألق، وكذلك الدون تجاه الفرعون سيساعده أكثر على التطور وتسجيل الأهداف، وسيكون ثنائيًا مرعبًا لكل دفاعات أندية إيطاليا وأوروبا أيضًا، إذا ما تمت الصفقة بالفعل في الميركاتو الحالي، وسيكتسب صلاح شعبية أكبر من اللعب بجوار البرتغالي المحبوب بشدة حول العالم أجمع وستكون خطوة للأمام في مسيرته، لأن يوفنتوس نادٍ كبير في القارة العجوز بعد ريال مدريد وبرشلونة إذا لم يوفق في الانتقال لأحدهما بالفترة المقبلة.