اختيرت وزيرة الصحة، هالة زايد، ضمن 100 امرأة إفريقية الأكثر تأثيرًا في القارة السمراء خلال عام 2020.  تم ترشيح الأسماء الفائزة من خلال استطلاع رأي أجرته إحدى الوكالات الإفريقية الرائدة لعدد كبير من الشخصيات العلمية والأكاديمية وعلى الصعيدين المحلي والدولي لتحديد. لكن على الصعيد المحلي تم توجيه العديد من الاتهامات لوزيرة الصحة، خاصة في بداية أزمة كورونا وعدد من الأزمات التي تلتها، والسؤال هل تستحق هالة زايد ذلك التصنيف الذي حققته افريقيا.

أسباب اختيارها للقب أفضل 100 امرأة افريقيا

أشارت الوكالة إلى أن سبب اختيار وزيرة الصحة لنجاحها في تنفيذ حملة طبية منظمة وناجحة للقضاء على فيروس الكبد الوبائي “سي”، وعملت على تحقيق أهداف الحملة ونشرها في عدد من الدول الإفريقية لمواجهة الفيروس بأقل تكلفة؛ كما لعبت دورا مهما وقويا في مواجهة فيروس كورونا داخل مصر وفي عدد من الدول الإفريقية.

حملة “100” مليون صحة.. لم تكن فكرتها

كان اقتراح حملة “100” مليون صحة مبادرة تبنتها الرئاسة، وأشرفت عليها وزارة الصحة بأطقمها الطبية، وشملت في أول مرحلة فحوصات التهاب الكبد الفيروسي (سي)، إلى جانب إجراء فحوصات ارتفاع ضغط الدم والسكر وزيادة الوزن والسمنة، وحاليا فهناك حملة للكشف على مرضى السكري ومرضى الكلى.

استطاعت حملة “فيرس سي” إخضاع 60 مليون مواطن مصري للكشف عن التهاب فيروس سي في إطار حملة 100 مليون صحة، وعلاج 2.7 مليون مواطن من هذا المرض، وشمل الكشف مصريين وأجانب، وذلك كما أعلنت “هالة” في كشف حسابها بالبرلمان.

وأعلنت أيضا أن الدولة المصرية ستتسلم شهادة من منظمة الصحة العالمية لخلو مصر من مرض فيروس سي خلال فعاليات الجمعية العامة المقبلة للمنظمة، بعدما سلم المدير العام للمنظمة الرئاسة تقريراً عن متابعتهم للحملة، ووصفها بأنها أكبر حملة في تاريخ البشرية من حيث العمل، والكفاءة، والسرعة، بعد رصد لفعاليتها من 55 خبيراً لمدة 7 أشهر كاملة.

فيما بعد ستكون الحملة طوق للنجاة لـ “هالة زايد” في أي تعليق على أدائها، بل سيتم الدفع لتُوظفها كأهم خطوة في مسيرتها المهنية.

تصريحاتها تغضب الصيادلة والعاملين بالصحة

في يوليو لعام 2019، وخلال زيارة لتفقد مستشفيات محافظة بورسعيد، قالت الوزيرة إن “غياب مئة صيدلي لا يشعرني بأزمة، بينما غياب ممرضة واحدة مؤثر بالنسبة لي”، كما انتقدت وزن الممرضات اللواتي يشتغلن في القطاع، معتبرة أن أغلبهن “يعانين من السمنة”.

وتابعت في معرض حديثها موجهة تهديدا لهم قائلة: “يتوجب على من يرغب في الالتحاق بقطاع التمريض إنقاص وزنهم وأمهلتم ثلاثة أشهر”، كما طالبت العاملات بالقطاع الصحي سواء تمريض أو طبيبات بعدم ارتداء النقاب ولا “غطاء الرأس الطويل”.

أصابت تلك التصريحات طلاب الصيدلة بالإحباط معلنين غضبهم من الوزيرة، كما أعلنت نقابة الصيادلة المصرية رفضها لتصريحات الوزيرة واتهمتها بتهميش دور الصيادلة في المنظومة الصحية.

كيف نجت من سحب الثقة من البرلمان؟

في منتصف يناير 2020 قدم “60” نائب برلماني طلب لسحب الثقة من “هالة زايد”، على أثر إهمال “مستشفى بولاق الدكرور” وانتشار الكلاب بها وتهالكها، مما أدى إلى خضوعها للاستجواب في جلسة عامة أمام البرلمان تمهيدا لسحب الثقة منها، وكان هذا أول استجواب منذ عمل البرلمان.

انتهى الاستجواب إلى مجموعة من التوصيات، وذلك بعدما استعرضت وزيرة الصحة جهودها في حملة “100” مليون صحة، موضحة إنها قد طالت جميع المستشفيات، متعهدة بـ”150″ مليون جنيه لتطوير مستشفى بولاق الدكرور.

أيضا ما جعل الاستجواب باطل هو ما استند عليه على عبدالعال، رئيس البرلمان، أن طلب سحب الثقة يعتبر لائحيا في حال تغيب أي من النواب الذين وقعوا على طلب سحب الثقة، وعدم حضورهم تنازلا منهم عن الطلب، ويؤدى إلى الإخلال بالنصاب المطلوب لعرض الطلب، ولذلك لن يتم عرض الطلب عملا بحكم اللائحة الداخلية للمجلس، معلنا غلق باب المناقشة.

خرجت هالة زايد منتصرة من استجواب النواب لها بعد عدد من الاتهامات التي طالتها بإهمال المستشفيات الحكومية وإهدار المال العام في تطوير مراكز صحية لا تعني المواطن الفقير.

هل تحسن الأداء الصحي؟

في رد وزيرة الصحة على أحد أسئلة النواب عن رضاها عن أداء المنظومة الصحة، كان ردها كالآتي: “منظمة الصحة العالمية أكدت أن مصر هي رقم واحد في السياسات الصحية، ولكن هل ذلك معناه أن المستشفيات في حالة كويسة، لأ، لكن عندي فلوس محددة”.

وبالطبع كان الحل أيضا للخروج من هذا المأزق إعلان وزيرة الصحة عن 3 مبادرات قومية لرئيس الجمهورية خلال 2020.

في فبراير وضعت “هالة” مقترح الخطة الاستثمارية لميزانية الصحة 2020/2021 أمام وزارة المالية وحكومة “مدبولي”، حيث تضمنت ميزانية الصحة مبلغ 18.3 مليار جنيه بارتفاع نحو 27.7% مقارنة بمخصصات العام الماضي التي سجلت 14.4 مليار جنيه.

ووعد “مدبولي” أنه سيتم تخصيص 5 مليارات جنيه في عام 2020-2021، لمبادرات حضّانات الأطفال، والاهتمام بالرعاية المركزة، والطوارئ بالمستشفيات.

وتضمن المقترح أيضا تطوير المستشفيات العلاجية التي تضم، “تطوير 35 مركزا تابعا لأمانة المراكز الطبية، وتطوير 122 مستشفى علاجياً، وتطوير 17 مستشفى نفسيا، وتطوير 8 عيادات جراحات اليوم الواحد، وتطوير 5 مستشفيات حميات”، بحسب الوزيرة.

كورونا يوقف الخطط

جاء وباء كورونا في منتصف مارس الماضي ليوقف جميع مخططات وزيرة الصحة، ويضعها في اختبار لا تحسد عليه، فبجانب إرث مستشفيات حكومية بالية تحتاج إلى الملايين، كان على تلك المنظمة الصحية المتهالكة أن تواجه وباء فتاك.

منذ أيام وقبل اختيارها ضمن “100” امرأة افريقية ملهمة، قالت هالة “كنا نوصل الليل بالنهار.. وكنت وما زلت أجد صعوبة في النوم ساعتين متواصلتين، حتى أنني لا أعرف في أي يوم أكون، لأنني أتابع حالة حالة ودكتور دكتور وممرض ممرض ومسعف مسعف»، بحسب تعبيرها عن وضعها في مواجهة كورونا”.

وأكد جون جبور، ممثل منظمة الصحة العالمية، أن أداء الحكومة المصرية في التعامل مع الجائحة كان متميزاً، ونجحت سياسة التدرج في تطبيق الإجراءات الاحترازية، في تمكين مصر من التعامل الفعال مع الجائحة، والدليل أن النظام الصحي لبلد المئة مليون لم يتعرض للانهيار كما حدث في دول أخرى، بل على العكس، كانت المنظومة الصحية في مصر تتطور وتتكيف بشكل سريع مع تطورات الأزمة.

تنمر أيضا لا تحسد عليه

كان الغموض يحيط “كورونا” في بداية ظهوره وما زال حتى الآن، لذا كان تصريح وزيرة الصحة بأنها ستذهب للصين، هو ما جعل التنمر على مواقع التواصل الاجتماعي يكون من نصيبها، قائلين “رايحة تجيب الفيروس من الصين وجاية”.

تلقت “زايد” كل تلك الأمور برحابة وأعلنت بعد ذلك أنها ستذهب لإيطاليا في عز ذروتها مع كورونا لإعطائها شحنات أدوية وكمامات، وهذا أيضا لم يرحمها من مواصلة سيل التنمر والكوميكس عليها.

خلاف مع الأطباء في وباء كورونا

أزمات صنعتها وزارة الصحة مع نقابة الأطباء بسبب تجاهلها للقاءات النقابة لحل أزمة التكليف قبل كورونا. وطالبت النقابة من وزيرة الصحة توجيه مسئولي الوزارة للنظر بعين الاعتبار لشكاوى الأطباء، كما طالبت بعقد لقاء عاجل بين مسئولي الوزارة وممثلي أطباء التكليف مع ممثلين للجنة الشباب بالنقابة، وذلك للتوافق على حلول عاجلة تضمن التوفيق بين حاجات العمل وبين حقوق الأطباء، إلا أنها لم تستجب وتجاهلت لقاءين لهم بدار الحكمة، وما زالت الأزمة مستمرة مع رفض شباب الأطباء التكليف.

وفي أثناء كورونا وعقب انشار الوفيات بين أعضاء المنظومة الصحية، أعلن عدد من الأطباء استقالتهم من مستشفيات العزل لتوفير المستلزمات الطبية لهم وتوفير مستشفى لعزل الأطباء المصابين بـ كورونا.

“مدبولي” ينقذها من أزمة استقالات

لم تستجب “هالة” لأي من تلك التحركات ولم تحرك ساكنا لكل مخاطبات نقابة الأطباء، فما كان من مصطفى مدبولي رئيس الحكومة إلا أن أعلن مقابلة حسين خيري نقيب الأطباء.

ووافق رئيس الوزراء على توسيع إجراء تحاليل الـpcr  للطواقم الطبية فوراً، وتخصيص أماكن لعزل الأطباء في كل مستشفى، مبديا استعداده للتدخل شخصيا لحل كل شكوى ترسلها له نقابة الأطباء من خلال قناة تواصل مع النقابة لحل أي أزمة فورا، معتبرا شهداء الأطباء من مصابي كورونا، وأن صندوق مخاطر أعضاء المهن الطبية الذى أعلن عنه الرئيس عبد الفتاح السيسى سيتكفل بهذا الأمر.

مبادرة جديد.. صحة المرأة

تعود من جديد وزيرة تنفيذ المبادرات ضمن حملة “100” مليون صحة حيث أطلقت “هالة”، مؤخرا، مبادرة “صحة المرأة”، معلنة أنه يتم العمل بالمبادرة من خلال 3593 وحدة صحية على مستوى محافظات الجمهورية، بمشاركة 4098 من الفرق الطبية، بالإضافة إلى مشاركة 101 مستشفى بالمبادرة لتقديم الخدمة الطبية للسيدات اللاتي تتطلب حالتهم إجراء فحص متقدم. وأضافت وزيرة الصحة إلى أنه تم فحص 6 ملايين و800 ألف سيدة منذ إطلاق مبادرة رئيس الجمهورية لدعم صحة المرأة.