ارتبطت قطر بالتنظيمات الإرهابية عبر دعمها بالمال، في محاولة لعب دورا في الشرق الأوسط، لا تقتصر دعم قطر على جماعة الإخوان الإرهابية، فهناك تعاون وثيق بين الدوحة وحزب الله وإيران.

ولا تقتصر السياسة القطرية على دعم حزب الله وحده، بل تشمل أيضًا عدة مجموعات وأحزاب قد لا تكون في السلطة، في محاولة لتنفيذ الأجندة القطرية بوسائل رسمية وغير رسمية، بحسب تقرير لصحيفة دي تسايت الألمانية.

حزب الله اللبنانية مليشيا شيعية تعمل بالوكالة عن إيران. أسسها فيلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، في لبنان عام 1982، لاتزال تعتمد على التمويل والدعم الإيرانيين، ومع تراجع الدعم الإيراني اتجهت قطر لتمويل حزب الله.

وبعد وقت قصير من تشكيل الجماعة في لبنان خلال الثمانينيات، اتهم حكام دول الخليج العربي الفصائل التابعة لحزب الله بتنفيذ أعمال إرهابية في شبه الجزيرة العربية، كما أن العديد من هذه الاتهامات مستمرة.

ففي البحرين، على سبيل المثال، صنفت المنامة حزب الله على أنه “منظمة إرهابية” من أجل “حماية أمن واستقرار البحرين من تهديدات حزب الله”، بحسب النائب البحريني عادل العسومي.

ووفقًا لمركز مكافحة الإرهاب في ويست بوينت، يقوم حزب الله بتدريب مقاتلين شيعة بحرينيين على تنفيذ هجمات إرهابية داخل البلاد

قطر وحزب الله

بدأت العلاقة بين قطر وحزب الله في أعقاب الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، بعدما زار أمير قطر، حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، في زيارة غير معلنة، تعهد خلالها أمير قطر بإعادة إعمار لبنان خاصة في مناطق نفوذ حزب الله.

منذ ذلك الوقت بدأت أعداد كبيرة من المقربين من حزب الله يذهبون إلي قطر ضمن إطار المنافع المتبادلة، بحسب المحلل السياسي للبناني، لقمان سليم.

وبحسب تقرير لموقع “العين الإخباري”، فقد “عمدت حينها قطر إلى منح المساعدات بشكل مباشر إلى حزب الله وليس للدولة اللبنانية، في إشارة واضحة لعلاقة دولة مع ما يفترض أنه تنظيم محلي.

اتفاق الدوحة

وفي عام 2008، شهدت العلاقات بين قطر وحزب الله توسعا كبيرا، عبر اتفاق الدوحة بعد أحداث 2008 التي نزل فيها حزب الله بسلاحه إلى الشارع، وعقد حينها اتفاق الدوحة، وعلى أثره أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني عن فك اعتصام المعارضة في «ساحة رياض الصلح» ببيروت والمستمر منذ 1 ديسمبر 2006 فورًا، ومثل نهاية لـ 18 شهراً من الأزمة السياسية في لبنان التي شهدت بعض الفترات منها أحداث دامية.

ومنذ اتفاق الدوحة، يحرص حزب الله وحلفاؤه على الحصول على ما يعرف بـ “الثلث المعطل” في الحكومة بهدف السيطرة على أي قرارات قد تؤخذ في مجلس الوزراء.

ومع فرض العقوبات الأمريكية على حزب الله والتضييق عليه عالميا، لعبت قطر دور “المنقذ” لهذه المليشيات عبر العمليات التجارية المقنعة من خلال جهات معينة لإيصال الأموال إلى حزب الله أو عبر إرسال المبالغ المالية نقدا إليه”. بحسب المحلل اللبناني.

وفى عام 2010، زار أمين قطر معقل حزب الله في الجنوب اللبناني، وتجول في القري التي عملت فيها قطر على إعادة إعمارها ونظم حزب الله حفل استقبال حاشد للأمير في معقله بنت جبيل. وقد أعطت الزيارة إلى جنوب لبنان في ذلك الوقت دفعة كبيرة لدعاية حزب الله التي كانت تهدف إلى أن تصبح سوريا وإيران وقطر محوراً إقليمياً في مواجهة “الاعتدال” العربي.

وفى عام 2013، نشرت صحيفة موالية لحزب الله عن اجتماع جمع بين قطر وحزب الله للتأكيد على أهمية محور سوريا وإيران وحزب الله لقطر. وخلال الاجتماعات أبلغت قطر حزب الله رغبتها في لعب دور مباشر في كسر الجليد مع دمشق والرئيس السوري بشار الأسد.

ونقلت صحيفة العرب اللندنية عن مراقبين قولهم إن مناقشات مكثفة جرت مؤخراً بين مسؤولين قطريين وسوريين نظمها حزب الله في بيروت. وقدمت قطر عروضاً مالية سخية لنظام الأسد الذي يواجه صعوبات مالية ضخمة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن الدوحة مستعدة لتعزيز نظام الأسد على المستوى المالي وتزويده بمعلومات مهمة عن المعارضة، في محاولة لإفشال الثورة السورية، رداً على محاولات السعودية حصر دور المعارضة.

وفي عام 2016، صنف مجلس التعاون الخليجي حزب الله رسميًا منظمة إرهابية.

منذ بدء حصار قطر في منتصف عام 2017، بسبب تدخلها في شئون الدول العربية، وبعد فترة وجيزة من قطع البحرين ومصر والسعودية والإمارات العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الدوحة، نشرت وسائل الإعلام في هذه الدول العربية مقالات اتهمت قطر بدعم المنظمة المدعومة من إيران.

وكتب مانويل الميدا مقالًا في صحيفة آراب نيوز البريطانية، اتهم الدوحة بدعم التنظيم اللبناني. وورد في مقال لسلمان الدوسري عبر صحيفة “الشرق الأوسط”، عن “التحالف” الإيراني القطري، أن الدوحة تتعاون مع حزب الله. وخلال هذا الوقت، تم توجيه عشرات الاتهامات الأخرى ضد قطر والتي استندت إلى هذه الرواية القائلة بأن سياسة الدوحة الخارجية الإقليمية كانت موالية لإيران موالية لحزب الله.

شحنات أسلحة

يُزعم أن قطر مولت شحنات أسلحة إلى حزب الله في وقت مبكر من عام 2017، ووفقًا لملف جديد اطلع عليه موقع فوكس نيوز الإخباري الأمريكي.. وقال متعاقد أمني خاص اخترق تجارة شراء الأسلحة في قطر لشبكة فوكس نيوز إن أحد أفراد العائلة المالكة القطرية سمح بتسليم معدات عسكرية إلى حزب الله في لبنان في عام 2017.

وقد سعى سفير قطر لدى بلجيكا وحلف شمال الأطلسي، عبد الرحمن بن محمد سليمان الخليفي، إلى دفع أكثر من 890 ألف دولار للمقاول الأمني الخاص لإسكات دور النظام القطري في إمداد حزب الله بالمال والسلاح، بحسب تقرير الأمريكي.

ووفقًا للملف، وعبر الجمعيات الخيرية القطرية زودت قطر حزب الله في بيروت بالنقود “تحت ستار الغذاء والدواء”. وبحسب تقرير صحيفة آراب نيوز البريطانية، فإن النظام القطري يمول تسليم الأسلحة إلى الجماعة الإرهابية.

وفي تقرير عن تمويل حزب الله، ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أن هناك مركزًا مجتمعيًا يسيطر عليه حزب الله في مدينة بريمن الألمانية يوجه الأموال إلى الحركة الإرهابية المتمركزة في لبنان. وبحسب جهاز مخابرات بريمن، فإن مركز المصطفى المجتمعي “متورط في الدعم المالي” للتنظيم الشيعي.

دور قطر المريب مع حزب الله

سعت القيادة القطرية لإظهار جانبها الإنساني من خلال إرسال مساعدات طبية إلى لبنان في أعقاب انفجار بيروت، كما أفادت شبكة فوكس نيوز عن تورط الدولة الخليجية في تمويل حزب الله.

وأضاف وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وعودا جديدة إلى اللبنانيين دون أن يقدم أي ضمانات عن دعم مالي من الدوحة لبيروت.

وكان اللقاء مع الرئيس اللبناني ميشال عون على رأس قائمة مواعيد وزير الخارجية القطري، ما يعكس رهان لبنان على الدعم القطري والخليجي ككل، لكن الشيخ محمد بن عبدالرحمن ترك الباب مواربا، خاصة بعد أن نفى علمه بوجود وديعة قطرية لمساعدة لبنان على تجاوز أزمته المالية الحادة.

وأكد وزير الخارجية القطري على الحاجة إلى الاستقرار السياسي في لبنان، وذلك في مؤتمر صحافي عقده عقب لقائه بالرئيس اللبناني. وشدّد على ضرورة أن تكون الإصلاحات من صميم المصلحة اللبنانية، وليست نتيجة الضغوط الخارجية”.

وقال إن قطر تؤكد تضامنها مع لبنان، مشيرا إلى وجود توجيهات واضحة من أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لدراسة المشاريع المتضررة جراء الانفجار. لكن البرنامج غير محدد حتى الآن بتفاصيله.

وأضاف نحن على وشك دراسة إعادة إعمار المدارس الحكومية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، وإعادة ترميم بعض المستشفيات المتضررة، جراء التفجير الذي هز مرفأ بيروت مطلع الشهر الحالي”. وأشار إلى أنه “كانت هناك خطة من قطر قبل الانفجار لدعم لبنان، ولدينا تصورات سنبحثها مع الدولة اللبنانية”.

لكنه نفى أن تكون هناك وديعة قطرية للبنان، لافتا إلى وجود محادثات بشأن كيفية دعم لبنان للخروج من الأزمة الاقتصادية، ومن المؤكد أن هذا الدعم يتطلب تعاونا من جميع الأطراف في مجال التشريعات اللازمة له، ونحن ما زلنا في إطار المحادثات، لكن الانفجار الذي حصل عطّل هذه المحادثات، ونتطلع إلى استئنافها.

دعم الإسلام السياسي

ويؤكد منير أديب، باحث متخصص في شؤون الحركات الإسلامية والتنظيمات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن قطر لها علاقة بمشروع الإسلام السياسي، والتنظيمات المتطرفة، عموما في المنطقة. ومن ضمن تلك التنظيمات السنية وهي تنظيم القاعدة وتنظيم داعش الإرهابي، وحركة الإخوان المسلمين وأيضاً التنظيمات الإرهابية المتطرفة وفي مقدمتها تنظيم حزب الله، حزب الله العراقي، وعصائب أهل الحق، وغيرها من الميليشات المسلحة.

ولذلك تدعم قطر حزب الله، لعدة أسباب من منطلق الإسلام السياسي الشيعي، فضلاً عن دعمها للمحور الإيراني في المنطقة ضد المحور العربي الخليجي الداعم لفرض الاستقرار في المنطقة.

قطر لديها أزمة حقيقة مع الدول الخليجية، ولذلك تدعم إيران والأذرع الموالية لإيران، وهنا هدف قطر زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، أولا دعمها السابق لجماعات العنف والتطرف في المنطقة خاصة لتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة. والهدف من ذلك إقامة حلف أكبر تابع لإيران في اليمن وسوريا والعراق وغيرها من الدول.