“عين النسر”، هو أحد أفلام الخيال العلمي، وأنتج عام 2018، وهو من إخراج د. ج. كاروسو، وبطولة شيا لابوف وميشيل موناغان، تسير أحداث الفيلم بطريقة دراماتيكية حول طريقة تحكم الآلة المتطورة في عمل الإنسان عبر الذكاء الاصطناعي.

من السينما للواقع

تدور أحداث الفيلم، حول إنشاء منظومة تجسس إلكتروني عملاقة تسمى “عين النسر”، وظيفتها التجسس على السكان بتوثيق وتصوير وتسجيل كل يفعلونه في الشوارع والمنازل وأماكن العمل، حتى أنها تتجسس مكالماتهم الهاتفية والرسائل القصيرة، كما تُراقب كل شيء على الإنترنت بداية من رسائل البريد الإلكتروني حتى برامج الدردشة والمنتديات والمدونات.

الفكرة صنفت على أنها خيال علمي، حيث تُسيطر منظومة التجسس، على كاميرات المراقبة وأنظمة التحكم في حركة المرور والمراقبة الأمنية في الشوارع وعلى ماكينات سحب الأموال، كما تتحكم في كل ما هو إلكتروني بداية من قطارات مترو الأنفاق مروراً بأنظمة الإنذار ضد الحرائق، وتتغلغل بشكل مُتشعب في كل مكان، حيث تحلل تصرفات وأقوال البشر، وتكتب تقارير عن كل إنسان.

لم تعد فكرة التعرف على وجوه المطلوبين أمنيًا عن طريق كاميرات المراقبة دربًا من دروب الخيال

فيلم عين النسر

كاميرا عين النسر في مصر

لم تعد فكرة التعرف على وجوه المطلوبين أمنيًا، عن طريق كاميرات المراقبة دربًا من دروب الخيال، حيث صرح المتحدث باسم الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، أحمد عبد الهادي، أنه سيتم ملاحقة المطلوبين أمنيًا عبر منظومة مراقبة جديدة.

وأوضح عبد الهادي، أن الخطة تشمل زيادة أعداد الكاميرات بالخطين الأول والثاني تحديدًا، كما يحدث في الخط الثالث للمترو “العتبة – عدلي منصور”، بحيث تتمتع الكاميرات بتقنية التحديد والتحقق من وجوه الأشخاص المطلوبين أمنيًا.

“الكاميرات الرقمية الجديدة يمكنها التعرف على الوجوه المخزنة بقاعدة بيانات مصلحة الأمن العام”.. المتحدث باسم الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق

سيطرة أمنية

عبد الهادي، أضاف أن الكاميرات الرقمية الجديدة يمكنها التعرف على الوجوه المخزنة بقاعدة بيانات مصلحة الأمن العام، ومصلحة الأحوال المدنية، ومن ثم تُعطي إخطارًا بتواجد الأشخاص المطلوبين والمسجلين بقاعدة بيانات مصلحة الأمن العامة بمجرد ظهورهم على الكاميرات، مؤكدًا أن الكاميرات تُحقق مزيدًا من السيطرة الأمنية، من خلال رصد المطلوبين قضائيًا بمجرد نزولهم وتواجدهم على أرصفة وصالات ومداخل ومخارج المحطات.

“مصر 360″، حاول التواصل مع المتحدث باسم الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق أحمد عبد الهادي، إلا أنه رفض الحديث عن الأمر، قائلًا: “أنا معرفش حاجة عن الموضوع أنا إجازة”.

وبالتواصل مع المتحدث باسم وزارة النقل والمواصلات، محمد عز، رفض التصريح عن الأمر، مؤكدًا أنه لا يملك تفاصيلًا حول الكاميرات الجديدة، وأن من تحدث عنها هو من يملك التفاصيل، واعدًا بالحصول على تفاصيل والرد لاحقًا، لكنه لم يرد على أي من اتصالاتنا.

كما تجاهل رئيس هيئة تشغيل المترو، المهندس علي فضالي، اتصالاتنا ولم يرد على أي منها.

تتحقق الكاميرا من وجوه الأشخاص من خلال تغذية شبكتها بصور الأشخاص المطلوب التعرف عليهم

كاميرات المراقبة

آلية عمل الكاميرات

في منتصف يناير الماضي، كشفت شركة تشغيل مترو الأنفاق، عن شبكة كاميرات المراقبة الجديدة التي تم تركيبها بمحطات الخطين الأول والثاني للمترو، والتي من شأنها التعرف على الوجوه المُخزنة بقاعدة بيانات مصلحة الأمن العام ومصلحة الأحوال المدنية، مؤكدة أن هذه الخاصية تم تفعيلها في محطة مترو الشهداء بعدما ربطت بقاعدة بيانات مصلحة الأمن العام، للتعرف على وجوه المطلوبين قضائيًا بمجرد تواجدهم بالمحطة وظهورهم على شاشات الكاميرات.

وعن آلية العمل، فتتحقق الكاميرا من وجوه الأشخاص من خلال تغذية شبكتها بصور الأشخاص المطلوب التعرف عليهم، وهو ما حدث مع المُترددين على محطة الشهداء بعد تفعيل هذه الخاصية.

تصل مدة تسجيل وتخزين الصوت والصورة في ذاكرة الكاميرا، لـ30 يومًا، وتُغطي كافة أرصفة وصالات ومداخل ومخارج محطات الخطين الأول والثاني، وتجرى دراسات لاستبدال شبكة كاميرات محطات الخط الثالث من العتبة حتى محطة الأهرام، بالكاميرات الرقمية، لتكون مماثلة للكاميرات الجديدة.

تتمتع الكاميرات الجديدة، بخاصية الرؤية الليلية، كما يُمكنها العمل في ظل الشبورة وسقوط الأمطار، فلا تتأثر بسوء الأحوال الجوية، كما أنها غير قابلة للكسر وحتى لو تعرضت لأي تلف أو تخريب محتمل يمكن استرجاع آخر مشاهد سجلتها.

مجلة “تليراما” الفرنسية، كشفت عن صفقة لاستيراد أجهزة رقابة إلكترونية بين الحكومة المصرية وشركة فرنسية

كاميرات المراقبة

صفقة فرنسية

وفقًا لما نشره موقع “فرنسا 24″، فإن مجلة “تليراما” الفرنسية، كشفت في تحقيق لها، عن وجود صفقة لاستيراد أجهزة رقابة إلكترونية بين الحكومة المصرية وشركة فرنسية عرفت سابقًا باسم “أميسيس”.

وأكد التقرير، أنه لم يعلن حتى الآن عن قيمة الصفقة ومحتواها، لكن من جهة أخرى، وبحسب تفاصيل العقد الذي استطاعت مجلة “تليراما” الاطلاع عليه لكنها تهدف إلى توفير خدمات تمكن من اعتراض نظام الملكية الفكرية من أجل مكافحة الأنشطة الإرهابية أو غيرها من الأنشطة الإجرامية الرقمية.

وكانت قد زودت الشركة ذاتها قد نظام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي بأجهزة مماثلة.

اعتمدت وزارة النقل نظامًا جديدًا للمراقبة بتركيب نحو 3500 كاميرا مراقبة عالية الدقة بجميع محطات الخط الأول والثاني

كاميرات المراقبة

3500 كاميرا في 2016

في عام 2016، اعتمدت وزارة النقل نظامًا جديدًا للمراقبة بتركيب نحو 3500 كاميرا مراقبة عالية الدقة بجميع محطات الخط الأول والثاني، للاطمئنان على سير العمل بالمترو، واستقرار الحالة الأمنية للمواطنين، وللحد من الحوادث والسرقات وحالات التحرش والأعمال الإرهابية والتخريبية.

وأعلنت الوزارة، تصميم شركة “هايتكنوفل” للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لمشروع كاميرات عالية الدقة، وأجهزة وبرامج لتشغيل أنظمة المراقبة، وإنشاء وتطوير جميع الأعمال الخاصة بالبنية التحتية وشبكة الاتصالات باستخدام كابلات “هايتكنوفل” للألياف الضوئية، ويُعد المشروع واحدًا من أكبر المشروعات الخاصة بنظم المراقبة والتحكم التي تبنتها وزارة النقل والمواصلات في السنوات الأخيرة، وبلغت تكلفته الإجمالية نحو 40 مليون جنيه.

تعتب “هايتكنوفل”، واحدة من أهم الشركات المصرية الرائدة في تقديم وتطوير حلول شبكات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتي تهدف إلى خدمة العديد من القطاعات المختلفة بالسوق المحلية والإقليمية، حيث تعمل على تصميم وتطوير وتنفيذ جميع الحلول ذات القيمة المضافة، والتي تلبي بشكل كبير معظم احتياجات القطاعات المختلفة مثل القطاعات الحكومية، الاتصالات، الدفاع والأمن، الطاقة والبترول.

أكثر دول استخدامًا لكاميرات المراقبة الصين ويوجد بها أكبر عدد من كاميرات المراقبة بالعالم

كاميرات المراقبة

انتشارها عالميًا

في أكتوبر الماضي، أعلنت هيئة الطرق والمواصلات في دولة الإمارات العربية المتحدة، الانتهاء من تركيب كاميرات مراقبة في جميع مركبات الأجرة التابعة لمؤسسة المواصلات العامة بالهيئة، والبالغ عددها 10 آلاف و684 مركبة، ليتمكن النظام من مراقبة كل شيء في مركبات.

وتعمل الكاميرات، من خلال أجهزة الاستشعار بشكل فوري عند صعود الراكب إلى مركبة الأجرة، ويوجد في دبي 10 آلاف كاميرا للمراقبة، لا تفلت من أنظارها حركة أي شخص في شوارع المدينة، تُضاف إليها 3 آلاف كاميرا في المطار وحده.

ووفقًا لما نشرته “سكاي نيوز” عربية، فإن أكثر دول استخدامًا لكاميرات المراقبة الصين، حيث يوجد بها أكبر عدد من كاميرات المراقبة بالعالم، إلى جانب لندن وحيدر أباد الهندية.

كاميرات المراقبة

تضم لندن، التي يعيش فيها 9.3 ملايين نسمة، على 627 ألفا و727 كاميرا، أي ما يعادل 67.5 كاميرا لكل ألف شخص، وبحسب بيانات جمعتها شركات تقنية، فإن مدينة تايوان شمال شرقي الصين، تحتوي على أكبر عدد من كاميرات المراقبة في العالم، مع 119.6 كاميرا لكل ألف شخص.

وبحسب التقارير، فإن الانتشار الكثيف لكاميرات المراقبة بمختلف أنواعها ليس حفاظًا على الأمن والاستقرار فقط، وإنما يستخدم في بعض الأحيان كوسيلة للتصنت على المواطنين.