على الأرض، هناك شيء ما يحترق دائمًا، تبدأ حرائق الغابات عن طريق البرق أو عن طريق الخطأ البشري، وعلى النقيض فقد يستخدم الناس الحرائق التي يتم التحكم فيها لإدارة الأراضي الزراعية والمراعي وإزالة الغطاء النباتي الطبيعي للأراضي الزراعية.

وتولد الحرائق كميات كبيرة من التلوث بالدخان، وتطلق الغازات الدفيئة، وتتسبب في تدهور النظم البيئية، لكن الحرائق يمكن أيضًا أن تزيل الأشجار الميتة والمحتضرة، والتي يمكن أن تساعد في استعادة النظام البيئي لصحة جيدة، وفي العديد من النظم البيئية، بما في ذلك الغابات الشمالية والأراضي العشبية، تطورت النباتات بشكل مشترك مع النار حيث تتطلب حرقًا دوريًا للتكاثر.

بعض الأنماط العالمية التي تظهر في خرائط النار بمرور الوقت هي نتيجة الدورات الطبيعية لهطول الأمطار والجفاف والبرق، منها الحرائق التي تحدث بشكل طبيعي مثل التي تشيع في الغابات الشمالية لكندا في الصيف.

وفي أجزاء أخرى من العالم، تكون الأنماط نتيجة النشاط البشري، وعلى سبيل المثال، الحرق الشديد في قلب أمريكا الجنوبية من أغسطس إلى أكتوبر هو نتيجة للحرائق التي تسبب فيها الإنسان، سواء عن قصد أو عرضيًا، مثلما يحدث في غابات الأمازون المطيرة وسيرادو  في الجنوب.

وفي جميع أنحاء إفريقيا، تكتسح مجموعة من الحرائق الزراعية واسعة النطاق من الشمال إلى الجنوب فوق القارة مع تقدم موسم الجفاف كل عام، كما يحدث الحرق الزراعي في أواخر الشتاء وأوائل الربيع من كل عام عبر جنوب شرق آسيا.

تغير المناخ

وأظهر تحليل صادر هذا العام، وفق موقع كاربون بريف، التابع لعمليات المناخ حول العالم، أن تغير المناخ جعل الظروف غير المسبوقة لحرائق الغابات حول العالم لعام 2019-2020 أكثر احتمالا بنسبة 30٪ على الأقل.

فيما أشار الموقع إلى أن تغير المناخ، على مستوى العالم، يؤدي إلى زيادة الظروف الجوية التي يمكن أن تؤدي إلى إشعال حرائق الغابات، لكن الأبحاث توصلت إلى أن إجمالي المساحة التي تحترق بسبب حرائق الغابات كل عام انخفضت بنسبة تصل إلى الربع في العقدين الماضيين.

جوناثان فيجليوتي، يقول إن الأشجار المحمية التي يبلغ عمرها حوالي 2500 عام، تم القضاء عليها تقريبًا بواسطة قاطعي الأشجار في القرن التاسع عشر، مؤكدًا أن تغير المناخ الذي تسبب فيه الإنسان قد أضر أو دمر العديد من هذه العمالقة القديمة.”

كما أن وقف تغير المناخ العامل الأساسي والمؤثر في إحداث حرائق الغابات، فقدر يعتبر العلاج الوحيد لهذه الظاهرة التي تهدد أمن العالم، وذلك لأن حرائق المستقبل تعتمد على تدابير الوقاية التي يتم تطبيقها.

العلاقة بين الحرائق وإزالة الغابات

توجد علاقة مباشرة بين الحرائق وإزالة الغابات والأوبئة، حيث إن تدمير الغابات، وخاصة الغابات الاستوائية مثل الأمازون وإندونيسيا والكونغو، يجعل من الممكن للبشر أن يتواصلوا مع مجموعات من الحيوانات البرية التي تحمل مسببات الأمراض، ولذلك اتفقت الأمم المتحدة والصندوق العالمي للطبيعة على مفهوم أن الغابات المحفوظة جيدًا تصبح أفضل لقاح ضد الأمراض الحيوانية المنشأ مثل فيروس كورونا.

تشير التقديرات إلى أن الجفاف هذا العام سيكون أكثر مقارنة بالسنوات السابقة، وسيصل إلى ذروته من أغسطس إلى سبتمبر المقبل، تربط التنبؤات بحرائق الغابات حول العالم، بين عوامل الطقس والتضاريس وجفاف العناصر القابلة للاشتعال وأنواع العناصر القابلة للاشتعال ومصادر الاشتعال لتحليل مخاطر احتراق العناصر في الغابة والتنبؤ بها

واستكمالاً لعام 2019، يواصل هذا العام اندلاع العديد من حرائق الغابات في الكثير من الدول. فقد شهدت العديد من الدول حول العالم، خلال 2020 حرائق غابات غير مسبوقة، تسببت في الفوضى في جميع أنحاء العالم.

أستراليا

تعد استراليا خلال الأعوام السابقة من الدول التي تواجه أكبر حرائق في العالم، فقد اندلعت حرائق الغابات في أستراليا بعد ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية وشهور متواصلة من الجفاف الشديد.

تعاني ولاية نيو ساوث ويلز من أسوأ وضع في هذه الحرائق، إذ أتت الحرائق على خمسة ملايين هكتار، ودمرت أكثر من 1300 منزل، وأجبرت الآلاف على النزوح. وانتشرت النيران بسرعة كبيرة بسبب الأجواء الحارة والجافة، والجفاف الشديد المستمر، والرياح القوية.

كاليفورنيا

تشهد ولاية كاليفورنيا الأميركية حاليا ما يعتقد أنها “أكبر حرائق الغابات في تاريخها”، متسببة في مقتل العديد من الاشخاص على الأقل وتدمير قرابة 500 مبنى.

وقال حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، إن طواقم الدفاع المدني تكافح 560 حريقا في أنحاء الولاية بعضها اندلعت نتيجة صواعق، مشيرا إلى أنها تضغط على الموارد صوب نقطة الانهيار مع سعيه إلى تعزيزات من كندا واستراليا.

وبحسب فرق الإنقاذ، اندلع الحريق على أطراف بلديتي “إيستر” في كوت دازور، و”سان ميتر ليه ريمبار”، وطال 500 هكتار في 3 ساعات فقط، وامتد إلى “بور دو بو.

جون كيلي عالم الغابات البارز، يقول “أرى حرائق كاليفورنيا الحالية كحدث عادي، ليس مجرد حدث يحدث كل عام.”

إندونيسيا

نشرت إندونيسيا جنودها لمنع حرائق الغابات مع ذروة الجفاف، وقال راديتيا جاتي المتحدث باسم الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث، إن نشر الجنود ورجال الشرطة تزامن مع إرسال العديد من رجال إطفاء الغابات والمتطوعين، ليرتفع العدد الإجمالي للأفراد إلى 6000 فرد.

وقال إنه طُلب من إدارات المقاطعات زيادة استعدادها لمواجهة تهديدات حرائق الغابات، خلال اتخاذ إجراء مبكر بمجرد استعادة نقطة ساخنة. وتم وضع 26 طائرة هليكوبتر في حالة تأهب في المقاطعات الست.

كندا

ومنذ عام 1990، استهلكت “حرائق البراري” في جميع أنحاء كندا 2.5 مليون هكتار في المتوسط سنويًا.

تحدث هذه الحرائق في الغابات والأراضي الشجرية والمراعي، بعضها عبارة عن حرائق غابات خارجة عن السيطرة بدأت بسبب البرق أو الإهمال البشري. ويتم وصف عدد قليل من الحرائق من قبل مديري الغابات المعتمدين لتقليد عمليات الحرائق الطبيعية التي تجدد وتحافظ على النظم البيئية الصحية.

غابات الأمازون

يذكر تقرير لصحيفة الديلي ميل البريطانية، أن نشاط الحرائق في غابات الأمازون عادة ما تصل في معظم أمريكيا الجنوبية إلى ذروته خلال موسم الجفاف بين يوليو وأكتوبر من كل عام.

وبلغ عدد حرائق الأمازون في يونيو الماضي أعلى مستوى له في 13 عامًا في يونيو، مع تسجيل 2248 حريقًا فرديًا بواسطة الوكالة المدعومة من الحكومة.

وذكرت الحكومة البرازيلية، أن الحرائق في غابات الأمازون المطيرة زادت بنسبة 28 في المائة في يوليو مقارنة بعام 2019.

بوليفيا

تمكن رجال الإطفاء البوليفيين من السيطرة على حريق استهلك خلال الأيام الأخيرة على مساحة 40 ألف هكتار في محمية أوتوكيس الطبيعية على الحدود مع البرازيل وباراجواى، حسبما أفادت وزيرة البيئة ماريا إلفا بينكرت.

إسبانيا

وذكرت صحيفة لايوث دي جايسيا الإسبانية، أن حرائق الغابات التي لاتزال تعاني منها قضت على نحو50 هكتار، وشارك في إطفاءها 5 مروحيات و6 طائرات.

البرتغال

كافح ما يزيد على 700 من رجال الإطفاء، حريق غابات ضخما في وسط البلاد، لكن الرياح القوية عرقلت جهود إطفائه، واندلع حريق الغابات في بلدية أوليروس، وامتد إلى بلديتين مجاورتين، وأدى بالفعل إلى إصدار أوامر إخلاء للعديد من الناس كإجراء احترازي.

البرازيل

وفى البرازيل، واصل رجال إطفاء وجنود برازيليون مساعيهم للسيطرة على حرائق في منطقة بانتانال، التي تضم أكبر مناطق مستنقعات العالم، وسجل المسؤولون في المنطقة نحو 4000 حريق فيها.