آلاف الأمريكيين خرجوا في مسيرة حاشدة اليوم الجمعة، منددين بـ”العنصرية والاحتجاج على وحشية الشرطة”.

تزامنت التظاهرات مع ذكرى مسيرة العام 1963، حيث ألقى زعيم الحركة المطالبة بالحقوق المدنية مارتن لوثر كينج، خطابه التاريخي “لدي حلم”.

“ارفعوا ركبتكم عن أعناقنا”.. العنوان الأبرز للتظاهرات التي اجتاحت واشنطن في الذكرى الـ57 لمسيرة مارتن لوثر كينج.

دونالد ترامب “لم يذكر حتى اسم جاكوب بليك” أو حتى المتظاهرين اللذين قتلا في كينوشا

ويواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتهامًا بـ”تعزيز العنصرية داخل المجتمع”، في ظل توترات يعيشها المجتمع الأمريكي بعد مقتل مواطنين من أصل أفريقي، ويتقدمهم جورج فلويد.

مطالب عادلة

آلاف الأشخاص من كل حدب وصوب، تجمعوا في واشنطن يوم الجمعة، لاستنكار العنصرية والاحتجاج على وحشية الشرطة، متذكرين خطاب “لدي حلم”، الذي حمل عبارة تكررت كثيرًا إذ تحدث مارتن لوثر كينج عن وقت يعيش فيه أطفاله “يومًا ما في دولة لا يكون الحكم عليهم فيها بلون بشرتهم بل بسمات شخصيتهم”.

وندّدت المظاهرات بمقتل جورج فلويد الأمريكي من أصل أفريقي مختنقًا بعد أن ضغط شرطي أبيض على رقبته في 25 مايو الماضي في مينيابوليس، وأثارت وفاته حركة احتجاج لم تشهدها الولايات المتحدة منذ عقود.

وحرص المتظاهرون على قياس درجات حرارة أجسادهم قبل الوصول إلى منطقة التظاهرات، كإجراء وقائي من فيروس كورونا المستجد الذي أصاب ملايين الأمريكيين حتى الآن.

وارتدى المتظاهرون قمصانًا قطنية كتب عليها: “حياة السود مهمة” أو “ما الذي يتطلبه الأمر؟”.

أجج إطلاق النار على جاكوب بليك حركة احتجاجية غير مسبوقة في عالم الرياضة

وبحسب موقع “فرنسا 24” الإخباري، قالت امرأة سوداء تبلغ من العمر 47 عامًا، جاءت من سينسيناتي على بعد أكثر من 800 كيلومتر، “وصلتُ قبل السادسة صباحًا. لم أنم كثيرًا، رسالتي هي: أريد التغيير”.

وقال دون كارلايل، وهو أمريكي من أصل أفريقي في الخمسين من عمره جاء مبكرًا مع مجموعة من الأصدقاء، “نحن ننتظر المساواة منذ 300 عام. نحن بناة هذا البلد من الناحية العملية وما زلنا نعامل بلا إنصاف”.

وسيلقي خلال التجمع أفراد من عائلة جورج فلويد كلمة، وكذلك العديد من أقارب أمريكيين سود قتلتهم الشرطة.

مسيرة "ارفعوا ركبتكم عن أعناقنا
مسيرة “ارفعوا ركبتكم عن أعناقنا

كما سيتحدث أقارب جاكوب بليْك الذي أصيب بجروح بليغة الأحد في كينوشا، في شمال البلاد، فيما لم يتم بعد إلقاء القبض على الشرطي الذي أطلق سبع رصاصات في ظهر الرجل أو تُوجه اتهامات له.

وما أجج غضب عائلته وفقا لوالده هو أن الشاب البالغ من العمر 29 عامًا قُيدت يداه إلى سريره في المستشفى بعد أن أصيبت ساقاه بالشلل. وقال الأب الذي يُدعى كذلك جاكوب بليْك لصحيفة شيكاغو صن تايمز: “لا يمكنه الذهاب إلى أي مكان، فلماذا كبلوا يديه؟”.

أعادت هذه المأساة، وهي الأحدث في سلسلة طويلة، إذكاء حركة الاحتجاج وأدت إلى قيام تظاهرات عنيفة على مدى ثلاث ليالٍ في كينوشا، حيث قُتل شخصان على ما يبدو على يد شاب يبلغ من العمر 17 عاما أطلق النار من بندقية هجومية بعد أن انضم إلى ميليشيات يفترض أنها تدافع عن التجار المحليين.

يصر الرئيس الأمريكي منذ أسابيع على الحديث عن العنف المرتكب على هامش التظاهرات ويعلن عن نفسه مدافعا عن “القانون والنظام

كما أجج إطلاق النار على جاكوب بليك حركة احتجاجية غير مسبوقة في عالم الرياضة. فبعد قرار لاعبي كرة السلة في فريق ميلووكي باكس بمقاطعة إحدى المباريات، اضطرت الرابطة الوطنية لكرة السلة تأجيل عدة مباريات يومي الأربعاء والخميس. لكنها أعربت عن أملها في أن تتمكن من استئناف المباريات الجمعة أو السبت.

أما لاعبة التنس اليابانية ناومي أوساكا فقد رفضت المشاركة في دورة نصف النهائي في سينسيناتي التي أرجأ المنظمون كل مبارياتها المقررة الخميس ليوم واحد. كما تم تأجيل مباريات لكرة القدم والبيسبول.

تحرك الرياضيين

وأشار القس آل شاربتون، أحد منظمي مسيرة الجمعة، عبر قناة “إم إن إس بي سي”، إلى أن تحرك الرياضيين “يمثل تغييرا ثقافيا حقيقيا”.

وتابع: “كان الناس يسمعون نشطاء مثلي يقولون أشياء، لكن الآن هناك هؤلاء الرياضيون الذين يحبونهم هم وأطفالهم يقولون الشيء نفسه ويضعون مصدر دخلهم وسمعتهم على المحك، فهذا أمر حاسم”.

ترامب
ترامب

وشدد شاربتون على أن دونالد ترامب “لم يذكر حتى اسم جاكوب بليك” أو حتى المتظاهرين اللذين قتلا في كينوشا، في خطاب ألقاه ليلة الخميس في البيت الأبيض مع انطلاق حملته للانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر الماضي ، “هذا يظهر أنه لا يزال أمامنا الكثير من العمل”.

يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتهامًا بـ”تعزيز العنصرية داخل المجتمع”

ويصر الرئيس الأمريكي منذ أسابيع على الحديث عن العنف المرتكب على هامش التظاهرات ويعلن عن نفسه مدافعا عن “القانون والنظام” ضد منافسه الديمقراطي جو بايدن الذي يتهمه بأنه يريد تسليم الولايات المتحدة إلى الفوضى.

واعتبر مساء الخميس أنه “إذا كان الحزب الديمقراطي يريد الوقوف إلى جانب الفوضويين والمحرضين ومثيري الشغب واللصوص وحارقي العلم، فهذه مشكلتهم، لكني كرئيس أرفض ذلك”.