بعد أن رفضت إدارة نادي برشلونة، رحيل نجم الفريق الأبرز، الأرجنتيني ليونيل ميسي هذا الصيف عن البلوجرانا بفسخ عقده من طرف واحد، وأكدت أنها لن تسمح برحيله دون دفع الشرط الجزائي والذي يقدر بـ700 مليون يورو، حيث أن البند الذي يطالب ميسي الرحيل من خلاله، قد انتهت مدته في شهر يوليو المنقضي، وأيدت رابطة الدوري الإسباني قرار النادي، وأنه لا يحق له الرحيل بذلك الشرط وفسخ العقد من طرف واحد وعليه دفع الشرط الجزائي أو موافقة ناديه على عرض مناسب للرحيل، مما يضع البرغوث في تحدٍ صعب أمام ناديه المحبب ليخرج من الجحيم الذي عاشه بالموسم الماضي في كامب نو.
واصل ميسي، التصعيد ولم يحضر جلسة الفحوصات الأولية لكل لاعبي برشلونة من فيروس كورونا قبل خوض غمار فترة الإعداد للموسم الجديد مع المدرب الهولندي رونالد كومان، حيث تخلف ميسي عن الحضور ليثبت أنه لن يتراجع عن فكرة الرحيل هذا الصيف والتي تُجبره عليها الإدارة بكل الطرق الممكنة ليبقى في الفريق ومن ثم يجدد عقده الذي ينتهي صيف 2021 المقبل.
لكن النجم الأعسر، رفض كافة المحاولات وصعد مع محاميه الأمر نحو الفيفا مستندًا إلى الظروف الاضطرارية التي سببها فيروس كورونا في توقف كل الأنشطة وبالتالي يستثنى الفترة التي مضت حتى يفعل البند الذي في عقده ويمكنه من فسخ العقد من طرف واحد، ليحصل على حريته ويرحل عن الفريق رغمًا عن كل العراقيل التي تضعها الإدارة أمامه ليبقى، وبالتالي نستعرض 3 أمور تسهل مغادرة ميسي للفريق الكتالوني هذا الصيف.
لجنة فض المنازعات بالفيفا
لجوء ميسي ومحاميه للفيفا من أجل إنصافه ضد إدارة ناديه، سيتحول للجنة فض المنازعات بالاتحاد الدولي لكرة القدم المختصة بتلك الأمور، ويستند ليو إلى الظروف الاستثنائية التي خلقها فيروس كورونا في العالم وتأجيل كل البطولات والأنشطة وكذلك مد عقود اللاعبين لفترة استثنائية من قبل الفيفا بالتعاون مع الأندية واللاعبين لتعويض فترة التوقف، وهنا سيحق له بالتبعية تأجيل مدة البند السحري الذي في عقده ويمكنه من فسخ عقده من طرف واحد في الأول من يوليو الماضي.
ولأنه تضرر مثل الجميع وتوقف النشاط لفترة طويلة ومن ثم عاد الدوري في شهر يونيو والبطولات المختلفة كدوري أبطال أوروبا واستمرت حتى شهر أغسطس، وبالتالي فإنه أُجبر على اللعب طوال تلك الفترة لصالح ناديه ولم يفعل الشرط في موعده نظرًا للتأجيل الطويل وتداعيات فيروس كورونا، وبعد نهاية ارتباطاته مع ناديه في كل البطولات قرر اللجوء لتفعيل ذلك الشرط بعد شهر ونصف من ميعاده السابق، ولكن يطلب الاستثناء في تلك المدة مثله مثل الجميع الذي استثنى له بسبب الظرف القهري للوباء العالمي، وهنا ستنظر لجنة فض المنازعات لرغبة ميسي بعين الاعتبار مثله مثل باقي اللاعبين والأندية حول العالم، وبالتالي قد يكون القرار في صالحه بالنهاية ويرحل كما أراد من برشلونة باللجوء للفيفا.
المحكمة الرياضية حل آخر
إذا ما رفضت لجنة فض المنازعات بالفيفا، طلب النجم الأرجنتيني بتفعيل البند السحري في عقده بفسخه والرحيل، مثلما كان قرار رابطة الأندية الإسبانية من قبل، يصعد ميسي الأمر أكثر وأكثر ويصل به إلى المحكمة الرياضية الدولية، إذا ما لم يقتنع بالعدول عن فكرة الرحيل سيحارب للنهاية للرحيل، ويعرض فريق محاميه كل الأدلة والأسانيد السابقة والجديدة لاثبات احقيته في استخدام البند والرحيل دون أزمات مع برشلونة ودون أن يتكفل بقيمة الشرط الجزائي القياسي في عقده.
هنا المحكمة الرياضية، منفصلة تمامًا عن الفيفا، لكنها مُلزمة له في تطبيق قراراتها بعد الاستئناف وكل الدرجات، وفي هذه الحالة ستناقش الملف من الأول وبوجهة نظرها الخاصة، ووفقًا للوائحها وقوانينها والتي دائمًا ما بقف في صالح اللاعبين ضد تعنت الأندية أو المتضرر أيًا كان، وبالتالي هناك فرصة عظيمة لإثبات أحقية ميسي في الرحيل بفسخ عقده إذا ما أخذت في عين الاعتبار حقه في الاستثناء مثل الجميع نتيجة توابع فيروس كورونا الخطير على العالم أجمع، وهنا يأخذ ليو حريته مرة أخرى ويرحل عن فريقه الذي صنع أسطورته به.
رغبة ميسي والصراع مع ناديه المحبب
الأمر الثالث الحاسم في خروج ميسي، من جحيم برشلونة مع إدارة الرئيس جوسيب ماريا بارتوميو بالموسم الأخير وما قبله، هو رغبته الحقيقية في الرحيل فلن يستطيع أحد الوقوف أمام رغبة سيد اللاعبين بالرحيل، وسيجبرون في النهاية إذا لم يرحل بالجهتين السابقتين وباستخدام البند الذي في عقده، ستجبر إدارة البارسا على مناقشة العروض التي تصله للموافقة على أحدها، خاصة وأنه ربما يرحل مجانًا في يناير المقبل لنهاية عقده بالصيف القادم نهائيًا مع برشلونة.
وهي النقطة التي لا يريد ميسي الوصول إليها، خاصة أن يصل الصراع مع ناديه المحبب لنقطة الصفر تلك، وأن يدخل في عداوة كبيرة حتى يرحل، حيث يريد رحيله أن يكون في هدوء وسلام لتجنب الخروج السيء من الكامب نو بعد كل ما فعله من إنجازات للنادي الكتالوني، ولا يريد أن يخسر عشق الجماهير الغفيرة له إذا ما رحل بالصورة السوداء تلك في النهاية، ولذلك سيكون ذلك الأمر هو الأخير لليونيل إذا ما فشلت كل محاولاته في الخروج الآمن من برشلونة هذا الصيف.