شهد أداء النادي الأهلي، تراجعًا شديدًا منذ العودة لاستئناف المباريات عقب التوقف الطويل الذي أحدثه فيروس كورونا المستجد، فلم يظهر الأهلي في مجمل المباريات التي لعبها ببطولة الدوري الممتاز بنصف مستواه حتى قبل فترة التوقف، فبعد أن وصل لقمة أدائه قبل التوقف، حيث لم يستطع خصم الوقوف أمامه وفاز بـ17 مباراة متتالية قبل التعادل مع سموحة بهدف لكل منهما، تراجع مستواه بشدة بعد العودة.
الأمر الذي وضع علامات استفهام كثيرة، حول أداء السويسري رينيه فايلر مدرب الشياطين الحمر بعد فترة التوقف، لاسيما بعد الهزيمة القاسية أمام الزمالك بثلاثة أهداف لهدف بالقمة الـ120 في الدوري.
ثم ما تلاها من لقاءات، حيث فاز بشق الأنفس على الجونة في الدقيقة 95 بهدف قاتل لمهاجمه مروان محسن، ثم فوز هزيل على المصري الذي لعب منقصوًا لاعب طيلة الشوط الثاني بهدفين نظيفين، ما أدى لانتقاد المدرب الذي انفعل في المؤتمر الصحفي على أحد الصحفيين عندما واجهه بضعف الأداء، قائلًا: “هذا طبيعي في كرة القدم ووارد الحدوث ولن يفوز فريق بكل مبارياته ويلعب بأداء كبير طوال الموسم إلا في لعب الفيديو الشهيرة بلاي ستيشن”.
القلق الكبير على أداء الأهلي من قبل قطاع ضخم من جمهوره، يأتي بسبب اقتراب البطولة الأهم دوري أبطال أفريقيا، في أواخر الشهر الحالي، حيث يلتقي مع الوداد البيضاوي المغربي في نصف نهائي التشامبيونزليج الأفريقي، وهي البطولة التي يحلم كل جماهير الأهلي بمعانقتها مجددًا بعد غياب طويل لآخر لقب عام 2013، وبعد محاولات عديدة خسر الأهلي النهائي خلالها مرتين متتاليتين، فهل يقبل الجمهور بأداء مترهل كذلك في البطولة الأفريقية وخسارتها للمرة الثالثة هذا العام؟.
لذلك نستعرض في النقاط الفنية الآتية، أهم الأسباب التي أدت لتراجع مستوى وأداء الأهلي الواضح للجميع منذ عودة اللعب بعد توقف كورونا، والذي يشترك فيه المدرب السويسري، لكنه ليس السبب الوحيد بل هناك عوامل أخرى مؤثرة كذلك في الشكل العام للمارد الأحمر بالفترة الأخيرة.
شبح بيراميدز بقوته المالية الكبيرة بات يهدد بقاء المدرب السويسري في ملعب التتش
فايلر خارج الخدمة
أحاديث كثيرة، دارت خلال الفترة الأخيرة حول اهتمام بيراميدز غريم الأهلي والذي ضم أغلب نجومه، وبات مثل الشبح للجماهير الحمراء، بالتعاقد مع فاير هو الآخر، مستغلاً البند الموجود في عقده، والذي يمكنه من الرحيل في نهاية شهر سبتمبر الحالي، إذا ما خسر بطولة إفريقيا وقرب حسم الدوري بشكل كبير، أو وضع شروط مالية جديدة للتجديد إذا ما نجح في مهمته وفاز بالبطولتين.
لكن شبح بيراميدز بقوته المالية الكبيرة، بات يهدد بقاء المدرب السويسري في ملعب التتش، ومن ثم بات خارج الخدمة والتركيز تمامًا مع الأهلي بالفترة الأخيرة لانشغاله بالعرض المالي الكبير من بيراميدز وهو مدرب محترف، خاصة مع رحيل إبن النادي رمضان صبحي لنادي الأسيوطي سابقًا، لزيادة العرض المالي عن الأهلي أيضًا، فظهر المدرب تائهًا عن الفترة التي قبل التوقف، بداية من اختياره للتشكيل في بداية المباريات خاطئة وكذلك تغييراته غير موفقة ومتأخرة كثيرًا وتحضيره للفريق للمباريات بات علامة استفهام أكبر.
وتغييره لطريقة اللعب أكثر من مرة رغم ثبوت فشلها في عدة مباريات كإنبي والإنتاج الحربي الذي تعادل معه ثم الزمالك وخسارته باعتماده محمد مجدي أفشة كجناح أيمن وهو لا يجيده مطلقًا، وإصراره على لاعبين بعينها وهي سيئة تمامًا وباستمرار كمحمد هاني وجونيور أجاي، حتى أصبحا عبئًا كبيرًا على الفريق وسبب رئيسي في خسارة الزمالك وتراجع الأداء بآخر المباريات.
لكن المدرب كان له رأي آخر، حيث فسر ذلك التراجع بالغيابات المؤثرة والنقص الحاد في الفريق وكذلك عدم اكتمال مستوى أغلب اللاعبين الفني والبدني بعد فترة التوقف الطويلة، وطالب الجميع بالهدوء وعدم القلق، وأنه مع الوقت والعمل أكثر مع الفريق سيتحسن الأداء ككل ويعود الأهلي قويًا في أهم معاركه بالبطولة الأفريقية.
البدلاء لم يكونوا على نفس المستوى للأساسيين خاصة في مركز الجناح والجانب الدفاعي
الغيابات تكشف عورات بعض اللاعبين
بلا شك غياب أهم نجوم الأهلي لأسباب مختلفة، مثل حسين الشحات للإصابة ورمضان صبحي للرحيل ومحمود كهربا للإيقاف، وتدني مستوى جونيور أجاي لأسباب عائلية كما أعلن المدرب، وعلي معلول البعيد عن تألقه المعهود، ثم إصابة محمود متولي قلب الدفاع بالرباط الصليبي، أدت لتراجع مستوى الفريق بكل تأكيد، خاصة أنهم أهم نجوم منتخب مصر وليس الأهلي فقط، وأحدثت تلك الغيابات هزة فنية كبيرة بالفريق الأحمر، الذي اضطر للعب ببدلائهم لتعويض غيابهم وهنا كانت الصدمة.
فالبدلاء لم يكونوا على نفس المستوى للأساسيين، خاصة في مركز الجناح والجانب الدفاعي، بل كشفت عوراتهم الفنية كثيرًا في مباريات كثيرة وأهمها على الاطلاق لقاء القمة أمام الزمالك، فوضح كثيرًا أن محمد هاني وجونيور أجاي وجيرالدو أقل كثيرًا من مستوى الأهلي المعروف ونجومه الغائبين، مما جعل الإدارة تفكر في التخلص من معظمهم والتعاقد مع صفقات قوية تحمل الفريق خلال الفترة القادمة وتحسن جودة قائمة اللاعبين بالفريق الأحمر الشهير.
نجوم بعيدة عن مستواها
كما أن البعد عن المستوى لبعض نجوم الأهلي الكبيرة، كعلي معلول أهم مفاتيح المارد الأحمر القوية سابقًا، والذي ظهر بمستوى متواضع على عكس تألقه الكبير طوال المدة الماضية، وأيضًا قلوب دفاع النادي مثل ياسر إبراهيم وأيمن أشرف ورامي ربيعة، الذين ظهروا بمستوى أقل من الضعيف، وتشتيت خط الوسط من قبل فايلر، بتغيير أدوارهم ومراكزهم كثيرًا لعلاج النقص، أدى لهبوط مستوى الكل وفقط الأهلي أهم مميزاته خط الوسط.
كل ذلك مع الجانب الهجومي الضعيف لغياب كل نجومه الأساسيين، وضعف مستوى البدلاء، أدى بالتبعية لسوء المستوى العام بالفريق وأظهره بالشكل الضعيف الأخير، بالإضافة لسوء إدارة فايلر وعدم تركيزه مثل الأول مع الشياطين الحمر بتلك الفترة، ما أدى لقلق الجماهير الكبير مؤخرًا لاسيما في الفترة الحرجة القادمة وبطولة أفريقيا المهمة جدًا لكل الجمهور الأحمر.