يترقب الوسط الإعلامي، إجراء تعديلات جديدة في خريطة البرامج خلال الفترة المقبلة، سواء في القنوات التي تملكها المتحدة للخدمات الإعلامية، أو في قنوات أخرى تريد تغيير خطة برامجها ولكن مع عودة وجوه قديمة، مثل خيري رمضان ومجدي الجلاد ولميس الحديدي وإبراهيم عيسى، وسط تساؤلات بشأن رفع سقف الإعلام أو حتى إفساح المجال العام.
سقف الإعلام
المثير في خطة التطوير المزمعة، هو التوقعات التي رافقت ظهورها، والتي تتحدث عن رفع سقف الإعلام، خاصة مع تحديد الإعلامية لميس الحديدي، وهي أحد الوجوه المتوقع عودتها، عدة شروط من أجل الظهور مجددًا، كذلك مع الظروف التي رافقت رحيل هؤلاء الإعلاميين عن الشاشة في السابق.
شروط “الحديدي” دارت حول منحها حرية أكبر في التغطية، كذلك منحها الكلمة العليا في المادة المقدمة، وأن تكون لها سياستها التحريرية الخاصة بها.
وبالنظر إلى ظروف مغادرة هذه الوجوه للشاشة في السابق، فإن الرحيل أعقب تناول عدد منهم موضوعات أثارت جدلًا حينها، واعتبر البعض أنهم تعدوا خطوطًا ما كان لهم أن يتخطوها، فهل تغير شيء في الوقت الراهن؟.
لم تنتهي التوقعات عند هذا الحد، بل دار الحديث أيضًا عن أن هذه الإجراءات، بمثابة إرهاصات أو إشارات إلى الحاجة إلى فتح المجال العام، وضرورة تغيير النمط السائد.
تعديلات “OE”
المهندس حسام صالح، المتحدث باسم المتحدة للخدمات الإعلامية، صرح بأن مجلس إدارة المجموعة برئاسة تامر مرسى، قد وافق على خطة التطوير للبرنامج الحواري الرئيسي في قناة “OE”.
وأضاف في بيان، أن الخطة التي عرضها “ألبرت شفيق” رئيس القناة، تشمل توقف برنامج “كل يوم” الذي استمر على مدار أربع سنوات، خلال الأيام القادمة، مشيرًا إلى أنه “تجرى عمليات تحديث في الأستديوهات والديكورات استعدادًا لبرنامج مميز جديد، سيتم إعلان التفاصيل عنه بمجرد الانتهاء من استكمالها.
فيما أعلنت الإعلامية “بسمة وهبة” مقدمة البرنامج، عن سفرها لرحلة علاجية بالخارج، وكتبت على “فيس بوك”: “رحلة علاجية خارج البلاد، اللهم أرجعني مجبورة الخاطر وييسر لي الخير وتقبل دعاء الأحبة فلا تحرموني من دعاؤكم”.
وأكدت مصادر أن “وهبة” لم تحقق أي تطور في المحتوى الإعلامي، كما أنها إعلانيًا لم تحقق المرجو منها.
لميس الحديدي.. عودة مشروطة
كانت الإعلامية لميس الحديدي، هي الوجه النسائي الأبرز لبرنامج “التوك شو” في شبكة “سي بي سي” منذ منتصف 2011 وحتى توقفها عن الظهور عام 2018، ثم تركها القناة رسميًا في يوليو 2019، قبل عودتها إلى الظهور من جديد، ولكن هذه المرة بقناة “الحدث” في 20 أكتوبر 2019.
وتقول مصادر مطلعة، إن المرشحة لتحل محل “بسمة وهبة” بقناة “OE” هي الإعلامية لميس الحديدي، التي أنهت تعاقدها مع قناة “الحدث” ببرنامجها “القاهرة الآن”.
وأكدت المصادر أن “الحديدي” لم تُفصح عن تفاصيل عودتها حتى لطاقم برنامجها التي قالت لهم فقط “خير ان شاء الله”.
وتابعت المصادر، أن هناك عرضين تدرسهما “الحديدي”، إما العودة لقناة “OE”، أو قناة “بلومبيرج الشرق” التي تمولها المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق (SRMG).
واستكملت المصادر أن “لميس” تشترط لعودتها منحها الكلمة العليا، وتوفير استوديو متطور به كافة الإمكانيات والمعدات المتطورة، وأن تكون لها سياستها التحريرية الخاصة بها حتى لا تتكرر أزمتها مع الـcbc قبل أن ترحل عنها في يوليو 2019.
وكان برنامج “القاهرة الآن” لـ”لميس الحديدي” على قناة “الحدث” يجمع بين تقنيات التحليل الصحفي والعمل الإخباري من جهة، وبين المنصات التفاعلية التي يستخدمها الشباب في المنطقة على نطاق واسع من جهة أخرى، وكان على مدار ساعتين تخصص ساعته الأولى للتحليل السياسي المباشر، والثانية تقديم مُنتج إعلامي فريد من نوعه، يُقدم حصرًا عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة تفاعلية.
تجربة يوليو في “القاهرة والناس”
في يوليو الماضي، كانت هناك مفاوضات بشأن تغيير خطة البرامج لقناة “القاهرة والناس”، بعد أن فقدت أغلب وجوهها المتميزة، بل وقام مالكها “طارق نور” بتأجير الهواء لبعض الأسماء المغمورة.
وفي حوار له في منتصف عام 2018، أكد طارق نور أنها القناة الوحيدة التي لا تحقق خسائر، كما أنها لا تربح أيضًا، قائلًا: “ولكن هذا يعد مكسبًا كبيرًا في نظري إذا ما قارناه بخسائر تتراوح بين 500 مليون ومليار جنيه لكثير من القنوات، وذلك نظرًا لعدم دخولها سباقات على شراء المحتوى الدرامي والبرامجي بأسعار مبالغ فيها، وهو ما يجب أن تتنبه له القنوات”.
وتابع “فالقاهرة والناس لم تتورط في السباق على شراء المحتوى منذ إطلاقها، لأني أعلم أن هذا الطريق نهايته الخسارة”.
لذلك كان ظهور تفاصيل جديدة بشأن عودة وجوه قوية للقناة مثل خيري رمضان ومجدي الجلاد وإبراهيم عيسى، دون إعلان رسمي حتى الآن من شاشة القاهرة والناس، والتي من المفترض أن يعرض البرنامج على شاشتها مثار جدل.
وعلمنا من مصادر مقربة من تلك الوجوه، أن البرنامج كان يتم الإعداد له في شهر يوليو الماضي بحيث يكون “رمضان والجلاد” هما الوجهان الأساسيان للبرنامج، ومعهما إبراهيم عيسى كضيف أساسي كل أسبوع، يحاوره مذيع ثالث لم نتعرف على هويته وستكون الفقرة عن الـ”تريند” المتداول.
كما أكدت المصادر أن فريق الإعداد كان سيضم محمد هاني الرئيس السابق لقنوات سي بي سي وأحد مؤسسيها، ومحمود المملوك رئيس تحرير موقع القاهرة 24 والصحفي محمد فتحي الذي شارك في إعداد عدد من البرامج.
وأكدت المصادر أن البرنامج في حالة توقف، نظرًا لصعوبات في التمويل مع الميزانية التي تم وضعها من الشركة المنتجة، موضحة أن طارق نور لن يكون هو الممول.
كما أشارت المصادر إلى إمكانية تفكير إبراهيم عيسى في عرض جديد مقدم من قناة “النهار”، فهل سيحسم هذا قريبًا؟.
في حيز التنفيذ
وكشف محمد هاني الرئيس السابق لقنوات “سي بي سي” وأحد مؤسسيها، والمشرف على برنامج “القاهرة والناس” الجديد، أن المشروع ما زال في حيز التنفيذ نافيًا إلغاءه.
ورفض “هاني” سرد أي تفاصيل خاصة بالبرنامج أو ضيوفه أو حقيقة جدال تم بين طارق نور ومقدمي البرنامج، قائلًا: “أنا جوة المطبخ وما ينفعش أطلع معلومات”.
وأكد “أنه وقت التحرك والإعداد للبرنامج، كان كل ما نُشر من معلومات وقتها صحيحا”.
غياب التنوع
وعلق ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي على هذه التطورات، قائلًا إن المجال الإعلامي الحالي يعاني بوضوح من نقص في الكفاءات المهنية على صعيدي الإعداد والتقديم، موضحًا أن حديث الرئيس أول أمس عن مسألة القنوات المسيئة في ظاهره انتقاد لهذه القنوات، وفي وجه آخر هو إشارة إلى أن المجال الإعلامي الوطني لا ينهض بالدور المطلوب في المواجهة.
وتابع أن بعض الأسماء المذكورة بشأن العودة لممارسة العمل مثل إبراهيم عيسى ومجدي الجلاد ولميس الحديدي وخيري رمضان، تتمتع بقدرات مهنية عالية وجماهيرية كبيرة، مشيرًا إلى أن عودتهم للمجال الإعلامي الوطني، سيعزز من قدر هذا المجال الذي بات يعيش أزمة حقيقية.
وأكد أنه من الضروري جدًا تقليل التوقعات في قدرة هذا التغيير على إحداث التحول المأمول، مضيفًا “فرغم أن بعض أوجه الأزمة الإعلامية يتعلق بتراجع قدرات بعض العاملين في مجالي الإعداد والتقديم، فإن معظم أوجه الأزمة في غياب التنوع والتعدد اللازمين وعدم القدرة على التعاطي المهني مع بعض القصص لاعتبارات عديدة”.