منذ عودة النشاط الكروي ومباريات الدوري الممتاز بمصر، بعد فترة توقف طويلة سببها تفشي فيروس كورونا المستجد بالبلاد، لعب نادي الزمالك عدة مباريات لم يظهر خلالها بالمستوى المنتظر والمأمول من قبل الجماهير باستثناء مباراة القمة 120 أمام الأهلي، والتي حالفه بها الحظ بكرتين في العارضة من قبل الغريم التقليدي، لكن بعد تلك المباراة خسر الزمالك من المقاولون بهدفين لهدف في الدقائق الأخيرة، وهو زائد لاعب على ذئاب الجبل، ثم فاز على إنبي بهدف نظيف من ركلة ركنية وبمستوى متوسط، وهو ما أعاد القلق بقوة داخل نفوس الجماهير البيضاء على الأداء والمستوى والنتائج قبل المعترك الأفريقي المهم بنصف نهائي دوري الأبطال أمام الرجاء المغربي.

أداء غير مقنع

وعلى مستوى نتائج الدوري، فقد انتهى الصراع على اللقب، حيث ابتعد الأهلي كثيرًا بالنقاط، لكن الحفاظ على المركز الثاني المؤهل لدوري الأبطال بالموسم المقبل في خطر لشراسة منافسة بيراميدز عليه بالموسم الحالي، وسط أزمات عديدة ومشاكل لا تنتهي داخل القلعة البيضاء بسبب مرتضى منصور رئيس النادي وخلافاته مع الجميع بمصر، وغضب أهم نجوم النادي ودخولهم في مشاجرات ورفض للبقاء مع الزمالك بالفترة القادمة.

كذلك المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون، الذي يظل غير مُقنعًا لقطاع كبير من الجماهير، لاسيما مع توفير قائمة ثانية مليئة بالنجوم القادرة على الفوز بكل المباريات والألقاب، لكنه لا يُظهر الشجاعة والفنيات التي تُناسب ذلك الفريق الموجود حاليًا، كلها أزمات وأمور تخيف الجماهير البيضاء كثيرًا قبل الحلم الأفريقي، خاصة وأن الخروج من البطولة والتفريط في لقبها هذه المرة لن يكون أمرًا سهلاً عليها ومحمود العواقب على الإدارة واللاعبين والجهاز الفني.

الزمالك

فرجاني ساسي وتخطي كل الحدود

عقب خسارة المقاولون العرب، بهدفين لهدف في مباراة شهدت خروج فرجاني ساسي مستبدلاً في وسط الشوط الثاني، الأمر الذي أغضبه كثيرًا وخرج مباشرة نحو غرفة خلع ملابس الفريق دون البقاء مع زملائه على مقاعد البدلاء حتى نهاية اللقاء، فانفجر المحترف الدولي التونسي في غرفة الملابس عقب اللقاء، وقام بتبادل الشتائم مع مدربه كارتيرون باللغة الفرنسية، ثم تعدى بالضرب على أحمد زيزو الذي بادر بالدفاع عن مدربه، وصرخ في كل اللاعبين وكذلك أمير مرتضى المشرف العام على الكرة وفي حضوره دون أن يحرك أحد ساكنًا.

وأكد ساسي، أن الأجواء غير صافية بالنادي وأنه سيرحل بعد نهاية عقده الذي ينتهي بالصيف المقبل، وأن الجميع يعلم كيف فزنا على الأهلي في لقاء القمة الماضي، وهناك أمور كثيرة خطأ في هذا النادي ولن يتحمل أكثر من ذلك، في خروج كامل عن النص وسط دهشة الجميع، ولم تعاقبه الإدارة لأنها لا تقدر على نجمها الأول بالفريق ومعشوق جماهيرها، وبقي ساسي ضد اللمس رغم ما فعله من تجاوزات تثير القلق بشدة على أحوال الفريق وتوابع ذلك د تنذر بخروج أفريقي وشيك في قادم المواعيد.

تلويح ساسي، بالرحيل جاء مع أنباء وجود عرض من بيراميدز لشرائه بالفترة القادمة، وكذلك رغبته في اللعب للأهلي مع مواطنه علي معلول وتوجيه ضربة لمجلس إدارة الزمالك ومرتضى منصور ونجله اللذان تعاملا معه بشكل سيء وغير احترافي حسب رأيه، تلك الاضطرابات التي تجعل النار تشتعل من تحت الرماد قد تطيح بالنادي واستقراره قبل المعترك الأفريقي المهم.

فرجاني ساسي

تذمر اللاعبين وتهديد بالرحيل

بالإضافة لمشكلة ساسي ورغبته في الرحيل وكل ما فعله ومر دون عقاب أو ردع، ظن أغلب اللاعبين أنه ضد اللمس والكل متذمر من ذلك، يأتي الدور على باقي نجوم الفريق مثل يوسف أوباما وحازم إمام ومحمود علاء والثنائي المغربي أشرف بن شرقي ومحمد أوناجم، لإبداء الرغبة في الرحيل لعدم دفع النادي لرواتبهم المتأخرة منذ شهر مارس الماضي، ويعطيهم منها دفعات كل فترة، الأمر الذي جعلهم يصلون لذروة الغضب والشعور بوجود أزمات عديدة إداريًا بالنادي وفشل أمير مرتضى الكبير والذي لا يلمسه أحد لأنه إبن رئيس النادي.

كل تلك الأزمات والمشاكل جعلت عديد كبير منهم يهدد بالرحيل وعدم اللعب إذا ما دفع له مستحقاته مثل أوباما وإمام، اللذان هددا بذلك بالفعل قبل مباراة الرجاء المهمة بنصف نهائي دوري الأبطال، بالإضافة لرغبة مصطفى محمد مهاجم الزمالك الواعد في الاحتراف الخارجي بنهاية الموسم، يبقى الفريق تحت صفيح ساخن ومهدد بالانفكاك في أي لحظة إذا لم تتم السيطرة عليه، وهذا يجعل خوف الجماهير البيضاء كبيرًا لمرورها بامور مشابهة كثيرًا لذلك من قبل عدة مرات وكانت النهاية غير سعيدة دائمًا.

كارتيرون

كارتيرون مدرب ضعيف الشخصية

الأمر الثالث، من الناحية الفنية بعيدًا عن الأزمات والمشاكل الإدارية والمالية ومشاجرات وغضب اللاعبين وبعدهم عن مستواهم الفني كذلك لوجود كل هذه الضوضاء من حولهم، ويخص المدرب كارتيرون الذي ظهر ضعيفًا كثيرًا وغير مغامر وليس لديه الشجاعة الكافية خلال المباريات الماضية، وبعدها كان يقدر على الفوز بنتيجة أكبر، كما أن إمكاناته متوسطة وليست على مستوى نجوم الزمالك الحالية ولا مستوى طموح الجماهير البيضاء في الذهاب بعيدًا للفوز بدوري الأبطال واللعب في مونديال الأندية.

كذلك رأي فرجاني ساسي الواضح في مدربه، بأنه ضعيف للغاية وليس شجاعًا وليس أفضل من يقود الزمالك في الفترة القادمة، وهو ما نقله له بالفرنسية في مشاجرته الشهيرة معه، ونقله المترجم لأغلب اللاعبين، مما أدى لاهتزاز ثقتهم بالمدرب الفرنسي كثيرًا، وجعله هو نفسه مهتزًا من داخله أمام اللاعبين وكذلك الإدارة والجماهير في المباريات السابقة والقادمة، مدرب لا يجيد المغامرة وليس شجاعًا وتغيراته أغلبها نمطي ومركز بمركز، هل يقود سفينة الزمالك لمعانقة الألقاب الكبيرة مثل البطولة الأفريقية والدوري الممتاز؟ هذا ما تشك به الجماهير البيضاء وسيظهر بكل تأكيد خلال المواجهة الأفريقية الأهم أمام الرجاء البيضاوي المغربي نهاية الشهر الجاري.