فى كل يوم علاقات بتبدأ وعلاقات بتنتهي، علاقات بتبهت وعلاقات بتشرق، اللي يبعد فياخد ضيه واهتمامه، واللي ينشغل، واللي ينسرق.
في كل أشكال العلاقات هنلاقي دايم حد بيسرقنا، اللي بيسرق طاقتنا، واللي بيسرق جهدنا، واللي بيسرق حبنا وثقتنا، أنواع كير من السرقة، لكن واحنا بنقول كلمة سرقة ناخد بالنا إنها بتدل علي امتلاكنا للمسروق، في نوع ما نقدرش نسميه سرقة بشكل واضح لكن هنقول عليها استحواذ.
استحواذ بطعم السرقة دافعه حسد أو استكتار علي الشخص اللي عنده.
عارف الصاحب اللي يشوفك مع بنت ويستكترها عليك، ويعمل كل جهده يحول مشاعرها ناحيتك، دا حرامي، والبنت اللي مستكترة علي صاحبتها حبيبها ولا خطيبها، وفيه اللي مستكتر عليك شغلك، ورزقك، حتي اللي بيستكتروا علينا الفرحة وعايزينها تنطفي.
وسط كل السرقات وحالات الاستحواذ هنلاقي نوع بيتحرك ببطء بيمتص من روحك وطاقتك، نوع أشبه بنبات الهالوك، واللي ما يعرفوش الهالوك، فهو نبات بينمو جنب الفول، ويتلف عليه، ويفضل يمتص منه النتروجين والغذا، والنتيجة أن الفول اللي بيطلع جنبه هالوك بيكون سيقانه ضعيفة وأزهاره فاضية من غير ثمر.
النوع دا من الناس بيعمل ايه بقي؟
بيشوف اللي مستكتره عليك ويبدأ يقرب منه وياخده فلو مهتم بأصحابك فبيشوف دواير أصحابك وأصحابهم، ويبدأ يخترق الدواير دي، يتعرف عليهم، ويسعي بكل الجهد إنه يصاحبهم، ويقرب منهم، يشوف الصديق المشترك بيعمل ايه ويعلي عليه، لو جدع يبقي أجدع منه، لو ظريف يبقي أظرف، ولو خدوم يقدم كل شيء، ومفيش مانع أثناء دا ما بيحصل بيتم تشويه الصديق المشترك بهدوء حاجة كدا زي السم فى العسل.
طبيعي ان العلاقات بتتشبك فى بعض، اننا فى دواير وجماعات، وطبيعي ان ناس تتعرف علي ناس فى مناسبات مختلفة، لكن فكرة الاستحواذ واللي البعض ممكن يسميها سرقة، مش المسار الطبيعي اللي بنقول عليه، النوع اللي بيقرر يستحوذ علي دواير صديقه، هو مش مستني فرصة ولا مناسبة تجمعهم سوا، مش بيسيب علاقته بهم تتطور وتنمو بشكل طبيعي، لكن بيكون فى حالة موجهة، يبدأ يقرب منهم ويلفت انتباههم.
.
بنقف قدام النماذج دي ونسأل بيعمل دا ليه؟
يمكن يكون معندوش ثقة فى نفسه إنه يقدر يكون علاقات بشكل طبيعي، فبيختار موديل يمشي عليه، ناس عرف عنهم معلومات مشجعة، وصديقه مختارهم ومقربهم، المستحوذ بياخد صديقه وصفاته نقطة انطلاق ويبدأ يعلي عليه.
هل دا في مشكلة؟
المفروض ان العلاقات بتسير بشكل اختياري، الناس بتقرب من بعض فى ظروف وملابسات، ومش كل شخص ممكن يتوافق مع آخر.
المستحوذ مش دايما بيكمل فى العلاقات دي، لأنه ممكن بعد شوية، يعمل نفس الحكاية مع صديق من اللي استحوذ عليهم، ويبدأ رحلته التالية فى الاستحواذ علي اصدقاء الصديق الجديد.
المشكلة إنه في طريق للاستحواذ فى الغالب بيشوه الصديق الأول، سواء دا بقصد أو بدون قصد، يعمل كسور فى العلاقات، ويفسدها، وبعد شوية لما ينتقل لدايرة تانية الأصدقاء في المرحلة الأولي ما بيعرفوش يرجعوا لسابق علاقتهم.
اللي زي الهالوك كتير فى حياتنا، يمكن جزء من الموضوع هو حالة عدم رضا بحالهم، بس الأهم إنهم بيستكتروا علي صاحبهم علاقاته، وبيفضل عنده حالة عدم الرضا اللي بتقودها لحالة حسد، ومحاولات امتلاك، فعمرهم ما هتبقي عندهم علاقة طويلة المدي.
لما نبص علي الدنيا هنلاقي لحظتين ميلاد وموت، لكن العمر اللي بينهم مش بنفس وضوحهم، تفاصيل كتير معقدة، زي خيط حصلت فيه عقدة وجرت وراها عقد كتير، وارتباك.
الاشياء فى ظاهرها بسيط، لكن الظاهر مش هو اللي بنعتمد عليه ولا المهم قوي علشان نفهم ونرتب دماغنا وناخد قرارات سليمة.
الاستحواذ أمر سيء أساساته انعدام ثقة بالنفس، و تمني زوال نعمة الغير اللي بنسميه حسد، الأزمة الحقيقية إن الناس مش بتكتشف بسهولة حالة الاستحواذ، طول ما الأمور بتسير بشكل هادئ، لغاية نقطة خلاف فتظهر المشاكل.
الفلاحين لما بيشوفوا الهالوك طلع علي سيقان الفول، فيخلعوه علشان يحافظوا علي صحة محصولهم، لما تحس إن صاحبك أو صاحبتك من النوعية دي، ما تتوجعش قوي، لأن الصاحب اللي ينفع يملا مكانك عنده بحد تاني، أكيد علاقته بك هي علاقة قصيرة، ومش هو الصاحب اللي تقول عليه قريب، لكن كمان لما تشوف في صاحب إنه من نوعية المستحوذين، ابعد عنه بهدوء وطلعوا بره دوايرك لأنه إن آجلا او عاجلا هيفسد علاقاتك.