بعد أيام قليلة من الجدل الذي أثارته دولة الإمارات العربية المتحدة، بسبب إعلانها التطبيع بشكل رسمي مع الكيان الصهيوني، سارت البحرين أولى خطواتها نحو التطبيع دولة الاحتلال، عقب سماحها لرحلات الطيران الإسرائيلية بالعبور في سمائها بين متجهة من تل أبيب إلى أبو ظبي، وفقًا لما أعلنته المملكة الخليجية.

البحرين، أعلنت أنها ستسمح بعبور الرحلات بين الإمارات وإسرائيل لأجوائها، عقب اتفاق تطبيع العلاقات بين الدولتين.

وكانت السعودية، قررت قبل ذلك السماح بفتح أجوائها للرحلات بين أبو ظبي وتل أبيب، حيث مرت أول رحلة عن طريق مجالها الجوي.

البحرين وفتح المجال الجوي

وفقًا لموقع “فرنسا 24″، فقد ذكر مصدر مسؤول في شؤون الطيران المدني بوزارة المواصلات والاتصالات، أنه قد صدرت موافقة على طلب إماراتي حول “الرغبة في السماح بعبور أجواء المملكة للرحلات الجوية القادمة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والمغادرة منها إلى كافة الدول”، وإسرائيل إحدى هذه الدول التي صدرت الموافقة بشأنها.

وأكد المصدر، أن البحرين ليس لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، لكن يعتبر القرار مؤشرًا إضافيًا على تقارب محتمل بين البحرين وإسرائيل، على الرغم من تأكيدها على تمسكها بمبادرة السلام العربية التي تنص على قيام دولة فلسطينية مستقلة قبل التطبيع.

غضب بحريني

وأعرب بعض النشطاء الحقوقين البحرينيين، عن غضبهم تجاه القرار الحكومي، حيث غرد باكير درويش، رئيس منتدى البحرين لحقوق الإنسان، قال في تغريدة له على موقع التدوينات المصغرة “تويتر”: “البحرين تسمح لطيران الاحتلال الإسرائيلي بعبور مجالها الدولي فوق أجواء الخليج بعد التطبيع الإماراتي”.

وتابع درويش: “وهذه نتيجة الحكومة غير المنتخبة، والتي لا تمثل الإرادة الشعبية وقمعت لمرات الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، أما الشعب البحريني يعتبر التطبيع خيانة”.

جواد فيروز، نائب بحريني سابق، ورئيس منظمة السلام للديمقراطية وحقوق الإنسان، قال: “لأن حكوماتها غير منتخبة ولا تمثل القيادة الشعبية في ظل غياب سلطات تشريعية وقضائية، فإن شعوب الخليج تدفع ثمنًا باهظًا في التفريط في سيادة أوطانها”.

المقاطعة الرباعية والمجال الجوي

تساءل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، عن موقف قطر الذي لازال غامضًا، خاصة في ظل تقاطع خطوط الطيران القطرية مع البحرين ما يعني أن الطائرات الإسرائيلية ستمر من المجال القطري.

وفي 2018 صرحت منظمة الطيران المدني الدولي “الايكو”، أن لها الصلاحية القانونية للبت في الخلاف عقب تلقيها طلب من قطر اتهمت الدول المجاورة بانتهاك اتفاق ينظم حرية عبور الطائرات المدنية.

ورفضت طعناً قدمته السعودية والبحرين ومصر والإمارات العربية المتحدة ضد قرار أصدرته منظمة الطيران المدني الدولي، وكانت أصدرت محكمة العدل الدولية، الهيئة القضائية العليا التابعة للأمم المتحدة، حكما لصالح قطر في خلافها القائم منذ 2017 مع دول خليجية التي فرضت عليها حظراً جوياً لاتهامها بدعم متطرفين إسلاميين وإيران.

ووفقًا لمواقع بريطانية، فإن الحصار الجوي على قطر بإغلاق المجال الجوي البحريني هو الأكثر خطورة، فالمجال الجوي القطري صغير جداً، ولهذا اعتمدت خطوطها الجوية على الطيران عبر المجال الجوي البحريني الفسيح نسبياً.

وكانتا كل من قطر والبحرين، عضوان في مجلس التعاون الخليجي، ووقعتا على اتفاقية العبور في منظمة الطيران المدني الدولي التابعة للأمم المتحدة، التزمت البحرين بموجب هذا الاتفاق بالسماح لرحلات الطيران المجدولة من كل البلاد دائماً بالعبور، حتى حدثت المقاطعة الرباعية.

ترحيب بحريني بالتطبيع الإماراتي

لاقى إعلان التطبيع الإماراتي مع إسرائيل، ردود فعل مرحبة في عدد الدول العربية خاصًة في البحرين، ووتعتبر هي أول دولة خليجية رحبت باتفاق التطبيع، على الرغم من أن الاتصالات غير المباشرة بين البحرين وإسرائيل إلى التسعينيات، بحسب ما ذكره “فرنس 24”.

كما استقبل العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في المنامة في أغسطس.

البحرين على خطى الإمارات

الدكتورة منى سليمان، الباحثة المتخصصة في العلاقات الدولية، عقبت على قرار البحرين بفتح المجال الجوي الخاص بها لإسرائيل، قائلة إنها من الدولتين الأقرب لتوقيع اتفاق مع إسرائيل خلال الفترة القادمة هي والسودان، مؤكدة ان السبب هو زيارات نتنياهو المتتالية ومقابلاته مع المسؤولين في الدولتين.

وأضافت سليمان: “لمح مسؤولين من البحرين عن موافقتهم على التطبيع، خاصة وكونهم الدولة الخليجية الوحيدة التي يوجد بها جالية يهودية ومعبد يهودي مفتوح للصلاة، وكذا تبادل تجاري بسيط بينهم، كما أن الشعب البحريني والسوداني ليس لديهم حاجز نفسي وعداء نفسي تجاه إسرائيل”.

وأوضحت سليمان، أن مصالح البحرين تتمثل في انشغال أمني كون غالبية شعبها من الشيعة وهناك فئة تؤثر فيها إيران وهذا يثير مخاوف البحرين.