لا صوت يعلو فوق صوت رحيل الأرجنتيني ليونيل ميسي أسطورة عن برشلونة عن الفريق هذا الصيف، فبعد الحديث عن تمسك البارسا به وعدم الموافقة على رحيله وطريقة خروجه من النادي الكتالوني وقصة البند السحري في عقده وأزمته التي قد تطول، لكن الحديث عن بديله بات أمرًا ملحًا ومهمًا ومنتشرًا لدى أغلب جماهير البلوجرانا، خاصة أنها قد فهمت أن قصة الحب مع ليو انتهت وأنه سيرحل سيرحل لرغبته الكبيرة في ذلك وسوء الإدارة وضعف الرئيس جوسيب بارتوميو الذي أودى بالنادي العريق إلى الهاوية، فبعد ترشيح نيمار وباولو ديبالا ورياض محرز لخلافته، جاء الدور على النجم المصري محمد صلاح وزميله ساديو ماني بليفربول لملء فراغ سيد اللاعبين.
ومع التفكير طويلاً في إمكانية انتقال صلاح المدوي لبرشلونة، وتقارير ربطته بالنادي الكتالوني وخلافة ميسي، وحديث أسطورة أياكس سابقًا عن حواره مع رونالد كومان وطلبه ضم الفرعون لأنه الخليفة الأنسب لميسي وأكد له المدرب الهولندي أنه في حساباته بالفعل لذلك، يبدو أن فرص صلاح تبدو متاحة وبشكل كبير في الانتقال رفقة زميله جورجينيو فينالدوم إلى الكامب نو، حيث أغلقت صفقة الأخيرة بنسبة كبيرة في الساعات الماضية.

ولكن هل يكون صلاح المرشح الأبرز لذلك هذا ما سيحدده المدرب الهولندي الصارم بكل تأكيد مع إدارة برشلونة، التي تحاول بكل طاقتها إقناع اللاعب الأرجنتيني ووالده بالبقاء لأنه أهم أعمدة النادي وأسطورته الحية، فما هي المميزات التي يتمتع بها فخر العرب لتكون خلافته لميسي منطقية وقريبة التصديق، خاصة وأنه تم تشبيه تأثيره مع ليفربول كثيرًا بتأثير ميسي مع برشلونة وأنه يستطيع ملء فراغ البرغوث إذا ما رحل بالفعل عن كامب نو.

مركز واحد وستايل مشابه

من الناحية العملية بعيدًا عن المهارات الخارقة لسيد اللاعبين والتي لا يضاهيها أحد في العالم، صلاح يلعب في نفس المركز الذي يجيده ميسي في برشلونة، سواء كجناح أيمن أو مهاجم وهمي أو حتى مهاجم صريح، كما لديه مرونة في اللعب كجناح أيسر أي في كل مراكز خط الهجوم وهي ميزة كبيرة للفرعون لا يضاهيه فيها أحد من المرشحين الآخرين لخلافة ميسي، كما أنه تطور كثيرًا من الناحية المهارية مع روما ثم ليفربول ومدربه يورجن كلوب أخرج منه أمورًا لم تكن لديه من قبل، فبخلاف سرعته الكبيرة التي اشتهر بها، تحول للاعب لديه ثقل في الملعب يجيد الوقوف على الكرة والتسديد بقوة ومراوغة اللاعبين ونما لديه الحس المهاري والتهديفي بشكل ملحوظ وعالي للغاية.
لدرجة أنه في بعض الأهداف التي سجلها شبهوه بميسي وهدفه الشهير في توتنهام مثلاً دليل على ذلك، وكذلك هدفه في إيفرتون الذي حاز على جائزة بوشكاش لأفضل هدف بالعالم عام 2018، ستايله الخاص تطور كثيرًا واكتسب مهارات وقدرات عظيمة قربته للمستوى العالمي الذي يوجد به ميسي ورونالدو أكثر من أي وقت قد مضى سابقًا، وهو ما يجعله مرشحًا فوق العادة لملء فراغ النجم الأرجنتيني بكل اقتدار وبشكل منطقي دون مبالغة وفقًا لأدائه وأرقامه التهديفية وألقابه العديدة وإنجازاته الفردية بالسنوات الماضية.

هداف إنجلترا وبطل أوروبا

بلا شك كونه هداف الدوري الإنجليزي الأقوى في العالم لمدة موسمين على التوالي وبالموسم الثالث أحد المنافسين على الجائزة ولم يقل أو يختفي، هو دليل على استمراريته في التألق والأداء الثابت والتهديف الغزير، ولولا بعض الفترات وتراجعه في المستوى والإصابات التي عرقلته والأمور الأخرى لحلق بعيدًا بالموسم الماضي كذلك، كل ذلك يدعمه من الجانب الفردي لأحقيته في خلافة ميسي هداف الهدافين، وصاحب السجلات التهديفية العظيمة كل موسم، فالفرعون رقميًا أثبت أنه قادر على مجابهته وتقديم نفس سجلاته التهديفية خاصة عندما يلعب في الليجا الأضعف من ناحية الدفاع في كل فرقها عكس البريميرليج الشرس والقوي جدًا في هذه الناحية.
غير أنه فاز بجائزة لاعب العام في إنجلترا وأفريقيا وأفضل ثلاثة في أوروبا وأفضل 5 نجوم في العالم، من خلال جوائز اليويفا والفيفا وفرانس فوتبول بالسنوات الماضية، أي أن إنجازاته وأرقامه الفردية تدعمه بشدة لملء فراغ ميسي بسهولة كما أن عمره المناسب “28 عامًا” يدفعه ليكون المعوض المناسب تمامًا للبرغوث في برشلونة ولمدة 4 سنوات قادمة أو أكثر ومناسب لمشروع كومان ببناء فريق جديد قوي ومستقبلي، أيضًا فوزه بأكبر ألقاب العالم مثل دوري أبطال أوروبا ومونديال الأندية وأخيرًا الدوري الإنجليزي الممتاز، يجعله من هؤلاء أصحاب المستوى العظيم ذلك رفقة ميسي ورونالدو ويعطيه الثقة للتألق في برشلونة وتعويض نجم عظيم كميسي بكل أريحية.

مشروع جديد وحلم قديم

برشلونة بدأ مشروعه الجديد والخاص مع المدرب الجديد كومان، بعد موسم كارثي ونهاية ولا أسوأ بخسارة مذلة بثمانية أهداف لهدفين من بايرن ميونيخ في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، هذا المشروع الجديد يعتمد على بناء فريق قوي من جديد للنادي الكتالوني يعيد على الساحة بقوة مجددًا في خلال موسمين، وهو مناسب تمامًا لصلاح لأنه فعلها من قبل رفقة ليفربول وكلوب، فكانت الأمور تشبه برشلونة إلى حد كبير، فريق جديد ونجوم لا أحد يعرفها كثيرًا صنع بهم المدرب الألماني فريق الأحلام وفاز بأكبر البطولات في خلال 3 سنوات رفقتهم.
هذه الأجواء والظروف مناسبة تمامًا للفرعون لتكرار تألقه الكبير مع الريدز في الكامب نو رفقة البلوجرانا، وستحقق له حلمه القديم باللعب لأكبر أندية العالم وإسبانيا ريال مدريد أو البارسا، ومن ثم قد يكون نجم الفريق الأول، بعد رحيل البرغوث ولما لا قد يبدأ أسطورته الخاصة في الكامب نو ويحقق كل المجد كما فعل البرغوث الأرجنتيني طوال السنوات الماضية مع أصحاب القميص الأزرق والأحمر الشهير.